تأثير رؤية قائد الثورة الإسلامية الإيرانية على أوضاع المنطقة
بعد أول لقاء جمع بين أمين عام الأمم المتحدة الأسبق كوفي أنان وقائد الثورة الإسلامية الإيرانية، صرح كوفي أنان قائلا: “يجب أن يفتخر الإيرانيون والمسلمون بأن لديهم هذا القائد الذي يليق وحده لأن يكون أمينا عاما للأمم المتحدة،” وقد أضاف يومها بتأثر واضح ” لقد أسر السيد الخامنئي قلوبنا”. وبعد اصدار الأمم المتحدة للقرار ٥٩٨ وتدخل الدول الكبرى للضغط على ايران للقبول به، توجه خافيير بيرز دكويار أمين عام الأمم المتحدة في ذلك الوقت إلى طهران للتفاوض حول هذه الوثيقة وكان من ضمن لقاءاته لقاء مع السيد القائد الذي كان يومذاك رئيسا للجمهورية، وبعد إنهاء محادثاته مع السيد القائد خرج دكويار مستفسرا، “من أي جامعة في العلوم السياسية تخرج رئيسكم؟ لقد عملت في السياسة أكثر من ثلاثين عاما، ومن عشر سنوات وأنا أمين عام للأمم المتحدة ولا يوجد رئيس أو سياسي إلا وقابلته، لكنني حتى الآن لم أر رئيسا محنكا في السياسة مثل رئيسكم ولا شخصية أشد ذكاء منه”.
هذه التصريحات من رجالات الغرب لا شك أنها تتضمن في طياتها معان كبيرة خلاصتها مدى التأثير الفعال والحقيقي لقائد الثورة الإسلامية الإيرانية في المنطقة والعالم الإسلامي، فرؤيته ونظرته النافذة تجلت فيه كقائد اسلامي حكيم. وهو من موقعه التأثيري أصبح محط أنظار العالم ووسائل الإعلام ورجالات الفكر والسياسة، وقد تجلت حكمته وتأثيره الجماهيري والسياسي في مواضع عديدة يمكن ذكرها وفق النقاط التالية:
تحويل التهديدات إلى فرص
إن القدرة الإدارية العالية التي يتمتع بها قائد الثورة الإسلامية وقدرته على توزيع المهام وتحمله للمسؤولية الخطيرة بقيادة الأمة على أحسن وجه مكنت إيران من مواجهة كل التحديات والتهديدات التي مرت بها ايران والمنطقة، والتي استطاعت ايران على مدى الأعوام السابقة ولا زالت تحويل أغلب التهديدات إلى فرص للتحول إلى قوة كبرى على كافة المستويات، كان آخرها حكمة السياسة الإيرانية التي تمكنت من فك الحصار الغربي، كما كان للقائد الدور في تسليط الضوء على أبرز القضايا الهامة التي يتم التغافل عنها من قبل وسائل الإعلام العالمية أو يتم أخذها بشكل مشوه ومحرف. بالإضافة إلى اتخاذ العقوبات كوسيلة للإنتاج المحلي والإعتماد على النفس في التصنيع والإنتاج. هذا الفكر جعله بمكانة يرجع إليه الاف المسلمين في العالم باعتباره قائداً ومفكراً اسلامياً وإنسانياً كبيراً، بالإضافة إلى الأصالة والإستقلال في فكر القائد وعدم الخضوع للأجواء العامة وامتلاكه لغة العصر التي بإمكانها صياغة الأفكار النافذة إلى قلوب النخب العامة من الشعب.
محور المقاومة في وجه الفكر الإستعماري
لا شك أن توجيهات قائد الثورة الإسلامية الإيرانية وعلى الدوام بضرورة وواجب دعم حركات المقاومة والمستضعفين في العالم كان لها التأثير الكبير والأساس في انسحاب قوات الكيان الاسرائيلي من لبنان عام ٢٠٠٠ وكذلك من غزة عام ٢٠٠٥ للميلاد، وما كان لذلك من تأثير على حرية شعوب المنطقة وراحتها، ليأتي التوجه بدعم المقاومة الفلسطينية في الضفة والتي سيكون له بلا شك دور اساسي في تحقيق مزيد من الإنتصارات. إذن توجيهات قائد الثورة الإسلامية الإيرانية ورؤيته للمنطقة والقائمة على ضرورة الكفاح والتصدي للمستعمر وهي التطلعات نفسها لملايين الشعوب العربية جعلت من القائد محط احترام وتقدير واجلال لشعوب المنطقة.
فتوى تحريم السلاح النووي وحكمته في ادارة المفاوضات
منذ الأيام الأولى للنقاشات حول الملف النووي الإيراني وتخوف الغرب من امتلاكها لسلاح نووي بالرغم من امتلاك الغرب لهذا السلاح، أصدر قائد الثورة الإسلامية الإيرانية فتوى مفادها حرمة تصنيع واستخدام القنبلة النووية، وإن برنامح ايران النووي محصور بالأغراض السلمية والبحوث العلمية التطويرية، هذه الفتوى كانت محط احترام الدول ورؤساء الدول المفاوضة، ليتشكل فيما بعد صيغة للتوافق بين الدول المفاوضة وايران، هذا بالإضافة إلى توجيهات وتعليمات قائد الثورة من أن المفاوضات لا بد أن تحافظ على كامل حقوق الشعب الإيراني، وأن التوافق لا يلغي سياسة ومبادئ ايران اتجاه السياسات الامريكية العدائية في المنطقة.
مواقف قائد الثورة محط توجه وسائل الإعلام الغربية والعالمية
مواقف قائد الثورة الإسلامية المتعلقة بشؤون المنطقة والدولية منها كانت وعلى الدوام محط توجه وتتبع ورصد للإعلام الغربي والعالمي وعلى نطاق واسع، وايضا السلطات والحكومات لأنهم يدركون جيدا أن لهذه المواقف تأثيرها الشعبي والميداني على حد سواء، ولذلك إنهم يجدون الحاجة إلى دراسة وتأمل هذه المواقف وأخذها على المنحى الجدي، فكلماته ومواقفه لها أصدائها في البلدان وهناك من شعوب العالم من ينتظر تعليماته لترجمتها على أرض الواقع. إذن رؤية قائد الثورة الإسلامية في ايران تجاوزت اصداءها لتصل حتى أروقة الإعلام والحكومات والسلطات الغربية فضلا عن منطقتنا، فنظرته الحكيمة التي تجلت على أرض الواقع وتظهر نتائجها يوما بعد يوم جعلته موضع ثقة واحترام وتقدير عالمي.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق