التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

النائب الأول لمفتي روسيا: العلمانية المتطرفة هي من أوجدت الارهاب 

 في سياق المواقف والتحذيرات التي يطلقها العلماء المسلمون حول خطر تنظيم داعش الارهابي واعماله الاجرامية قال النائب الاول لمفتي روسيا الشيخ “دامير محيي الدين اف” ان داعش هو ظاهرة خطيرة للعالم الاسلامي وللبشرية قائلا “انه ليس هناك الآن دولة في العالم لاتشعر بأن أمنها مهدد بسبب وحشية داعش”.

ويضيف الشيخ محيي الدين اف ان التطرف ينمو بسبب مشكلتين اساسيتين تعاني منهما الامة الاسلامية اولهما هبوط المستوى الفكري وانتشار الشعارات وثانيهما عدم الاستعداد للاجابة على الاسئلة التي طرحتها الامبراطوريات الاستعمارية ومن ثم المشروع الغربي للعولمة. 

ويتابع: ان المتطرفين يجذبون الاشخاص الذين لديهم معلومات قليلة عن الدين ولذلك نرى ان هؤلاء يقومون بكل بساطة ودون وجود شعور بالمسؤولية الدينية بارتكاب جرائم كبيرة للغاية وهناك مشكلة اخرى وهي ان الشباب في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ليس لهم دور ومكانة في مجتمعاتهم ولذلك يتم استقطابهم من قبل المتطرفين.  

ويضيف الشيخ محيي الدين اف الذي كان يتحدث مع مراسل وكالة فارس للأنباء: هناك ايضا استقطاب للشباب الموجودين في المجتمعات الغربية المرفهة وسبب ذلك هو تركيز العولمة على الجوانب المادية واهمال الجوانب الروحية والمعنوية. 

 

تزايد خطر العلمانية المتطرفة 

ويعتقد النائب الاول لمفتي روسيا ان هناك خطأ في مواقف بعض الساسة والخبراء في الجمهوريات السوفيتية السابقة الذين يعتبرون رغبة الجيل الجديد نحو الاسلام والمساجد والقرآن الكريم والحجاب من علامات التطرف ويعتقدون بحصر النشاطات الدينية في اطار المؤسسات الدينية وافساح المجال امام المؤسسات العلمانية من اجل مكافحة التطرف، وقد حذر محيي الدين اف ان العلمانية المتطرفة لاتساعد على مكافحة التطرف وتنظيم داعش فحسب بل ستأتي بنتائج عكسية لأن الابتعاد عن القيم الدينية والاعتماد على العلمانية خلال القرن الماضي ادى الى ظهور النازية والفاشية والشيوعية.   

ويضيف الشيخ محيي الدين اف: ان الألم والمحن التي جربتها البشرية في القرن العشرين الذي كان قرن الابتعاد عن الدين لم تجربها البشرية طوال التاريخ وان ذهول الشعوب امام انتشار تبعات العلمانية مثل زواج المثليين هو نتاج المحاولات التي بذلت لتهميش الدين ومعتقدات الشعوب.

 

الحاجة الملحة للدراسات الاسلامية

وقد انتقد النائب الاول لمفتي روسيا طريقة عمل واداء الجمهوريات السوفيتية السابقة في مجال مكافحة التطرف وقال: هناك بعض الدول في العالم تقوم بعلاج نفسي اسلامي للمعتقلين المتطرفين الذين ارتكبوا الجرائم لكي ينتبه هؤلاء الى انحرافهم لكن في دول الاتحاد السوفيتي سابقا يعتقدون ان القضاء على المتطرفين وتصفيتهم جسديا هو الحل المناسب وهنا يجب ان ننتبه إلى أن من يميل نحو التطرف هم ابناء هذا الشعب وهذا الوطن ولم يصبحوا متطرفين او ارهابيين بين ليلة وضحاها ومن الواضح ان هناك ظروفاً دفعتهم نحو هذا الانحراف وان الجميع سواء في الحكومة والمجتمع مسؤولون امام حدوث مثل هذا الأمر، وان استخدام القوة واجب لمواجهة من يرتكب عمليات مسلحة ويسفك دماء الابرياء لكن التعامل مع من يميل الى التيارات المنحرفة يحتاج الى الاستفادة من القوة الناعمة.    

ويضيف: ان اهم مشكلة تواجه الجمهوريات السوفيتية السابقة في مجال المواجهة الناعمة للارهاب هي قلة المتخصصين في هذا المجال ففي روسيا والجمهوريات الاخرى نرى ان من يدير المراكز التي تجري الدراسات حول الدين الاسلامي هم من غير المسلمين ولايعرفون العربية لكن مراكز الدراسات الاسلامية في اكسفورد وهارفارد وكمبريج يديرها اشخاص مؤهلون بشكل افضل. 

 

اغلاق المدارس والمساجد ليس حلا 

ويعتبر النائب الاول لمفتي روسيا ان الانترنت يعتبر القناة الرئيسية لجذب الشباب نحو التيارات المتطرفة رافضا الادعاءات بأن ازدياد المدارس والمساجد هو سبب ازدياد التطرف، ويقول: اذا تخرج شخص متطرف من الجامعة الحكومية في موسكو هل يجب اغلاق هذه الجامعة؟ اذا تخرج المتطرفون من كلية الادارة الحكومية التابعة للرئيس الروسي فماذا يجب ان نفعل؟ ان الاغلاق ليس حلا مناسبا لأن من يخرج من المساجد والمدارس هم من النجباء الذين يخدمون الدين وشعبهم وبلادهم رغم وجود بعض الاشخاص الذين ينحرفون وهذا كان موجودا في تاريخ المسلمين ويجب ان نعمل لحل هذه المشكلة.   

وفي نهاية هذه المقابلة اكد النائب الاول لمفتي روسيا ضرورة ان يتم اطلاق اسم الجماعة الارهابية على تنظيم داعش ويقال عنه تنظيم داعش الارهابي بدلا من التسمية السائدة في وسائل الاعلام الروسية وهي “الدولة الاسلامية”. 

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق