التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

تركيز العدوان السعودي على عدن… لماذا؟ وخدمة لمن؟ 

 تدرك السعودية في حقيقة الأمر ومن يقف خلفها أن الشعب اليمني قد عزم الأمر نحو السير ببلاده إلى المكان الذي لا يكون فيه للقوى الإستعمارية أي سلطة عليهم وعلى بلادهم، ولأن منافع الغرب الإستعماري في اليمن كثيرة لما يحتله من موقعي جغرافي استراتيجي، وللحفاظ على هذه المنافع يعمل الغرب الإستعماري ومن خلال العائلة الحاكمة في السعودية على مخطط تقسيم اليمن بهدف ضرب القوى اليمنية العاملة على حفظ وصون البلاد من جهة والحفاظ على القدرة الإستعمارية المستحكرة لمنابع اليمن وخيراته من جهة ثانية وذلك بتشكيل حكومة موالية لها ومنفذة لمشروعها على حساب الشعب اليمني، هذا المخطط الغربي الذي تقوم بتنفيذه السعودية بالوكالة وبعد فشلها في تحقيق أي تقدم في الشمال اليمني، لجأت إلى مدينة عدن لإعتبارات عديدة تخدم مشروعها التقسيمي. في هذا المقال نعرض الأسباب التي دفعت بالعائلة الحاكمة في السعودية إلى العمل في عدوانها على التركيز على مدينة عدن جنوب البلاد.

 

الموقع الجيوسياسي

١- تطل مدينة عدن اليمنية على البحر الأحمر وهي تبعد عن باب المندب ما لا يزيد عن ١٧٠ كيلومترا ما جعل منها العاصمة الإقتصادية لليمن، وهي من خلال موقعها تربط قارة اسيا بقارة افريقيا، وتشكل رابطة وصل بين الدول النفطية الخليجية وقناة السويس وبالتالي اطلالتها على منفذ حركة السفن التجارية المتجهة إلى البحر الأبيض المتوسط والدول الأوروبية ما جعل منها منطقة تجارة حرة اقليمية ودولية. حيث تشير التقديرات إلى عبور ما يقرب من ٣ ملايين برميل نفط يوميا من جنوب خليج فارس لأوروبا وحدها.

٢- اطلال مدينة عدن اليمنية على المنفذ الطبيعي المتمثل ببحر العرب والمحيط الهندي من جهة واتصالها بمجموعة المحافظات والمدن الأخرى من جهة ثانية جعل منها ركيزة اساسية لإتصال اليمن بالعالم الخارجي والبحر، هذا بالإضافة إلى قربها من العاصمة اليمنية صنعاء التي تبعد عنها ما يقارب ٣٠٠ كيلو متر.

 

الموقع العسكري والإستراتيجي

المطار الدولي الموجود في عدن والتي ترى فيه السعودية فرصة ذهبية في حال سيطرت عليه لإمداد جماعات التكفير التي تغذيها بالسلاح والمال والوعود المستقبلية بالحكم والسيطرة. هذا إلى الطبيعة المكشوفة لمدينة عدن، فالسعودية بعد أن وجدت نفسها قد هزمت في المناطق الشمالية اليمنية لطبيعتها الجبلية الحرجة، ولأجل الإستمرار في المخطط التقسيمي وجدت في عدن المدينة المناسبة لتحقيق هذا المخطط بسبب الطبيعة المكشوفة من جهة واطلالها على البحر من جهة ثانية، خاصة أن اليمن لا يملك قوة بحرية تمكنه من صد اعتداء العائلة الحاكمة في السعودية والمدعومة بقوى بحرية غربية فرضت حصارا على اليمن.

 

الجانب القومي والثقافي

عدن والتي تعد مسقط رأس هادي المرفوض يمنيا جعل منها مدينة تتواجد فيها بعض الأطراف المؤيدة له، وإن كانت قليلة إلا أن السعودية تعمل في مخططها للتعويل عليها بعد أن فشلت في المناطق الأخرى، هذا إلى جانب الإرتكاز على العوامل المساعدة الأخرى المتوفرة في المدينة التي سبق ذكرها لتصل السعودية إلى خلاصة أن بإمكانها فرض مشروعها الغربي التي تنفذه بالوكالة عنه بالإنطلاق من عدن حال سيطرت عليها وهو ما يراه الجيش اليمني والتشكيلات الشعبية المساندة والشعب أمرا بعيدا لا يمكن تحقيقه كما فشلت السعودية في المناطق الأخرى.

 

الجيش اليمني والتشكيلات الشعبية صامدة بمشروعها ضد التقسيم

الجيش اليمني والقوى الشعبية المساندة له بما فيها انصار الله وغيرهم والشعب اليمني ومنذ الأيام الاولى للمؤامرة السعودية، انطلق بمشروعه المناهض للعدوان السعودي في مواجهة حقيقية ضد مؤامرة التقسيم، وهو اليوم في مدينة عدن يسطر اروع البطولات والملاحم في سبيل افشال المشروع التقسيمي، هذا الإصرار في المحافظة على المدينة من قبل الشعب اليمني وجيشه والتشكيلات الشعبية رغم كل التضحيات الجسام التي يقدمونها يعود إلى العوامل التالية:

١- هي تعمل بكل جهدها للحفاظ على هذه المدينة لأنها ترى في سيطرة جماعات التكفير المدعومة سعوديا وأمريكيا ودوليا بالمال والسلاح والغطاء الجوي مقدمة لإيجاد ثغرة على الأراضي اليمنية نحو مشروع تقسيمي وبالتالي ايجاد جماعات موالية للمشروع الغربي التدميري للمنطقة وبالتالي اضعاف اليمن وسلب الإرادة اليمنية الحرة.

٢- المشروع التقسيمي الذي تريده السعودية بالوكالة لدول الإستعمار الغربي يرى فيه الشعب اليمني والجيش اليمني والقوى الفاعلة والمساندة له تمهيداً لتغذية الفكر التكفيري الإجرامي المتمثل بعناصر القاعدة وبالتالي تحويل اليمن أو جزء منه إلى بؤرة لنشر الفوضى والقتل والدمار والقضاء على الثقافات والحضارات. إلا أن التجارب مع الشعب اليمني تثبت يوما بعد يوم وللعالم اجمع أنه شعب أبي صامد كريم يرفض الذل ويطمح نحو الحرية وتحقيق الكرامة مهما كلف الثمن، وهو بما أثبته لا شك منتصر.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق