الجماعات المسلحة في سوريا.. نحو مزید من الفشل والجرائم
تزامنا مع استمرار فشل الجماعات الإرهابية في سوريا، تزيد هذه الجماعات مجازرها ضد الشعب السوري عبر الدعم الذي تحظی به من قبل الدول المتعاونة معها وتأتي في مقدمتها السعودية وقطر وتركيا بالاضافة الی أمريكا والکیان الإسرائیلي.
وفي هذه الاثناء كما تستمر السعودية منذ اربعة أشهر في سفك دماء الیمنيين، فإن الجماعات الإرهابية في سوريا أيضا وبتنسيق تام مع الرياض مازالت مستمرة بهجماتها الإرهابية علی الشعب السوري منذ ما يقارب خمسة أعوام دون توقف. وتواصلا لهذه الحرب الشعواء علی الشعب السوري من قبل الریاض والجماعات الإرهابية فقد أعلنت دول من ضمنها السعودية خلال الأشهر الماضية عن خطط جديدة تهدف من خلالها إلى إراقة المزيد من الدماء وتدمير ما تبقی من البنی التحتیة في سوريا، حيث أن الجماعات الإرهابية كلما زاد فشلها لجأت الی مزيد من المجازر ضد الابرياء في هذا البلد.
لكن الفشل الذريع الذي أصاب مشروع هذه الاطراف لضرب سوريا منذ عام ٢٠١١ حتی الیوم، وذلك بالرغم من الدمار الهائل الذي سببته هذه الاطراف، تسعی أنقرة والرياض والدوحة مجددا ومن خلال تأسيسها جماعة مسلحة باتت تعرف بـ “جيش الفتح”، لإنهاك الحكومة والشعب السوري الذي آمن بقدراته للدفاع عن ارضه أمام الارهاب الوهابي ـ الإسرائيلي.
وليس بعيدا عن الدول التي تمت الإشارة الیها تواصل أمريكا دعمها للجماعات الإرهابية لنفس الأهداف التي تطمح الیها تلك الدول في سوريا، حيث قال «وليد المعلم» وزير الخارجية السوري في مقابلة مع إحدی المحطات التلفزيونية حول الدعم الأمريكي للجماعات الإرهابية التي تصنفها واشنطن بأنها “معتدلة”: لا وجود لمعارضة معتدلة لأن من يقتل لا يكتب على رصاصته معتدل.. مبينا أن أمريكا لا تخجل في الإعلان عن أنها خصصت مليار دولار لدعم شيء سمته “معارضة معتدلة” والأردن على لسان وزير إعلامها أعلن عن افتتاح مراكز لتدريب هؤلاء “هم يريدون تسعير الإرهاب في سوريا”، حسب ما نقلت عنه وکالة سانا. كما أوضح في نفس السیاق «بشار الجعفري» ممثل سوريا الدائم في الامم المتحدة خلال لقاء مع قناة المنار: أن “هناك ٨٠ الف ارهابي مرتزق يدخلون سوريا عبر الحدود مع تركيا أو الأردن”، مشيراً إلى أن “جيش الفتح” و”جيش اليرموك” بقيادة “جبهة النصرة” تدربهم “إسرائيل” والأردن وأمريکا.
هذه التصريحات لوليد المعلم وبشار الجعفري، تدل علی أن الارهابيين لايستطيعون الثبات في مواقعهم دون دعم مباشر من الكيان الإسرائيلي وأمريكا ودول الإرتجاع العربي بالاضافة الی تركيا. لكن بالرغم من کل هذا الدعم، فان الجماعات الإرهابية وعلی رأسها ما يسمی بـ جيش الفتح، منيت بهزائم نكراء خلال الاسابيع الماضية في القلمون والحسكة ومدينة درعا.
كما أن الانتصارات المزيفة التي روجت لها قناتا العربية والجزيرة خلال الأيام الاخيرة ما هي سوی تقدم جزئي في بعض مناطق ادلب، حیث راحت هذه القنوات تصنّفها علی أنها انتصارات إستراتيجية!. لكن الواقع يشير الی أن الارهابيين وصلوا الی طريق مسدود وفشلت جميع محاولاتهم المدعومة من الشرق والغرب للإطاحة بالنظام السوري، ولم يبق أمامهم خيار سوی القبول بالحل السياسي الذي تدعو له دمشق. كما أن التقدم الجزئي الذي حققته الجماعات الإرهابية في المناطق الجنوبية يعود سببه حسب المراقبين الی عدم وجود قوات الجيش السوري في هذه المناطق، حيث تنحصر عملية القتال في الجنوب السوري علی العشائر الموالیة للنظام السوري وعدد من قوات المقاومة.
كما يجب أن لاننسی أن الجماعات الإرهابية التي باتت القوة الضاربة لأمريكا والكيان الاسرائيلي في المنطقة، صارت في كل مرة تواجه فيها الفشل في العراق وسوريا، تبادر الی إستهداف الابرياء في دول المنطقة، وتاتي العمليات التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي مؤخرا في مساجد المسلمين الشيعة في السعودية والكويت في هذا السياق.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق