السعودية تواصل عدوانها علی الیمن وملكها يصطاف في فرنسا
في الوقت الذي يواصل فيه النظام السعودي عدوانه على الشعب اليمني تناقلت العديد من وكالات الأنباء خبر الزيارة التي يعتزم الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز القيام بها إلى فرنسا بهدف الاصطياف في سواحلها المطلة على البحر الأبيض المتوسط برفقة نحو ٤٠٠ فرد من العائلة المالكة والمقربين منها وعدد من المسؤولين في الديوان الملكي اضافة إلى كوادر طبية متخصصة للاشراف على صحة الملك البالغ من العمر ٧٩ عاماً والمصاب بمرض الزهايمر.
وأثارت هذه الزيارة العديد من التساؤلات نشير هنا إلى بعضها:
- لماذا اختار الملك السعودي الاصطياف في فرنسا في هذا الوقت ولم يختر دولة أخرى؟
- ما هي الاستعدادات التي سبقت هذه الزيارة؟
- ما هي ردود الأفعال تجاه هذه الزيارة؟
وللإجابة عن التساؤل الأول نقول:
شهدت العلاقات السعودية الفرنسية تطوراً كبيراً في الآونة الاخيرة في مختلف المجالات شملت إبرام صفقات لشراء الأسلحة من باريس بعشرات المليارات من الدولارات. وهذا الأمر لم يحصل مع أي دولة أخرى في هذه الفترة. ولهذا يعتقد الكثير من المراقبين بأن زيارة الملك سلمان إلى فرنسا بالاضافة إلى كونها سياحة واستجماماً إكراماً لعيون الملك تأتي أيضاً رداً للجميل الذي أسدته باريس إلى الرياض من خلال عقد الصفقات التسليحية وغيرها من الصفقات وفي مختلف المجالات! رغم ان باريس هي التي استفادت وتستفيد من هذه الصفقات أيّما استفادة والرياض هي التي دفعت وتدفع أثمانها الباهظة من أموال المسلمين التي تستدرها من حقول النفط التي تزخر بها أرض الحجاز والتي يستثمرها النظام السعودي لقتل الشعوب الاسلامية بشكل مباشر كما يفعل في الوقت الحاضر مع الشعب اليمني المظلوم أو بشكل غير مباشر كما يفعل منذ مدة طويلة مع الشعبين العراقي والسوري من خلال دعمه للجماعات الارهابية والتكفيرية بالمال والسلاح وكافة انواع الدعم الاعلامي واللوجستي.
أمّا فيما يتعلق بالتساؤل الثاني والذي يتعلق بالاستعدادات التي سبقت زيارة الملك السعودي إلى فرنسا فقد أكدت الأنباء الواردة من هناك أن سواحل خليج جوان الواقع في منطقة فالوریس السياحية أغلقت شوارعها وأبوابها بوجه السياح والزائرين منذ عدة أيام استعداداً لاستضافة الملك.
والتي من المقرر أن يقيم فيها الملك سلمان تقع وسط الصخور بين سكة للحديد والبحر الابيض المتوسط الذي تطل عليه هذه الفيلا، مشيرة إلى أنه تم اغلاق جميع الطرق المؤدية اليها منذ مدة لدواع أمنية.
واضافت هذه المصادر ان جميع زجاج النوافذ المطلة على فندق (العرش الذهبي) الذي يستضيف الملك سلمان والوفد المرافق له تم استبدالها بزجاج ضد الرصاص لدواع أمنية أيضاً. وهذا الفندق هو من أفخم الفنادق ليس في فرنسا فحسب؛ بل على مستوى العالم.
في هذه الأثناء عممت السلطات البحریة الفرنسية قراراً یحظر الابحار حتى عمق ٣٠٠ متر قبالة الفیلا التي تمتد على کیلومتر على الساحل في خلیج جوان قرب مدینة کان . وتتميز سواحل هذه المنطقة بمياهها الدافئة والجو المنعش وتستقطب سنوياً عدداً كبيراً من المصطافين والسياح .
وأثار قرار منع أي شخص من التوجه إلى الشاطئ المعروف باسم ميراندول في منطقة فالوریس لغرض استضافة الملك السعودي إمتعاض سكان المنطقة باعتبارها تمثل مصدر الرزق الرئيسي بالنسبة لهم، فيما وصف الكثير منهم هذا الاجراء بأنه غير طبيعي ويمثل نوعاً من التمييز، ووجهوا انتقاداتهم الشديدة للحكومة الفرنسية لقيامها بهذا الاجراء.
وتساءل الكثير من المواطنين الفرنسيين وبينهم نشطاء المجتمع المدني: هل أن ملك السعودیة أو أي ملیاردیر آخر مفضلون على عامة الشعب؟ لكنهم ذكروا في المقابل “صحيح أنهم من جهة أخرى ينفقون الأموال”.
وأعرب مستشار بلدة “فالوريس”، نويل فالكاو، رئيس جمعية حماية البيئة المحلية، عن غضبه بسبب إقامة بوابة أمنية على نفق يمر أسفل الخط الحديدي، حيث يشكل ذلك النفق، الذي يقع أسفل الفيلا المملوكة للملك السعودي، الممر الوحيد إلى الشاطئ .
وتجدر الاشارة إلى ان ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن الملك سلمان قام قبل مدة بزيارة مماثلة إلى فرنسا أثارت هي الاخرى استياء وغضب الكثير من المسلمين والاحرار في العالم كونها جاءت في وقت لازال فيه الشعب اليمني يذبح وتدمر مدنه وقراه على يد الطيران الحربي السعودي والدول الحليفة لها وفي مقدمتها أمريكا.
وتعكس هذه الزيارات في الحقيقة مدى استهتار الاسرة المالكة في السعودية بمشاعر المسلمين في جميع انحاء العالم الذي يعيش الكثير منهم في ظروف صعبة وقاسية للغاية نتيجة المؤامرات والحروب التي تشارك الرياض في حياكتها وتنفق الاموال الطائلة في تنفيذها بدلاً من إنفاقها على الدول الاسلامية التي يتعرض الكثير منها للابادة والتخريب وتعاني شعوبها من الحرمان والأمراض وشتى انواع الكوارث والمآسي بسبب هذه المؤامرات.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق