التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

الاعتماد على القوى الداخلية السبيل الأفضل للتغلب على التحديات في العراق 

أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ان العراق لا يحتاج إلى أحد يقاتل نيابة عنه، ليعيد شبح الاحتلال والقواعد العسكرية من جديد. 

وخلال مؤتمر استلام الآثار العراقية في المتحف الوطني العراقي، حيث تم استعادة ٧٠٠ قطعة أثرية من ثلاث دول، قال الجعفري ان العراق لا يعاني شحة الأبطال الذين يجاهدون دفاعاً عنه. 

كما اكد وزير الخارجية العراقي في بيان منفصل أن ما قام به التحالف الدولي في الحرب ضد الارهاب ليس بمستوى الطموح. واضاف ان العراق أعطى كل شيء، وأعطى الدم الذي هو أعز من كل المساعدات، وهو يتطلع الآن إلى أن تقف جميع دول المنطقة والعالم إلى جانبه في هذا الظرف العصيب، مشدداً على أن العراق يمد يده ويصافح كل من يتعاون ويتفاعل معه لمواجهة الارهاب. 

ويواجه العراق في الوقت الراهن تحديين أساسيين: الاول يتمثل بوجود العصابات الارهابية على أراضيه وفي مقدمتها تنظيم “داعش” الذي احتل اراض واسعة من العراق منذ حزيران ٢٠١٤. والتحدي الآخر يتمثل بمحاولة أمريكا لتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم (شيعية وسنية وكردية) الذي طرحه نائب الرئيس الامريكي جو بايدن قبل عدة سنوات وعادت واشنطن لتكراره بعد دخول الجماعات الارهابية إلى هذا البلد الصيف الماضي. 

ورغم مساعي العراقيين لإقرار النظام السياسي الجديد في بلادهم منذ عام ٢٠٠٣ أي بعد سقوط نظام الدكتاتور المعدوم صدام واجهت هذه المساعي تحديات كبيرة طيلة تلك الفترة وحتى الآن، حيث سعت أطراف متعددة داخلية وخارجية لعرقلة هذه الجهود من خلال اللجوء إلى العنف وتفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي أودت بحياة الآلاف من العراقيين واكثرهم من المدنيين، إضافة إلى المؤامرات السياسية التي استهدفت شق الصف العراقي من خلال دعم بعض المكونات السياسية بالمال والسلاح لتنفيذ أجندة خارجية لا تصب في صالح العراقيين. 

ولكن رغم هذه المؤامرات تمكن الشعب العراقي بوعيه وصبره وتماسكه وتلاحمه واستجابته لنداء المرجعية الدينية وتوجيهات قيادته السياسية، من مواجهة هذه التحديات. واستطاعت قوات الحشد الشعبي التي تشكلت استجابة لفتوى المرجعية الدينية وبمؤازرة القوات الأمنية وأبناء العشائر تحقيق انتصارات باهرة على الجماعات الارهابية والتي تجلت بوضوح في تحرير محافظتي ديالى وصلاح الدين ومناطق واسعة أخرى بينها قضاء بيجي جنوب الموصل وجرف النصر (جرف الصخر) جنوب بغداد وآمرلي وجبال حمرين شمال وشرق محافظة تكريت وعدد من مناطق محافظة الانبار غربي البلاد.

ويعتقد المراقبون ان الاعتماد على القوى الداخلية وتحديداً الحشد الشعبي هو السبيل الوحيد للتغلب على التحديات التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر، معربين في الوقت ذاته عن اعتقادهم بأن الاعتماد على ما يسمى بـ التحالف الدولي الذي تتزعمه امريكا لمحاربة الارهاب لن يؤدي إلى نتيجة بسبب عدم صدق وجدّية الاطراف المشاركة في هذا التحالف في تقديم الدعم اللازم للشعب العراقي وقواته المسلحة لمواجهة الجماعات الارهابية. ليس هذا فحسب؛ بل هناك شواهد وقرائن كثيرة تدلل على أن أمريكا وحلفاءها الغربيين يقومون بتقديم الدعم لهذه الجماعات لاسيما تنظيم “داعش” الإرهابي بالمال والسلاح والمعلومات والامكانات اللوجستية لمنع الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي من تحقيق النصر النهائي والشامل على هذه الجماعات بأسرع وقت ممكن. 

وتجدر الإشارة إلى ضرورة تحلي جميع القيادات السياسية في العراق بالوحدة والتضامن لمواجهة هذه التحديات وعدم الركون إلى الخلافات الضيقة التي من شأنها إضعاف قدرة العراقيين على الحسم. كما لابد من التأكيد على ضرورة منح الأولوية لمحاربة التنظيمات الارهابية في الوقت الحاضر وعدم الإنشغال بالأمور الجزئية والثانوية في هذا الظرف الحساس، والانتباه إلى المؤامرات والدسائس التي تحيكها الدوائر الغربية المدعومة من قبل الانظمة الرجعية والعميلة في المنطقة والتي تهدف إلى تمزيق دول المنطقة والعبث بمقدراتها خدمة للمشروع الصهيوأمريكي الذي بدأته واشنطن قبل عدة سنوات تحت مسمى “الشرق الاوسط الجديد” من خلال دعم الجماعات المتطرفة واستغلال الظروف المعقدة والشائكة التي تواجهها المنطقة لتنفيذ مآربها على حساب دماء وكرامة ومصالح شعوب المنطقة. وهذا الأمر يحتم على جميع القوى الخيرة والفاعلة في الساحة توحيد جهودها وطاقاتها للتصدي لهذه الهجمة الشرسة وتهيئة الأرضية لترسيخ الأمن والاستقرار في العراق وفي عموم المنطقة.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق