التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

خلفيات وتداعيات اصطفاف الکيان الإسرائيلي إلى جانب السعودية في عدوانها على اليمن 

بعد مرور نحو ١٠٠ يوم على العدوان السعودي ضد اليمن تكشفت حقائق كثيرة عن طبيعة هذا العدوان والأطراف التي وقفت ولازالت تقف وراءه وفي مقدمتها الكيان الإسرائيلي. 

ولابد من الاشارة هنا إلى ان المعطيات التي برزت على أرض الواقع أكدت بما لايقبل الشك ان طيران الكيان الإسرائيلي شارك إلى جانب الطيران السعودي في شن الهجمات على اليمن وأرسل ضبّاطاً وخبراء عسكريين إلى الرياض للتنسيق معها في مواصلة هذا العدوان، إضافة إلى المعلومات الاستخبارية والصور الجوية التي قدمتها تل أبيب لهذا الغرض. 

واظهرت صور ومقاطع فيديو تم عرضها من قبل اللجان الثورية في اليمن أن طائرة أف ١٦ التي تم اسقاطها من قبل القوات اليمنية الشهر الماضي تعود للكيان الإسرائيلي، فيما أشارت تقارير موثقة إلى قيام ولي العهد السعودي محمد بن نايف بزيارة تل أبيب للتنسيق معها بشأن العدوان على اليمن والقضايا الاقليمية الأخرى ذات الاهتمام المشترك. 

والسؤال المطروح هو: لماذا يقف الكيان الإسرائيلي إلى جانب السعودية في عدوانها على اليمن في وقت تدّعي فيه الرياض انها تقف إلى جانب المسلمين؟ للاجابة عن هذا التساؤل لابد من الإشارة الى عدة أمور: 

 ١ – تقوم السعودية منذ زمن بعيد بدور المنفذ لسياسات الدول الغربية والراعي لمصالحها في المنطقة. وفي مقدمة هذه الدول أمريكا الحليف الأول للكيان الإسرائيلي، ولهذا يقف هذا الكيان إلى جانب النظام السعودي ضد الشعب اليمني الذي يضطلع بدور مشرف وحيوي في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة. 

٢ – النزعة الطائفية لنظام آل سعود وسعيه لتأجيج الفتنة في اليمن، وهو ذات الهدف الذي يسعى الكيان الإسرائيلي لتنفيذه في العراق وسوريا ولبنان، وبمعنى آخر ان السعودية والكيان الإسرائيلي يكمل أحدهما الآخر في هذا المجال. 

٣ – يتعرض الشعب اليمني لعدوان “سعودي- امريكي- إسرائيلي” بسبب موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ولباقي القضايا المصيرية التي تهم العالم الاسلامي. 

٤ – عداء الكيان الإسرائيلي والسعودية المشترك لإيران بسبب دفاعها عن الشعب اليمني وعن محور المقاومة الرافض للمشروع الأمريكي في المنطقة ولمساعي الرياض الرامية إلى تسوية القضية الفلسطينية على حساب المقدسات الاسلامية لاسيما القدس الشريف والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. 

٥ –الكيان الإسرائيلي يدعم السعودية ضد اليمن في إطار مشروع أمريكي متكامل يهدف إلى إضعاف الدول الاسلامية الرافضة لهذا المشروع وذلك من خلال تقديم الدعم اللامحدود للجماعات الارهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في هذه البلدان كما يحصل الآن في سوريا والعراق. 

٦- العداء المشترك لإيران التي تصر على استيفاء حقها في امتلاك التقنية النووية السلمية هو من بين الأسباب المهمة التي دفعت الكيان الإسرائيلي لدعم السعودية التي اعلنت مراراً استعدادها للتعاون مع هذا الكيان لضرب المنشآت النووية الإيرانية. 

هذه الادلة وغيرها هي التي دعت تل أبيب للوقوف إلى جانب الرياض في عدوانها على اليمن. ولكن يبقى السؤال الأهم هو: هل يتمكن الكيان الإسرائيلي وأمريكا من إنقاذ آل سعود من ورطتهم في اليمن؟ وهل تضمن الرياض أن الادارة الامريكية الحليف الرئيس للكيان الإسرائيلي لن تغدر بها كما غدرت في السابق بحلفائها في المنطقة؟ أم أن السعودية ليس أمامها إلاّ تنفيذ أجندة خارجية رغم علمها بأن واشنطن وحلفاءها لن تهمهم سوى مصالحهم وليذهب نظام آل سعود ومن لف لفه إلى الجحيم إذا اقتضت الحاجة لذلك وهذا ما أثبتته التجارب، والادلة على ذلك كثيرة، وفي فعلته بنظامي حسني مبارك وزين العابدين بن علي ومن قبلهما نظام شاه إيران المقبور أمثلة كافية للدلالة على صحة هذا الاستنتاج.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق