التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

سوریا ومصر نحو علاقة جديدة.. ماذا عن السخط السعودي؟ 

 حوّلت الدول الداعمة للإرهاب في سوريا، هذا البلد الی بؤرة لنشوء وتصدير الإرهاب الی مختلف دول المنطقة، حيث في الآونة الاخيرة حاولت دول مثل تونس ومصر، الوصول الی حل لإنهاء الأزمة في سوريا، بسبب مخاوف هذه الدول من إنتقال الارهاب الیها، خاصة أن الآلاف من الإرهابيين الذين يقاتلون في سوريا هم من التونسیین، وبالرغم من أن هذه المحاولات تصطدم بمعارضة متشددة من قبل السعودية، فعلی ما يبدو أن مصر وتونس سلکتا طريقا يختلف عما سلكته السعودية تجاه سوريا، حتی لو إنزعجت الرياض من هذا التصرف. وبعد هذه الاحداث بات الكثير يسأل هل أن المعسكر المعادي لسوريا بقيادة السعودية سيواجه الإنهيار بعد خروج القاهرة وتونس ودول أخری منه، أم أنه سیستمر بحیاته بفضل المال السعودي؟

 

وفي هذا السياق أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية قبل أیام، دعم مصر لسوريا في محاربتها الإرهاب، موضحا أن ذلك ياتي في إطار المحافظة علی وحدة أراضي الدولة السورية وسلامتها. يأتي هذا التحول المهم في موقف الحكومة المصرية تجاه سوريا، في وقت اعلن فيه وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش قبل أیام، أن القرار الذي اتخذته بلاده في عهد الرئيس المنصف المرزوقي، بقطع العلاقات مع النظام السوري، يعتبر “غير صائب”.  

 

وفي الـ٢٤ من یولیو الماضي كتبت الاهرام المصرية التي تعد اللسان الناطق باسم الحكومة المصرية أن «مصر لم تتورط في “المستنقع السوري” مع أي طرف، وليست شريكاً في مطحنة الدم والنار هناك، وكان موقفها واضحا جليا منذ البداية بأنها مع حل سياسي للأزمة يوقف نزيف الدم السوري، ويحافظ على سوريا ووحدتها دولة وشعبا وأرضا». مثل هذه المواقف التي تصدر علی لسان الاهرام، تؤكد أن الحكومة المصرية، ونعني النظام الجديد الذي يتولی عبدالفتاح السيسي رئاسته، لم يعد يؤمن بسیاسة مصر القديمة تجاه سوريا، التي مثلها محمد مرسي. 

 

وتضيف الاهرام «وإذا كان الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسي قد قرر قطع العلاقات مع سوريا في احتفال حاشد ضم آلاف المتطرفين باستاد القاهرة في ١٥ يونيو ٢٠١٣، بهدف دعم المجموعات المتطرفة المناوئة للنظام السوري وفي إطار تمكين “الإخوان” من السيطرة على سوريا، فإن الوضع الآن مختلف تماما». موكدة أنه أصبح من المحتم في ظل الأوضاع التي تمر بها الأمة العربية الآن، وتحول الأراضي السورية إلى نقطة انطلاق للإرهابيين تهدد الأمن القومي المصري والعربي مباشرة، أن تعيد مصر النظر في قرار قطع العلاقات مع سوريا. 

 

الهجمة الحالیة علی سوريا تذكرنا بالهجمة الشرسة التي تعرضت لها إيران من قبل الدول العربية إبان إنتصار الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩. حيث بعد فترة وجيزة من إنتصار الثورة الإسلامية آنذاك، تعرضت إيران الی حرب ضروس من قبل نظام صدام حسین بدعم عربي باستثناء سوریا وسلطنة عمان تقریبا، وكما تتعرض سوريا الیوم الی عدوان سافر يدعم من قبل أغلب الدول العربية خاصة السعودية، كانت السعودية في ذلك الوقت أيضا الداعم الرئيسي لحرب النظام البعثي علی إیران. لكن لو سألنا عن نتيجة تلك الحرب، فالنتيجة واضحة جدا، بقيت إيران وثورتها وإنهار النظام البعثي دون رجعة. الیوم أيضا، علی السعودية أن تعلم جيدا أن دعمها للجماعات الإرهابية، ضد سوريا، لا يمكن أن یؤدي الی سقوط الحكومة السورية، وستبقی سوریا کما بقيت إیران.

 

الی ذلك طالب قبل فترة، إسلام الكتاتني، القيادي المنشق عن جماعة الاخوان المسلمين، عبدالفتاح السيسي الرئيس المصري بعودة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما تم قطع هذه العلاقات من قبل الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي. وأكد الكتاتني في حديث له مع موقع «البوابة نيوز» أن «إعادة فتح السفارة السورية في مصر غدا أمرا ضروريا»، معتبرا إتخاذ مثل هذا القرار مصلحة علیا لمصر حتی لو أثار ذلك تحفظ البعض.

 

جميع هذه الاحداث توصلنا الی هذا الإستنتاج، أن الدول العربية التي تعاني من الارهاب خاصة مصر وتونس، باتت تدرك جيدا، أن جذور الارهاب الذي تعانيه، یصدر من الجماعات التي تقاتل في سوريا وداعمي هذه الجماعات، وعلی هذا قررت أن تقف الی جانب الحكومة والشعب السوري، بدل أن تكون داعمة للارهاب في سوريا دون الانتباه الی السخط السعودي.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق