لماذا تصدّع المحور العربي المعادي لسوريا؟.. تونس أعادت سفارتها والإمارات بعد أیام
بعد أن فشلت المؤامرة الكونیة علی سوريا وتبددت أحلام من كانوا یحلمون بسقوط النظام السوري خلال أیام، بات الخناق يضيق علی الجماعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا، وبعد هذا الفشل، أصبح المحور المعادي لسوریا یتعرض الی هزات إرتدادیة وتصدعات، حیث أضحی لم تفصلنا سوی فترة وجیزة لتعید الامارات فتح سفارتها في سوریا بعد أن فتحت تونس قنصلیتها بدمشق قبل أیام، فالسوال المطروح حالیا، ما هي الدولة العربیة الثالثة التي ستعید فتح سفارتها في دمشق، بعد تونس والامارات؟
عودة فتح السفارات العربية مرة اخری في دمشق تدل علی أن الدول العربية ایقنت بشكل تام، أن النظام السوري يحظی بدعم قوي من جیشه وشعبه، بالاضافة الی أنه يحظی بدعم واسع من قبل حلفائه الاقليميين والدوليين مثل إيران وروسيا والصين، وهذا يعني أن هذا النظام ليس علی وشك الإنهیار. لذا الطريق الوحيد الذي يبقی أمام العواصم العربية هو إعادة علاقاتها مرة ثانية مع سوريا، وهو ما نراه الیوم من قبل تونس والامارات ومن المحتمل ان تکون الكويت الدولة الثالثة في هذا السیاق.
وبالعودة الی حقبة الماضي التي تدهورت خلالها العلاقات السورية الاماراتية او بالاحری قررت الامارات إغلاق سفارتها في دمشق، فقد سمحت الإمارات لسوريا أن تبقی أبواب سفارتها مفتوحة في ابوظبي أمام الجالیة السورية خلافا لسائر الدول العربية التي طردت السفراء السوريين. وبالرغم من أن الإمارات قد سارت في فلك الدول التي دعت الی إسقاط نظام الأسد في بداية الازمة السورية وايدت المعارضة السورية في الخارج، لكنها عادت وغيرت من مواقفها تجاه سوريا واوقفت دعمها المالي والعسكري الی المعارضة السورية بغض النظر عن بقائها في مجموعة دول «أصدقاء سوريا». وبشكل عام فان سياسة الإمارات العدائية تجاه نظام سوريا خلال الاعوام الماضية لم تكن بالحدة التي كانت علیها سياسة السعودية وتركيا وقطر تجاه دمشق.
وفي هذا السياق تسربت معلومات خلال الايام الماضية حول أن الإمارات بعثت وفدا دبلوماسيا سريا الی سوریا للنظر في فتح سفارتها في دمشق. وهنالك من يقول إن الامارات خلافا لتركيا وقطر وحتی السعودية لا توافق علی صعود الإسلاميين وبالتحديد جماعة الاخوان المسلمين في سوريا، لسدة الحكم، نظرا لمخاوفها من زعزعة الامن والاستقرار في الامارات من قبل الاخوان المسلمين المتواجدين علی اراضيها، ولهذا قد غيرت ابوظبي سياستها تجاه سوريا خلال الفترة الاخيرة وتبدلت من دولة معادية الی دولة علی الاقل محايدة تجاه سوريا.
وفي هذا الإطار هناك من يری أن توصل إيران الی اتفاق نووي مع المجموعة السداسیة، هو الذي ادی الی أن تغير الدول العربية سلوكها تجان سوريا في الآونة الاخيرة. وهذه فرضية ليست مستبعدة حيث أن الدول العربية ومن ضمنها الإمارات تعرف جيدا أن رهانها علی معاداة النظام السوري كما تفعل حالیا قطر والسعودية، بات رهانا خاسرا، نظرا لكسب المعركة النووية من قبل إيران. ولهذا باتت الإمارات تقرأ أحداث المستقبل بشكل صحيح، والتي سيكون فيها محور المقاومة هو اللاعب الرئيسي في المنطقة سياسيا واقتصاديا، فلهذا قررت الإمارات أن تعيد النظر في حساباتها تجاه سوريا من خلال فتح سفارتها مجددا في هذا البلد.
کما یجب أن لا ننسی أن الامارات لم تتلطخ أيدیها بدماء السوریین من خلال دعم الجماعات الإرهابية بالاسلحة والمعدات العسكرية الفتاكة كما فعلت قطر والسعودية وكذلك تركيا، والتي لم تتوان عن تزويد الارهابيین حتی بالاسلحة الكيماوية التي تم استخدامها من قبلهم في «خان العسل» و«الغوطة الشرقية». لذا فان الشعب السوري سيرحب بعودة العلاقات مع الإمارات، أكثر من الدول التي رعت الإرهاب ضده بمختلف الوسائل.
وختاما يمكن القول إن فشل رهان الحرب علی إيران بعد الاتفاق النووي، وانتصارات الجيش السوري والمقاومة ضد الارهاب، وتماسك الشعب السوري حول قيادته السياسية، بالاضافة الی انتقال الارهاب من سوريا باتجاه دول المنطقة الاخری مثل تونس وتركيا، يعتبر من أهم الاسباب التي ادت الی تصدع المحور العربي المعادي لسوريا وخروج بعض الدول العربية منه مثل تونس والامارات بعد أن قررت فتح سفاراتها في سوریا.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق