قائد الثورة: الامة الاسلامية قوة عالمية رائدة بشرط تمسكها بالوحدة والقواسم المشتركة
طهران ـ سياسة ـ الرأي ـ
اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي انه اذا تمسكت الامة الاسلامية بالوحدة والتلاحم والقواسم المشتركة فانها ستشكل قوة رائدة وحقيقية لانظير لها على صعيد السياسة العالمية.
وقال قائد الثورة ، في كلمة القاها لدى استقباله كبار المسؤولين الايرانيين في السلطات الثلاثة وسفراء الدول الاسلامية المعتمدين لدى طهران يوم السبت بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، ان اعداء الاسلام زرعوا الكيان الصهيوني في المنطقة بهدف تأجيج الفتن والخلافات بين المسلمين.
ووصف قائد الثورة مخططات تأجيج وفرض النزاعات الطائفية والقومية الراهن على المنطقة يانه يرمي لحرف الشعوب الاسلامية عن هدفها في مكافحة الكيان الصهيوني.
واكد ان سياسات الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة تقف على النقيض من سياسات الاستكبار وعلى رأسه اميركا “وان ايران لاتثق باميركا مطلقا لان ساسة هذا البلد لايتصفون بالمصداقية والانصاف تماما”.
وهنأ بحلول عيد الفطر المبارك ، لافتا الى الظروف المؤسفة وانعدام الوحدة في العالم الاسلامي ، موضحا ، ان الفرقة والخلافات الراهنة في المنطقة ليست امرا طبيعيا بل فرضت عليه.
وحذر قائد الثورة العلماء والمفكرين والمسؤولين والساسة والنخبة في العالم الاسلامي من المؤامرات والفتن التي يحيكها ويؤججها الخونة بين اوساط الامة الاسلامية.
واشار الى الماضي البعيد للتعايش السلمي بين المسلمين الشيعة والسنة في بلدان المنطقة ، لافتا الى الوضع غير الطبيعي للنزاعات الراهنة وقال، ان القوى الكبرى تؤجج هذه النزاعات بين صفوف الامة الاسلامية بهدف صون مصالحها والحفاظ على الكيان الصهيوني.
كما اشار آية الله الخامنئي الى الكراهية التي يشعر بها المسلمون ازاء الكيان الصهيوني رغم ميول بعض الساسة في الدول الاسلامية لهذا الكيان اللاشرعي وقال، ان القوى الاستكبارية تتعاون مع اشخاص غير صالحين في بعض الحكومات الاسلامية بهدف حرف افكار الشعوب الاسلامية عن مكافحة الكيان الصهيوني ووضع المخططات الرامية لتأجيج نيران النزاعات الطائفية واعداد المجرمين ضمن تنظيمات ارهابية كالقاعدة وداعش.
ولفت الى اقرار بعض الساسة الاميركيين حيال دور حكومتهم في تشكيل تنظيم داعش واتساع نشاطاته واكد انه لايمكن التصديق بائتلاف ضد هذا التنظيم الارهابي.
وادان قائد الثورة سياسات القوى الاستكبارية في المنطقة ووصفها بالخائنة “وعلى الجميع الانتباه لهذا الموضوع”.
وعدّ سياسات ايران بانها على الطرف النقيض لسياسات الاستكبار في المنطقة ، مشيرا الى موضوع العراق وموضحا ، ان سياسات الاستكبار في هذا البلد تقوم على تدمير حكومته المنبقة عن رأي الشعب وتأجيج نيران الصراع بين الشيعة والسنة وفي النهاية تقسيم العراق الا ان سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية حيال هذا البلد تقوم على دعم الحكومة المنبثقة عن اصوات الناخبين وحمايتها والصمود في مواجهة عناصر تأجيج الحرب الداخلية والخلافات والحفاظ على وحدة الاراضي العراقية.
واشار آية الله الخامنئي الى الشأن السوري وقال، ان سياسة الاستكبار في هذا البلد تقوم على فرض الاملاءات الخارجة عن تطلعات الشعب واسقاط الحكومة التي تقف في مواجهة الكيان الصهيوني بحزم ووضوح الا ان موقف ايران في المقابل يقوم على احترام موقف هذه الحكومة التي ترفع شعار الصمود امام الصهاينة وتجعل اهدافها ونواياها التصدي لهم وتعتبر ذلك يصب في مصلحة العالم الاسلامي.
واكد قائد الثورة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لاتريد تحقيق مصالحها الذاتية في شؤون المنطقة كالعراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين بل تؤمن ان اصحاب القرارات الحقيقيين في هذه البلدان هم شعوبها وليس للآخرين اي حق في التدخل وصنع القرارات.
واشار الى التعارض بين سياستي النظام الاسلامي والاستكبار حيال لبنان وقال ، ان النظام الاستكباري وعلى رأسه اميركا لاذ بالصمت بل شعر بالرضا ازاء احتلال الكيان الصهيوني الغاصب اجزاء كبيرة من الاراضي اللبنانية الا انه حين بادرت المقاومة المؤمنة والمضحية ، التي تعتبر من اشرف قوى الدفاع الوطني على الصعيد العالمي ، الى مواجهة المحتلين الصهاينة وتصدت لهم وطردتهم من ارض لبنان وصف الاستكبار هذه القوة بالارهابية وتآمر لتدميرها.
واكد آية الله الخامنئي ان سبب دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للمقاومة اللبنانية يعود الى بسالتها وتضحياتها وصمودها الحقيقي في مواجهة المعتدين ، موضحا ، ان الاميركيين يطلقون لفط الارهاب على المقاومة اللبنانية ويصفون ايران بانها تساند الارهاب بسبب دعمها لحزب الله في لبنان الا ان الارهابيين الحقيقيين هم الاميركيون انفسهم الذين صنعوا داعش ويقدمون الدعم للصهاينة الخبثاء وينبغي مقاضاتهم على دعمهم للارهاب.
واشار الى التعارض بين سياسات الاستكبار والنظام الاسلامي في ايران حول الشأن اليمني وقال ، ان اميركا دعمت رئيسا قدم استقالته وفر من بلاده متنكرا بزي النساء في اشد الظروف حساسية من اجل صنع فراغ سياسي ودعا بلدا آخر للعدوان على شعبه ودعم ارتكاب المجازر ضد الابرياء والاطفال وتدمير البنى التحتية في اليمن، وقد مدت اميركا يد الصداقة لاكثر الانظمة استبدادا والذي لايسمح لشعبه حتى لمجرد الاستماع الى كلمة انتخابات وفي ذات الوقت تلصق تهمة الاستبداد بالجمهورية الاسلامية الايرانية التي مزج نظامها منذ تاسيسه ولحد الآن بالانتخابات على مدى اربعة عقود!
ووصف تصريحات الساسة الاميركيين بانها الابعد عن الحقيقة والانصاف وقد انكروا الحقائق الواضحة بكل جرأة ووقاحة، موضحا ،انه لهذه الاسباب لايمكن الثقة بالاميركيين لانهم لامصداقية لهم.
واشار قائد الثورة الى المفاوضات النووية وقال ، ان رئيس الجمهورية والمسؤولين الآخرين حملوا على عواتقهم هذه المهمة وقد شهدنا مرات عديدة عدم صدقية الاميركيين ومن حسن الحظ ان مسؤولينا واجهوهم ونفذوا خطوات ثورية حيال بعض القضايا المرتبطة وينبغي النظر كيف ستفضي نهاية هذا الموضوع.
واعتبر آية الله الخامنئي ان السبيل الوحيد لحل مشاكل العالم الاسلامي وكذلك كل بلد اسلامي على حدة يتمثل بالتمسك بالوحدة والتلاحم.
واكد في ذات الوقت على ضرورة تمسك الشعب الايراني بالوحدة والتكاتف مشددا ، انه لاينبغي ان يصنع الشأن النووي شرخا في وحدة البلاد لان المسؤولين يتابعون هذا الموضوع وهم لايرمون سوى تحقيق المصالح الوطنية.
واشار الى جهود وسائل الاعلام الاجنبية ومخططاتها الرامية لتاجيج الخلافات داخل البلاد مؤكدا ، ان الطريق الوحيد لمواجهة هذه الجهود تنمية التقوى على الصعد العامة والوطنية وصون الداخل مع رفع مستوى القوى الذاتية عبر تعزيز الايمان والمعرفة والصناعة والثقافة.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق