التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

معارك عدن وفشل المخططات السعودية في اليمن 

طرحت الاحداث الدائرة في مدينة عدن اليمنية خلال الاسبوعين الاخيرين والتغييرات العسكرية الحاصلة على الارض اسئلة عديدة، فهل تغيرت موازين القوى في اليمن لصالح النظام السعودي وعملائه وهل وصلت المقاومة الشعبية في اليمن الى نهايتها واصبحت القنابل والصواريخ منتصرة على ارادة المؤمنين الشرفاء؟ وما هو مصير هذه الحرب؟  

 

للاجابة على هذه الاسئلة ينبغي ان نشير الى عدة قضايا وهي:   

ان الاشتباكات التي حصلت خلال الاسبوعين الاخيرين ادت الى سيطرة انصار النظام السعودي على القسم الجنوبي والقسم الشرقي لعدن وهذا في وقت لم تنته الاشتباكات في هذين القسمين من عدن، وكما اعلن الامريكيون فان الاوضاع في جنوب عدن غير مستقرة ويمكن ان تعود الى الوراء، وقد قال بعض المراقبين ان قيام السعودية باعلان هدنة لخمسة أيام سببه الصعوبة التي تعاني منها القوات السعودية والاماراتية.   

  1.  ان النظام السعودي يدعي انه قد حقق انتصارا كبيرا وانه مستعد لبدء عملية مصالحة لكن التوقعات الميدانية تشير إلى ان السعودية ستزيد من وتيرة عملياتها العسكرية خلال الايام القادمة لتحقيق مكاسب على الارض ولذلك فإن السعي للمصالحة يعتبر خداعا يهدف الى المباغتة الميدانية وكذلك تخفيف الضغط الخارجي على السعودية، والتطورات تشير الى أن العمليات العسكرية ستمتد نحو المناطق الشمالية من مدينة عدن وكذلك نحو محافظتي لحج وتعز للربط بينها وبين جنوب عدن.
  2.  ان عمليات السعودية في جنوب عدن شارك فيها مصر وباكستان وافغانستان والامارات وامريكا، وقد عمدت السعودية منذ ٣ اشهر الى فتح مكاتب للتوظيف في مناطق خاصة من افغانستان وباكستان بهدف جذب ٥٠ ألف عنصر افغاني وباكستاني وتدريبهم لارسالهم الى اليمن وهذا ما سيحول السعودية الى مركز لنشاط الجماعات الارهابية، وتفيد الانباء الواردة انه خلال هذه الفترة الزمنية تم نقل الالاف من المسلحين المدربين بتعاون امريكي بريطاني الى سواحل اليمن في جنوب شرقي عدن وتحديدا في منطقة خور مكر وقد قتل الف شخص من هؤلاء المسلحين خلال اسبوع واحد وهرب الباقون الى مدينة عدن، وبالتزامن مع هذه العمليات قامت القوات الموالية لمنصور هادي بتغطية مواقع القوات الموالية لعلي سالم البيض بهدف ايجاد جسر لنقل المسلحين الاجانب الى اليمن وفي الحقيقة ان من يسيطر على مجمل هذه العملية هم عناصر القاعدة من غير اليمنيين الذين يستفيدون من دعم القوات الموالية لهادي والقوات الموالية لعلي سالم البيض وهذا يكشف مدى الصعوبة التي تلاقيها السعودية في عملياتها في اليمن خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار ان حركة انصارالله قد استطاعت السيطرة على ٧ محافظات في جنوب اليمن خلال ١٠ ايام وتطهيرها من وجود القوات الموالية للسعودية دون ان تتمتع بدعم الطائرات والسفن والمسلحين الاجانب.
  3. ان السعودية ورغم استخدامها للطائرات والسفن والاستفادة من القوات الافغانية والباكستانية والمصرية وغيرها واستخدام الخداع السياسي لم تستطع حتى الان الا السيطرة على نصف عدن في حين تسيطر انصارالله على ١٨ محافظة و٣٠٠ مدينة وهي مضطرة لنشر عناصرها في كافة هذه المناطق.
  4.       السعودية تضع نفسها في دائرة التنافس مع ايران في وقت تتجه المنطقة والعالم نحو الانفتاح على ايران، والصوت الوحيد حاليا في المنطقة والذي نجد له صدى هو صوت ايران وان المفاوضات النووية قد ادت الى اتفاق مع طهران التي تعتمد على قدراتها الداخلية لكن السعودية لم تدرك هذه الحقيقة ونراها تريد ان تتنافس مع ايران بالقنابل والصواريخ وتحلم بالانتصار وها هي السعودية تتعلق بأذيال روسيا وتبعث وزير دفاعها محمد بن سلمان الى سان بطرسبوغ لكسب دعم فلاديمير بوتين في حربها على اليمن وهي زيارة ترافقت مع عقد صفقات اقتصادية وعسكرية بقيمة ٢٠ مليار دولار بين الرياض وموسكو لكننا نجد ان ايران تؤمن بأن الشعب اليمني يمكنه ان يحصل على استقلاله وعزته الوطنية دون تدخل او تعاون مع الجهات الاجنبية في مقابل السعودية التي تستعجل الوصول الى اهدافها عبر تشديد عمليات القتل والقصف وصرف الاموال.
  5. من الواضح ان الجرائم المروعة التي ترتكبها السعودية ضد شعب عربي مسلم ومضطهد هي جرائم مريرة جدا ولذلك نرى ان ايران تستخدم كافة امكانياتها لاخراج الشعب اليمني من هذه الاوضاع المأساوية مع العلم بأن كافة الحقائق تشير إلى ان اليمنيين هم متجهون نحو تحقيق الانتصار.
  6. المصدر / الوقت
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق