في مشاهد الخراب وسفك الدماء لماذا لم يظهر غاندي او مانديلا في الوطن العربي …؟
لماذا لم يظهر خلال المائة عام الماضية وتحديدا بعد استبدال الهيمنة العثمانية بالاوربية شخصيات بأستطاعتها ان توحد مكونات واطياف المجتمع العربي بالحد الادنى بدل ان تكون النتائج كالتي نراها اليوم وقد بلغت ذروتها في الاستجابة الى حروب الشوارع وحرب الجميع ضد الجميع والاستعانة بالقوى الخارجية وتدمير ماتم انجازه عبر الاف السنين ….
انه سؤال شبيه بالكثير من الاسئلة التي لم تتم قراءتها قراءة دقيقة كسؤال ؟ لماذا لم يصبح سفك الدم محرما مع باقي الظواهر من يمنعه ويحرمه ولماذا وجدت الفصائل والمكونات والاحزاب بدل من ان يضع حدا لصراعاتها الدموية يعمل على اتساع مساحة الاقتتال والتدمير والخراب
شخصيات معاصرة شبيه بغاندي في الهند ومانديلا في جنوب افريقيا وفي بلدين مزقتهما التفرقة العنصرية والفقر والفساد والتخلف ..الخ مع ان الوطن العربي يمتلك نظريا وواقعيا العوامل الحقيقية كي يسهم بأعادة بناء حضارته الحديثة ويكون مساهما ببناء الحضارة المعاصرة .
ولان الاجابة تستدعي دراسه شاملة للبيئة والتاريخ والمعتقدات وللعلاقات مع الشعوب وللانسان اولا واخيرا من ناحية والى دراسة تداخل هذه العوامل وتأثيراتها في رسم المشهد الذي اتت اليه النهايات من ناحية ثانية فأن نتائج البحث تتطلب قدرات عقلية قادرة على عزل دور المقدس بالتاريخي او بالمدنس الارضي وعدم الخلط بينهما تحت هيمنة الممنوعات اي غياب الحد الادنى من الحرية ومن احترام الانسان ارادة وجسدا فأن السؤال يقود الى ماهو المشترك بين العرب بتنوعهم القومي والديني . البيئي .الثقافي .. الخ كي لايختلفو في المصير الذي يوحدهم ولا نقول يقودهم بالقوة والبطش بل بالحرية والمرونة فأن ما اهدر من ثروات وعقول ومصائر لايقدر بثمن فضلا عن التركة المخيفة بمعنى الكلمة التي خلفتها الظلمات في التعليم والصحة و الاعراف والثقافة وفي باقي طرق التفكير ووسائل الانتاج الخ كلها يبدو لم تسمح بظهور من يمتلك قدرة تجاوز الاختلافات والعثور على المشترك الذي يوحد العرب فالاحادية والتطرف والتعصب وغياب المرونة والتسامح وبغياب حريات الانتخاب واحترام العقول واحترام الجسد .. الخ كلها ادت الى ظهور قيادات تفردت بقراراتها وكأنها هابطة من السماء وليست تاريخية وتحدث فوق الارض مما قادت اشكال الصراع مع الاجنبي المغتصب او ضد التخلف او من اجل التحرر عاملا من عوامل الانقسام وليس عاملا يوقف سفك الدماء مثلما ترك المستقبل مجهولا مادام الجميع من الفرد الى المكونات المتنوعة بحاجة الى معرفة حقيقية بأن على المنتصر ايا كان والامثلة واضحة ان يمشي في جنازته .
فيكفي لاستئناف هذه الاسئلة ان نقول انظرو كيف يذبح اطفال العراق و مصر وسوريا واليمن ولبنان وليبيا .. الخ وانظروا الى المرأه قبل ان نجد من يدافع عن قراراتها ومواقفها وقبل ان يعتقد انه وحده على صواب فأننا جميعا لم نسهم بالمشترك فأننا نسهم بدفن مصائرنا ولن يرحمنا التاريخ .
د. ماجد اسد
في آراء