التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

زيارة كيري للدول الخليجية دون الكيان الإسرائيلي؛ تباعد في الرأي… أسباب وتداعيات 

 وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى قطر قادما من مصر، وقد تركز اللقاء في مصر بين وزير الخارجية الأمريكي والسيسي حول مناقشة الأوضاع الأمنية في المنطقة وبحث تبادل العلاقات بين البلدين، وفي الدوحة التقى نظراءه في دول مجلس التعاون. جولة كيري تأتي بهدف بحث قضايا المنطقة بشكل عام وإقناع حلفائه من الحكومات العربية بأهمية الإتفاق النووي الذي حققته ايران مع الدول ٥+١، إلا أن الملفت بالأمر أن الزيارة والتي تستمر حتى الثامن من شهر اب الحالي لا تشمل الكيان الإسرائيلي المعارض بشدة للإتفاق النووي فضلا عن أي هدوء تشهده المنطقة، وتجدر الإشارة إلى أن كيري ومنذ عدة أشهر لم يقم بزيارة للكيان الإسرائيلي، في وقت يصرح الكيان بمعارضته لهكذا إتفاق، ما يضع علامات تساؤل كثيرة حول الأسباب وراء ذلك.

زيارة للدول الخليجية دون الكيان الإسرائيلي

زيارة كيري للمنطقة وإجتماعه بالدول الخليجية دون الكيان الإسرائيلي مع الأخذ بعين الإعتبار أنه ومنذ عدة أشهر لم يقم بزيارة لهذا الکيان يعكس الخلافات بين أمريكا والكيان الإسرائيلي، فأي إتفاق في المنطقة يتناقض والأسس التي قام عليها الكيان الإسرائيلي وهو السبب الأول الذي يُشعر الكيان بالقلق حيال هذا الإتفاق، والعامل الآخر والأهم لدى الكيان هو أنه قام على دعم من قوى الغرب، هذا الدعم الذي يتمثل اليوم بأمريكا، ولذلك يرى الكيان الإسرائيلي ان مصدر الدعم له ولأعماله ولمشروعه التدميري في المنطقة توصل آخر المطاف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى توافق وإيران هي التي تنتهج سياسة الحوار ونشر الأمن في المنطقة. هذا التوافق يقرأه الكيان على أنه شبه تراجع أو تكتيك أمريكي حيال ملفات التصعيد في المنطقة.

والعامل الآخر الذي أدى إلى أن لا تشمل زيارة كيري الكيان الإسرائلي هو معرفة أمريكا لهذا الکيان بأنه لن يتماشى وهذه السياسة والتكتيك الجديد لأمريكا، وهي في هذا التوافق ترى نجاح الدبلوماسية الإيرانية وجهودها التي عملت عليها لسنوات في سبيل تقريب وجهات النظر من جهة والحفاظ على حق شعبها وخياراته وحقوقه السلمية من جهة أخرى.

الكيان والخليج اصبحا على تباعد في الملف النووي

حكومات الدول الخليجية والتي وجدت أن لا خيار لها إلا في أن تنقاد للقناعة الأمريكية الأخيرة وهي التي ترى نفسها ملزمة بالقرارات الأمريكية الحامية لأنظمتها بوجه شعوبها، ولأن الكيان يجد نفسه على تباعد مع السياسة الأمريكية اتجاه هذا الموضوع، فظهر التباعد بين الكيان الإسرائيلي والأنظمة العربية الحاكمة حول ملف أساسي في المنطقة وهما اللذان لطالما توافقت وجهات نظرهما ومصالحهما حول قضايا المنطقة، فمن الحرب على اليمن إلى دعم جماعات التكفير وإمدادهم بالسلاح والأعتدة والتجهيزات بل والتدخل ميدانيا في بعض المواقع إلى التنسيق الأمني والمخابراتي في ملاحقة حركات المقاومة الشعبية واغتيال رموزهم وقادتهم.

أمريكا التي تجد ضرورة في إرضاء حلفائها في المنطقة لتمرير مشروع الملف النووي للتصويت عليه في الكونجرس، تدرك تأثير معارضة حلفائها على قراراتها من جهة ويظهر ضعفها في اتخاذ القرارات من جهة أخرى، فأمريكا التي احتلت العراق وأفغانستان فيما مضى ترى اليوم نفسها مجبرة على إرضاء حكومات الأنظمة العربية التي بنفطها ومالها تترك تاثيرا واضحا على قرارات بعض أعضاء الكونجرس، هذا إلى صفقات الأسلحة التي تقدمها أمريكا لهذه الحكومات وتجني من خلالها مردودا كبيرا ينعش إقتصادها، واللوبي الصهيوني الذي له النفوذ الفاعل والمؤثر على القرارات الأمريكية، ليظهر التخبط الأمريكي الواضح في اتخاذ القرارات .

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق