محادثات السلام في افغانستان بعد موت الملا عمر
في وقت كانت الشائعات في افغانستان تتحدث عن مقتل زعيم جماعة طالبان الارهابية الملا عمر منذ مدة طويلة وتحديدا منذ عام ٢٠١٣ كان السبب الرئيس للغموض الذي يلف هذا الموضوع هو وجود الخلافات بين الجماعات المختلفة المنضوية تحت لواء طالبان لكن الاعلان عن موت الملا عمر وانتخاب الملا اختر محمد منصور كخلف له لزعامة طالبان قد وضع هذه الجماعة امام اوضاع جديدة.
ان الاعلان عن موت الملا عمر يمكن ان يترك تأثيرا على عملية السلام بين طالبان والحكومة الافغانية وقد ترك هذا الاعلان تاثيرا كبيرا على الجولة الثانية من هذه المفاوضات لكن هناك مؤشرات عدة تدل على ان الملا اختر لديه رغبة في اجراء مثل تلك المفاوضات وفي هذا السياق ينبغي الاشارة الى ان طالبان كانت ترفض التحدث عن المفاوضات قبل شهر يونيو ٢٠١٣ اي بعد شهرين من موت الملا عمر لكن جماعة طالبان عمدت بعد ذلك التاريخ الى فتح مكتب تمثيلي في قطر واعلنت انها مستعدة للتفاوض مع الامريكيين، كما ان المفاوضين السابقين لطالبان الذين حضروا الى اسلام آباد والى منطقة اورومجي الصينية كانوا قد كسبوا التأييد من الملا اختر.
ويقال ايضا ان الملا اختر قد قال في تصريحات ادلى بها مؤخرا “ان أية عملية سياسية تنطلق يجب ان تكون في ظل الشريعة الاسلامية بالكامل” كما ان الملا اختر كان يرأس في السابق مجلس شورى كويتا وأسس المكتب السياسي لطالبان في قطر وهذا يدل على ان الملا اختر يميل نحو التفاوض.
وفي هذا السياق يمكن القول ان الملا اختر يعتبر قائدا معتدلا ويدعم مفاوضات السلام لكن علاقاته الوثيقة بباكستان تقوي فرضية ان يكون الملا اختر في الحقيقة مجرد منفذ للخطط والسياسات الباكستانية في افغانستان وهذا ما يعتبر عائقا وتحديا امام المفاوضات بين طالبان والحكومة الافغانية.
ورغم ان اسلام آباد قد اعلنت دعمها لعملية السلام في افغانستان وانهاء حالة انعدام الامن في هذا البلد لكنه لايمكن الوثوق بما تعلنه اسلام آباد في هذا المجال كما ينبغي اعتبار الاعلان عن موت الملا عمر قبل يومين او ثلاثة ايام من بدء الجولة الجديدة من المفاوضات بين طالبان والحكومة الافغانية بمثابة وضع العراقيل امام هذه المفاوضات وقد ترك ذلك تأثيره على هذه المفاوضات واعلنت الحكومة الباكستانية عن تأجيل المحادثات.
ان جماعة طالبان الحالية لن تحظى بالمشروعية التي كانت تحظى بها في الجولة الاولى من المفاوضات كما ان طالبان الان باتت تعاني من فقدان اجماع في داخلها ولذلك يجب القول انه من الضروري تجاهل نداء جماعة طالبان الذي صدر بمناسبة عيد الفطر وتحدث عن التفاوض مع العدو والانطباع الايجابي المكون لدى الحكومة الافغانية والامم المتحدة والحكومة الباكستانية وبدلا عن ذلك يجب الانتظار لرؤية دور باكستان ودور حكومتها وجيشها واجهزتها الاستخباراتية في مفاوضات السلام الحالية.
وبالاضافة الى هذا كله يجب الاخذ بعين الاعتبار ان الخلافات الموجودة بين الجماعات المنضوية تحت لواء طالبان هي اكبر العراقيل امام التوصل الى نتيجة مرجوة في مفاوضات السلام، وحتى اذا استمرت مفاوضات السلام مع كابول ورضخ كبار المعارضين في مجلس كويتا لرغبات الملا اختر بالتوصل الى اتفاق مع الحكومة الافغانية فإن هناك احتمالاً سيظل باقيا بأن تؤدي الخلافات في داخل مجلس شورى كويتا الى الاطاحة بمفاوضات السلام.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق