كلينتون علاقتها متوترة مع الإعلام منذ عام 2008؟
وكالات – الرأي –
أثارت هيلاري كلينتون غضب الصحافيين بعد أن مد مرافقوها حبلا لمنعهم من الوصول إليها خلال مشاركتها في احتفالات بمناسبة عيد الاستقلال الأميركي في ولاية نيو هامبشر.
وأعادت الواقعة الى الأذهان العلاقة المتوترة بين كلينتون والاعلام خلال تنافسها مع باراك أوباما على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في عام 2008، فيما أشار مراقبون إلى أنّ كلينتون تختلف عن سائر المرشحين الآخرين وان هذا يؤثر في طريقة عمل القائمين على إدارة حملتها، بما في ذلك تعاطيهم مع الصحافة.
وقالت جينفر بالميري مديرة الاتصالات في حملة كلينتون خلال مقابلة تلفزيونية “إن طبيعة حملتنا تختلف عن حملات المرشحين الآخرين”، مشيرة إلى أنّ كلينتون بوصفها السيدة الأولى سابقاً وعضواً سابقاً في مجلس الشيوخ ومرشحة رئاسية سابقاً ووزيرة خارجية سابقاً، شخصية معروفة، وهي بخلاف المرشحين الآخرين لا تحتاج الى مزيد من التعريف بنفسها. ولكن كلينتون بحاجة الى إعادة تقديم نفسها للناخبين وبناء إحساس بالتواصل معهم.
نحن وهم
وتحظى كلينتون باهتمام واسع من وسائل الاعلام، ولكنها ما زالت تتعامل مع الصحافيين بحذر رغم أن مراقبين يستخدمون مفردات اقوى في وصف العلاقة. وتبقى علاقة الاعلام بحملة كلينتون أفضل منها حين تنافست على الرئاسة اول مرة قبل ثماني سنوات.
ونقلت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” عن مدير معهد جورجتاون للسياسة والخدمة العامة مو ايليثي الذي كان المتحدث باسم كلينتون في حملة 2008 قوله “كنا وقتذاك في حرب سافرة. ومنذ البداية افترض منظمو الحملة ان كل تفاعل مع الصحافة سيكون عدائياً. وكان هناك الكثير من العراقيل والصياح وعقلية “نحن وهم”. وتغيرت الحال لاحقاً ولكن بعد فوات الأوان. فالأجواء تسممت”.
هذه المرة حاول منظمو حملة كلينتون والصحافيون التوصل الى علاقة عمل لمصلحة الطرفين. وعلى سبيل المثال ان منظمي حملة كلينتون اتصلوا بجمعية مراسلي البيت الأبيض للمساعدة في تشكيل مجموعة من الصحافيين ترافق كلينتون لتغطية فعالياتها الانتخابية في أنحاء الولايات المتحدة، على غرار المجموعة التي تغطي اخبار الرئاسية يومياً ويتغير افرادها من الصحافيين دورياً.
وقال عاملون في حملة كلينتون وصحافيون على السواء ان العلاقة مع الصحافة ليست كلها سمن وعسل ولكنها أفضل مما كانت قبل ثماني سنوات.
ولكن رغم التحسن الملحوظ في العلاقة فان جينفر بالميري مديرة الاتصالات في حملة كلينتون أشارت إلى أنّ على الصحافيين ان يفهموا انهم لن يحصلوا على كل ما يريدون من هيلاري. وقالت بالميري “ان الصحافة مهمة ولكنها ليست بأهمية الناخبين”.
المشهد تغير
ويرى خبراء استراتيجيون انتخابيون أن على الصحافة أن تسلِّم بحقيقة أخرى هي ان المشهد الاعلامي تغير جذريا منذ عام 2008 مع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وتويتر.
وبحسب هؤلاء الخبراء فان وسائل الاتصال الاجتماعية يمكن أن تعمل كسيف ذي حدين. إذ تستطيع الحملة الانتخابية لأي مرشح أو البيت الأبيض تجاوز الاعلام التقليدي والوصول الى الناخبين بصورة مباشرة عبر منصات متعددة.
ولكن أدوات مثل توتير يمكن بالقدر نفسه من السهولة ان تمارس تأثيرا سلبياً على حملة المرشح بطريقة لم تكن ممكنة قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي. وعلى السبيل ان الصحافيين، بعد لحظات على واقعة مد الحبل لمنعهم من الوصول الى هيلاري كلينتون، شرعوا في نشر الصور على تويتر.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الحبل. وكان النبأ السيئ لمنظمي حملة كلينتون ان الواقعة تنسجم مع الرواية القديمة عن العلاقة المتوترة بين حملتها والصحافة. وتولى الصحافيون تضخيم المشهد بتغريدات اتهامية.