التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

لماذا يُستهدف «الحشد الشعبي» وليس الإرهاب؟ 

إستمرارا لهجماتها الشرسة، وبالتزامن مع إقتراب الجيش وقوات الحشد الشعبي العراقي الی مدينة الفلوجة لتحريرها من العصابات الإرهابية، تحاول وسائل الإعلام الغربية والعربية، تشويه سمعة قوات الحشد الشعبي التي لعبت دورا بارزا في مقاتلة الجماعات الإرهابية علی ارض العراق، من خلال هجمة إعلامية تضليلية شرسة، والسؤال الذي بات مطروحا الیوم هو، لماذا تخشى الجهات المعادية لقوات الحشد الشعبي، من مشاركة هذه القوات في عملية مكافحة الإرهاب في العراق؟

 

وفيما تواصل قوات الحشد الشعبي انتصاراتها علی تنظيم داعش الإرهابي في مختلف مناطق العراق تحاول بعض الدول العربية وأمريكا التشويش علی تقدم قوات الحشد الشعبي من خلال إتهامها بأنها قوات “طائفية” وتابعة لإيران، وأنها لا يمكن أن تشارك في عمليات تطهير المناطق السنیة العراقية من الإرهاب. كما تحاول هذه الجهات حرمان الجيش العراقي من طاقات الحشد الشعبي الهائلة في مقاتلة التنظيمات الإرهابية علی أرض العراق.

 

في غضون ذلك تحث أمريكا القوات العراقية علی مهاجمة داعش في الرمادي قبل بدء عملياتها في الفلوجة ضد هذا التنظيم الإرهابي، وتدعي واشنطن أن مواجهة داعش في الرمادي سيمنعه من تعزيز قدراته في هذه المدينة. لكن القوات العراقية خلافا لهذه الدعوة من قبل واشنطن، قامت بمحاصرة الفلوجة التي تبعد ٥٠ كلم غرب بغداد خلال الأيام الماضية. وفي هذا السياق قال «معين الكاظمي» مساعد هادي العامري، «لا نستطيع بدء عملياتنا في الرمادي ونضع الخطر يهددنا من خلف ظهورنا ولهذا ستكون الفلوجة هدفنا الاول».

 

في مقابل هذا الحماس من قبل الجیش وقوات الحشد الشعبي في مقاتلة داعش، تحاول وسائل الاعلام الغربية تضليل الرأي العام من خلال نشر الأخبار والتقارير الكاذبة حول ما تقوم به قوات الحشد الشعبي في العراق. الـ «واشنطن بوست» من ضمن هذه الوسائل التي تسعی وصف قوات الحشد الشعبي بأنها قوات شيعية وتابعة لإيران وتقاتل في المدن السنية ضمن أجندة طائفية. وتدعي هذه الصحيفة في تقرير لها نقلا عن عيسی العيساوي أحد مسؤولي الفلوجة: في حال تم السماح “للميليشيات” الشيعية، قيادة عمليات إستعادة الفلوجة، عندها سنری إراقة الكثير من الدماء والدمار. ويحاول الإعلام المعادي لقوات الحشد الشعبي إخافة المجتمع السني من هذه القوات التي يعتبر هدفها الأساسي تطهير المناطق السنية من المجموعات الإرهابية. مثل هذه الدعاية التضليلية لتشويه سمعة قوات الحشد الشعبي، ليست وليدة الساعة لكن تزداد وتيرتها كلما إقتربت هذه القوات من تحقيق إنجازات عسكرية في جبهات قتال الإرهاب.

 

وبینما تتهم القوی المعادیة لقوات الحشد الشعبي، هذه القوات بالطائفیة ومحاربة أهل السنة، أعلنت السلطات العراقیة مشاركة الآلاف من العرب السنة والمسیحیین العراقیین في قوات الحشد الشعبي العراقي. وذكرت مصادر أمنية عراقیة أن أفواج السنة تتوزع بشكل رئيسي في محافظات صلاح الدين وديالى والأنبار. وبعد تحریر عشرات القری والمدن السنیة من قبل الحشد الشعبي في محافظتي صلاح الدين وديالى، ايقن المكون السني بالكامل ان قوات الحشد تقوم بدور وطني لحمایة مناطقهم من الإرهاب، مما أدی هذا الی إنخراط الآلاف من أبناء السنة في قوات الحشد الشعبي. وتقول مصادر عراقیة مطلعة إن الف شخص من العرب السنة إنخرطوا في الحشد الشعبي لقتال مسلحي داعش في مناطق غربي الانبار، الی ذلك أعلنت السلطات العراقیة أن أعداداً كبیرة من المسیحیین العراقیین أیضا التحقوا بقوات الحشد الشعبي لمقاتلة الإرهابیین. وفي هذا السیاق كشف رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة ديالى صادق الحسيني عن وجود اكثر من الف مقاتل سني في تشكيلات الحشد الشعبي داخل المحافظة، مؤكدا ان الحشد ليس تشكيلا طائفيا. وكان النائب خالد المفرجي كشف الشهر الماضي أن مجموع السنة في قوات الحشد الشعبي العراقي وصلت إلى أربعة وخمسين ألف متطوع.

 

وخلال عمليات تحرير مدينة تكريت كانت وسائل الإعلام تبث سموما مشابهة لما تبثها الیوم ضد قوات الحشد الشعبي التي تريد تحرير مدينة الفلوجة، متهمين آنذاك هذه القوات بانها من المحتمل أن ترتكب إبادة جماعية ضد السنة في مدينة تكريت. لكن العالم باكمله رأی كيف تم تحرير مدينة تكريت دون وقوع أي سوء معاملة من قبل قوات الحشد الشعبي تجاه سكانها من أهل السنة. وکان لهذه الدعاية التضليلية ضد الحشد الشعبي أثرها السيء فيما بعد حيث أدت الی سقوط الرمادي بيد تنظيم داعش، بسبب ممارسة ضغوط هائلة علی حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، والتي أدت الی رضوخه لعدم إرسال قوات الحشد الشعبي الی الرمادي. وخلال هذه المرحلة ايضا التي تستعد فيها القوات العراقية تطهير جميع أرض العراق من تنظيم داعش، لازالت القوات العراقية والحشد الشعبي يواجهان حرباً نفسية إعلامية شرسة، لكن ليس من المحتمل أن تؤثر هذه الحرب علی خططهما لكسب المعركة ضد الإرهاب.

 

وفي النهاية نصل الی هذه النتيجة أن أعداء الشعب العراقي لا يريدون لهذا الشعب التخلص من الجماعات الإرهابية بسبب خوفهم من إنتصار العراق علی الإرهاب دون الحاجة الی القوات الأجنبية، وبما أنهم يعرفون أن الجيش العراقي لوحده لا يستطيع إنجاز هذه المهمة، فلهذا يحاولون منع مساندته من قبل قوات الحشد الشعبي عبر إتهامها بالطائفية تجاه أهل السنة وإرتباطها بالخارج. لكن رغم هذه الإتهامات البعيدة عن الحقيقة، ستظل قوات الحشد الشعبي يد العراق الضاربة، بفضل الدعم الذي تحظی به من سنة وشیعة العراق علی حد سواء.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق