الرهان على تغير سياسة ايران في المنطقة … أضغاث احلام
راقب العالم اجمع في الاونة الاخيرة اخبار المفاوضات النووية بين ايران والسداسية الدولية، والعدو والصديق انتظرا ما ستؤول اليه المفاوضات. والكيان الإسرائيلي على راس الأعداء والذي سعى جاهدا لعرقلة الاتفاق وكان يراه الكابوس الاسوأ، في المقابل الصديق كان ينتظر نصرا جديدا يلوح بالافق. دقت ساعة الصفر وانطلق الدخان الابيض من اروقة قصر كوبورغ في فيينا، اصبح الاتفاق امرا واقعا ودخلنا في مرحلة ما بعد الاتفاق التي دفعت البعض الى التساؤل: هل ستتغير سياسة ايران في المنطقة؟ ماذا عن علاقة ايران بامريكا؟ ماذا ستكون عليه العلاقة بين ايران وحركات المقاومة؟
منذ انتصار الثورة الاسلامية وعلى مدى ٣٦ عاما وقفت ايران الى جانب المستضعفين وكانت سدا منيعا بوجه الاستكبار العالمي، فتبنت القضية الفلسطينية ودعمت حركات المقاومة في فلسطين ولبنان، وشكلت اساس محور الممانعة بوجه الكيان الإسرائيلي. وحرصت الجمهورية الاسلامية على تقديم الدعم الكامل لكل من يحارب هذا الكيان والارهاب التكفيري.
بعد اربعة ايام على توقيع الاتفاق جاءت الاجابة على التساؤلات على لسان قائد الثورة الاسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي: سياستنا تجاه أمريكا والاستكبار العالمي وقوى الشر لن تتغيّر، ولن نتخلى عن دعم الشعوب المظلومة في المنطقة بغض النظر عن مصير الإتفاق النووي مع الدول الكبرى. حديث الامام الخامنئي جاء في خطبة صلاة عيد الفطر في مصلى الامام الخميني في طهران وامام الحشود الشعبية والمسؤولين الايرانيين حيث نوه بالشعب الايراني الذي خرج في يوم القدس رافعا شعارات “الموت لامريكا” و”الموت لاسرائيل” كما وأثنى على جهود الوفد المفاوض. واكد ان ايران لن تسمح بإساءة استغلال الاتفاق وان استسلام ايران لن تراه امريكا الا في المنام. واشار الى انه لن تكون هناك اي مفاوضات بين ايران وامريكا في الكثير من القضايا، فالسياسات الامريكية في المنطقة تختلف كليا عن سياسات ايران.
اما فيما يتعلق بدعم دول الممانعة وشعوب المنطقة، فقد اكد قائد الثورة وقوف ايران الى جانب سوريا التي وقفت بوجه الارهاب التكفيري والإسرائيلي وأفشلت المشروع الغربي. ومشدداً على موقف ايران الداعم للحكومة التي تمثل ارادة الشعب السوري. وفي الشأن اليمني راى ان امريكا تدعم رئيسا فاقدا للشرعية بعد ان قدم استقالته وهرب من بلاده ولجأ الى دولة معادية لشعبه وحرضها على قتل النساء والاطفال وارتكاب المجازر وتدمير البنى التحتية. وأوضح السيد الخامنئي أن سياسة إيران تجاه العراق تتمثل بدعم وتعزيز الحكومة الشرعية والصمود في مقابل عوامل الحرب الأهلية والخلاف والفتنة وحماية وحدة الأراضي العراقية . على عكس سياسات الاستكبار الامريكي والغربي في هذا البلد والتي تقوم على تدمير حكومته الشرعية، وإشعال الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة.
وفيما يتعلق بلبنان راى قائد الثورة الإسلامیة ان سبب دعم ايران للمقاومة في لبنان هو بسالتها وتضحياتها وصمودها بوجه العدوان الإسرائيلي والتكفيري. في المقابل فان امريكا التي تغاضت عن احتلال الكيان الإسرائيلي الغاصب لاراضٍ لبنانية لمدة ١٨ عاما تصف هذه المقاومة المجاهدة المضحية بالارهابية وتتآمر من اجل القضاء عليها. والمفارقة ان الامريكيين يتهمون ايران بدعم الارهاب بسبب دعمها لحزب الله الا انهم هم الارهابيون الذين يدعمون الإسرائيليين واوجدوا تنظيم داعش الارهابي. فالمقياس الامريكي يرى بالمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الاطفال حق مشروع اما دفاع المقاومة عن الارض و تحريرها هو ارهاب.
في المحصلة أكد قائد الثورة الاسلامية الإيرانية مجددا أن إيران ستواصل دعم الشعب والحكومة في سوريا والعراق والمقاومة في لبنان وفلسطين والشعوب المظلومة في اليمن والبحرين وفلسطين، وسواء نفّذ الاتفاق ام لم ينفّذ فان ايران لن تتخلى عن اصدقائها في المنطقة.
ان الاتفاق النووي هو انتصار للجمهورية الاسلامية الايرانية بالدرجة الاولى، وهو بلا شك، انتصار لمحور الممانعة والمقاومة. فهذا المحور سيكون له حصة وافرة من امتيازات هذا الاتفاق. فالاتفاق يتضمن رفع الحظر الاقتصادي ورفع الحظر عن البنوك والغاء كافة العقوبات المرتبطة بمبيعات النفط والغاز والبتروكيمياويات مما من شأنه النهوض بالاقتصاد الايراني. ومن المؤكد ان ايران، التي لم تتخل عن اصدقائها في أصعب الظروف، سوف تحرص على دعم حلفائها اقتصاديا. وعلى الصعيد السياسي ستتمكن ايران من دعم اصدقائها في المحافل الدولية خاصة بعد ان اصبحت رقما صعبا وبعد ان ادرك الغرب انه لا مفر من التاثير والبصمة الايرانية في رسم السياسة في المنطقة.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق