التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

حرب نفسية سعودية .. زج اسم حماس في حرب اليمن 

 قبل أيام باشرت الماكينة الاعلامية المخابراتية الاسرائيلية بنشر معلومات مفبركة ومغلوطة عن حركة حماس وسياساتها تجاه الازمة الدائرة في اليمن والعدوان السعودي على هذا البلد حيث قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” على سبيل المثال إن حركة حماس أبدت ترحيبها بالتعاون مع السعودیة لضرب حركة انصارالله بالیمن بعد عرض تلقته من الملك السعودي سلمان اثناء الزيارة التي قام بها عدد من مسؤولي حماس برئاسة خالد مشعل الى السعودية في شهر رمضان المبارك.

 

وكان من الطبيعي ان يبادر مسؤولو حركة حماس في داخل فلسطين وخارجها الى الرد على هذه التقارير والانباء نظرا لحساسيتها والفتنة التي يراد افتعالها وقد قال عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق في مقابلة تلفزيونية يوم الثلاثاء “ان موقف حركته من احداث اليمن مستند إلى دعم خيارات الشعوب”، وفي وقت سابق ايضا نفت حماس على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري على موقعه في “فيسبوك” مشاركة المئات من مقاتلي الحركة في الحرب في اليمن وقال “إن الحركة تؤكد أن هذه مجرد أكاذيب ولا يمكن لحماس أن تفكر في مثل هذا الأمر”.

 

ويمكن لأي قارئ ومتتبع للقضية الفلسطينية وأي شخص يرصد عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الاسرائيلي ان يؤكد ويؤيد ما ينفيه قادة حماس بأن حركتهم لم ولن تكون في يوم من الايام تستخدم قدراتها للتدخل في اية قضايا خارجية لاتنفع القضية الفلسطينية بل تضرها، وكيف يريد الفلسطينيون اصلا ارسال مقاتلين الى الخارج والكيان الاسرائيلي مرابض على الابواب في غزة والضفة؟

 

ان محاولات زج اسم حماس وباقي الفصائل الفلسطينية في المغامرات السعودية التي يتم خلالها قتل الاطفال والنساء اليمنيين على غرار المذابح التي ارتكبها الكيان الاسرائيلي ضد الاطفال والنساء الفلسطينيين في غزة تهدف الى النيل من سمعة حماس والفصائل الفلسطينية وتشويه سمعتهم ومساواتهم مع الكيان الاسرائيلي الذي استخدم على غرار السعودية الاسلحة الفتاكة الامريكية والاسلحة المحرمة دوليا ضد شعب اعزل لا ذنب له الا دفاعه عن حريته وسيادته وقضيته العادلة.  

 

وتحاول وسائل الاعلام العربية المحسوبة على السعودية اعادة نشر مثل هذه الاكاذيب والتهم بهدف الايحاء بان هناك خلافات بين حماس ومحور المقاومة والممانعة التي تقوده ايران في المنطقة وذلك من اجل اضعاف الدور الايراني والنيل من العلاقة القوية التي كانت تربط بين ايران حركة المقاومة الاسلامية “حماس” والتي اثرت كثيرا على المعادلات التي فرضتها المقاومة الفلسطينية على الكيان الاسرائيلي مستفيدة من الدعم الايراني وذلك في محاولة يائسة لزج اسم حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية في الصراع المذهبي والطائفي الذي هو جارٍ الآن في المنطقة بدعم من السعودية وبعض الدول الخليجية التي اوجدت الجماعات الارهابية الوهابية التكفيرية وقدمت وتقدم الاموال وباقي انواع الدعم لها.

 

ان كل عنصر من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وتدريبه وتجهيزه كلف الفلسطينيين مبالغ وامكانيات هائلة في ظل الحصار المدقع الذي يفرضه الكيان الاسرائيلي ومصر على قطاع غزة فكيف يفرط الفلسطينيون بابنائهم المقاومين في حين انهم الان بأمس الحاجة اليهم لحماية انفسهم امام هذا الکيان الذي يتحين كل فرصة للانقضاض على الشعب الفلسطيني؟

 

وهنا يجب القول ايضا ان السعودية وباقي الدول العربية الرجعية لطالما حاولت ابعاد حماس وباقي الفصائل الفلسطينية عن محور المقاومة والممانعة الممتدة من ايران الى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين بهدف اضعاف المقاومة الفلسطينية وقطع سبل الدعم عنها لكي يستفرد بها الكيان الاسرائيلي ويقضي عليها بالكامل والجميع يتذكرون ان هذه الدول الرجعية وفي مقدمتها السعودية كانت تبعث برسائل من خلف الستار الى هذا الکيان عند بدء كل عدوان اسرائيلي على الفلسطينيين وباقي المقاومين في المنطقة وتطلب منه الاستمرار في العدوان حتى هزيمة المقاومين وانهائهم فكيف يمكن للمرء ان يتصور بأن حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية قد نسوا هذا الطعن في الظهر في اصعب الظروف وباتوا يميلون نحو الدول الرجعية العربية ويريدون دعم هذه الدول في حرب ظالمة ضد الشعب اليمني المقاوم وحركة انصارالله التي شعارها الرئيسي هو الموت لامريكا والموت اسرائيل واللعنة على اليهود؟

 

ان حماس قد اثبتت مرارا وتكرارا بان سلاحها وامكانياتها مسخرة بالكامل لمقاومة الكيان الاسرائيلي وان عدة حروب شنها الكيان الاسرائيلي على حركة حماس والشعب الفلسطيني هي خير دليل على يقظة المقاومين الفلسطينيين ومنهم حماس امام السياسات العدوانية والغدر الاسرائيلي فكيف يمكن للمقاومة الفلسطينية وحركة حماس ان تغفل عن القضية الاساس وهي قضية مقاومة الكيان الغاصب للقدس وتدخل في صراعات هامشية افتعلت اصلا لطمس القضية الفلسطينية ودعم المشروع الصهيوني الامريكي في المنطقة؟ وهنا يمكن تطبيق القول “حدث العاقل بما لايعقل فإن صدق فلا عقل له”.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق