التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

خفايا الهجوم العسكري التركي على داعش 

اعتبر أحد المحلليلن في المسائل الاستراتيجية السورية  في شرح الدوافع المخفية لتركيا وراء الهجوم على داعش بأنه تماشياً مع الاتفاق الجديد لهذا البلد مع أمريكا.

في حوار مع المحلل الاستراتيجي لقضايا المنطقة بسام أبو عبدالله  وفي إشارة من الأخير إلى المحاور الرئيسية في الخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد قال لقد كانت الرسائل التي أشار إليها في خطابه، وخاصة بعد الاتفاق النووي الأخير مع ايران والتغييرات التي حدثت في مواقف دول الغرب، واضحة للغاية

أربع محاور رئيسية في الخطاب الأخير لبشار الأسد / ثلاث نقاط تتعلق بالمحور الأول

أكد أبو عبدالله في إشارة إلى المحاور الرئيسية الأربعة في خطاب الرئيس بشار الأسد الأخير: هناك أربع محاور رئيسية في خطاب بشار الأسد رئيس الجمهورية السورية، النقطة الأولى في هذا المحور تتمثل في أن الربط بين الارهاب ومحاربة الارهاب ومايعرف بالحل السياسي هو ربط خاطىء وغير مقبول ونتيجة لذلك فإن استخدام مصطلح الارهاب من أجل فرض حل سياسي وصل إلى طريق مسدود.

النقطة الثانية تتمثل في أن التغييرات التي تحصل في العالم لايمكن الاعتماد عليها، لأن الغرب لديه ازدواجية في المعايير. فقد اتبع الغرب نهج النفاق في مجال محاربة الارهاب، في الواقع إن هذه التغييرات حقيقية من وجهة نظر بشار الأسد لأن الارهاب يمتد باتجاه التيارات التي أوجدته.

وفي توضيح النقطة الثالثة من المحور الأول لرسائل خطاب بشار الأسد قال المحلل الاستراتيجي الحديث عن الحل السياسي يعني أنه يجب أن يقوم حوار بين السوريين  وأن يوجدوا الحلول من أجل قضاياهم الداخلية وأن يتوصلوا إلى اتفاق فيما يخص القضايا المتعقلة ببلادهم ولكن استخدام الارهاب في هذا البلد من أجل فرض حلول سياسية  أمر مرفوض. وإن محاربة الارهاب تحتاج إلى مساعي مشتركة وتحتل الاولوية على الساحة السورية، والحديث عن أي نوع من الأنشطة السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الأخلاقية أمر مستحيل في ظل وجود الارهاب.

كما أضاف بسام أبو عبدالله: المحور الثاني في خطاب بشار الأسد كان سياسي، وفي هذا المحور كان من الواضخ أن الأولوية في العملية السياسية تتمثل في محاربة الارهاب وإن مساعي البعض من أجل استخدام الارهاب بعنوان وسيلة رئيسية من أجل فرض وجهات نظرهم على شكل حلول سياسية هو أمر مرفوض بشكل تام ولا يمكن الاستفادة من الارهاب بعنوان وسيلة من أجل تأمين مطالب سياسية. سورية في هذا المجال هي دولة مستقلة وصاحبة قرار.

وفقاً لآراء الخبير الاستراتيجي فقد تناول المحور الثالث من خطاب بشار الأسد القضية العسكرية والميدانية، في هذا الخطاب لم يتوجه إلى التيارات الدولية بل لفت نظر المجموعات المحلية، لأن هناك شكوكاً في الرأي العام السوري حيث يعتقد البعض أن الحرب في سورية هي حرب داخلية وقومية و ليست حرب قوات مسلحة. لقد تناول في خطابه كل التفاصيل التي تهم المواطنين السوريين وخاطب الرأي العام السوري بهدف تعريفهم بكيفية التعامل و الاستفادة من الوضع الراهن.

وعنون المحور الرابع من خطاب بشار الأسد بالقضايا الاقتصادية والخدماتية وقال أن الرئيس بشار الأسد أكد وبصورة واضحة قائلاً: يمكننا أن نحقق تقدماً في المجالات الاقتصادية وعلينا في هذا المجال رفع مستوى الخدمات في المجتمع.

أشار أبو عبد الله إلى موضوع أساسي آخر تم طرحه في هذا الخطاب وقال هذا الموضوع هو الدور الإيراني الذي تم الترويج له وقيل أن الإيرانيين يقاتلون بالنيابة عن الجيش السوري، وأكد أن الإيرانيين يقدمون الدعم عن طريق المشاورة العسكرية والدعم الاقتصادي والسياسي لسورية وحزب الله هو الذي يقاتل إلى جانب الجيش السوري وهذا فخر لنا أن يمتزج دم مقاتلي حزب الله مع مقاتلين وشهداء الجيش السوري. وبطبيعة الحال روسيا والصين أيضاً يقدمون الدعم في هذا المجال.

وأشار إلى أن خطاب الأسد كان رسالة واضحة، وهي أننا الآن نتحدث عن مرحلة جديدة في المنطقة لا سيما بعد الاتفاق النووي مع ايران والتغييرات الغربية التي أوجدت والتي أعلن الأسد عن قلقه منها وقال أن هذه التغييرات جائت نتيجة لتوسع الجماعات الإرهابية في المنطقة.

داعش ليست أولوية تركية

المحلل السوري في حواره مع وكالة أنباء تسنيم فيما يخص الأخبار المنتشرة حول الهجوم التركي على داعش و المعارضة التركية في تركيا قال: الحرب على داعش كانت ذريعة لأنقرة لكي تتمكن من تشريع هجومها على حزب العمال الكردستاني (بي.كي.كي) وأن تمنع الأكراد السوريين من تشكيل منطقة حكم ذاتي.

وفي هذا الصدد، حول التحركات التركية الجديدة على الحدود السورية ضد داعش وعلاقتها  بالتحالف الذي طالب فلادمير بوتين بتشكيله، قال: داعش ليست الأولوية الرئيسية، ولكن داعش هو ذريعة لأنقرة لكي تكسب الموافقة الأمريكية، لأن أمريكا طالبت تركيا بجواب سريع حول الحرب ضد داعش والحرب ضد حزب العمال الكردستاني ومنعه من تشكيل دولة كردية في سورية، وهذا ما اعلنته تركيا خطراً لأمنها القومي. وفي النتيجة فإننا نعتقد أن تصاعد حدة التوتر في العراق و شمال سورية والقصف التركي لمواقع داعش هو على عكس إدعاءات الأتراك، وليس هو الهدف الرئيسي لأنقرة.

وتابع قائلاً: من وجهة نظري هناك تغيير في مواقف أنقرة تجاه داعش ولكن أعتقد أن الخطر الجدي الذي يراه الأتراك وفقاً لمواقف عدد من المسؤولين هم الأكراد.

وأشار أبو عبد الله إلى الساحة الداخلية في تركيا في تشريحه لأهداف هذا الهجوم وقال: أردوغان و حزب العدالة والتنمية يسعون إلى تحفيز الأفكار التعصبية ولفت أنظار التيارات القومية التركية بهدف كسب 4-5 بالمئة من الأصوات التي خسرها الحزب الحاكم وتشكيل حكومة أحادية الجانب في حال إجراء انتخابات مبكرة في هذا البلد.

المحادثة الهاتفية بين أردوغان و بوتين

في الإشارة إلى الاتصال الهاتفي بين رجب طيب أردوغان و فلاديمير بوتين في إطار الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب قال: أعتقد أن العمل التركي جاء متأخراً،  ولكن هذه الدولة تحاول الالتحاق بالتطورات السريعة وكسب مكان لها في هذا المجال وذلك بعد إنجاز الاتفاق النووي و إعادة هيكلة المنطقة.

هدف تركيا هو السيطرة على داعش وليس محاربتها

أضاف أبو عبد الله: تركيا في نهاية المطاف سوف تقوم بمهاجمة داعش إلا أن هذا الهجوم سيكون على شكل السيطرة على هذه الجماعة، هناك فرق بين محاربة داعش و السيطرة عليه، الأحداث التي وقعت مؤخراً في تركيا وقيامها باعتقال أكثر من 1000 شخص تشير إلى أن تركيا تعرف جيداً جميع تفاصيل وأماكن تواجد الجماعات الإرهابية وتقدم لهم ما يحتاجون إليه من معدات.

تركيا تقدم أكبر قدر من الدعم لداعش

هو قال: إن داعش سيكون الخطر الحقيقي في الساحة الداخلية التركية، لكن ما يثير الشكوك هو استمرار تركيا في تقديم الدعم إلى داعش وتسعى إلى الإستفادة من داعش كوسيلة لمهاجمة الأكراد وتقوية نفوذها في المنطقة.

وأعلن المحلل الدولي : الآن الأمور تغيرت في المنطقة ولكنني ما زلت لا أثق في حزب العدالة والتنمية. وعلى أية حال تركيا هي عضو في حلف شمال الاطلسي وتعمل على تنفيذ سياسة هذا الحلف ولا يمكن الوثوق بها.

وقال أبو عبد الله أن أمريكا مارست الكثير من الضغوط في هذا المجال واستخدمت الوضع الداخلي التركي وما يقال في الصحافة كوسيلة لهذا الضغط. وفي الداخل التركي أيضاً التهم الموجهة من قبل الأكراد أو من قبل الحزب الديمقراطي الشعبي أو الحزب الجمهوري و المستندات التي يتم إفشائها من قبل جهات مختلفة  كل هذه الأمور تضع تركيا في أزمة حقيقية وأمام فضيحة ضخمة نتيجة لدعمها الإرهاب في سورية.

المصدر / البديع

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق