الإتفاق النووي وتكرار الكيان الاسرائيلي سيناريو الهولوكوست السياسي
منذ ما قبل التوافق بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول ٥+١ كما بعده يشن الكيان الإسرائيلي حملة شرسة قوية ضد هذا الإتفاق النووي، فهو يعمل لإظهار أن الإتفاق من شأنه أن يؤدي بإيران إلى دولة نووية، مثيرة المخاوف من الإتفاق انطلاقا من هذه النقطة بالتحديد، الكيان يرى نفسه في هذا الإتفاق الضحية وينسب إلى نفسه المظلومية، وهو عمل على حث الأنظمة العربية للوقوف إلى جانبه إلا أنه فشل، فلطالما بث دعاياته الكاذبة من خلال إعلامه ووسائله من أن ايران تشكل تهديدا وخطرا على المنطقة، هو الكيان الإسرائيلي الذي لا مشروعية له، فوجوده في المنطقة بُني على احتلال الأرض الفلسطينية وطرد الفلسطينيين أصحاب الأرض من بيوتهم وهجر من هجر منهم وقتل من قتل ولا يزال بإجرامه مستمر، وعدوانه على لبنان في العام ٢٠٠٦ ويده في العدوان على الشعب اليمني إلى تغلغل مشاريعه التدميرية التي لأجلها وجد في كل العالم الإسلامي والعربي. أما ايران الطامحة والساعية للإستفادة من التكنولوجيا النووية التي من شأنها تطوير المشاريع العلمية والبحثية والطبية والكثير الكثير في هذا المجال لا سبيل لذكره في هذا المقال. هذا كله يثير الكثير من التساؤلات حول الطبيعة والهدف من هذه الحملة؟ وتقاسم الأدوار بين الكيان والغرب إن وجد؟
سيناريو الهولوكوست السياسي
ضمن المسلسل الذي قام عليه الكيان الإسرائيلي استخدامه ذريعة الهولوكوست الكاذبة التي تتحدث عن مجازر قتل قام بها هتلر بحق اليهود، وهم يدّعون أن هذه المجازر راح ضحيتها أكثر من سبعة مليون يهودي، وبهذا تمكن المخطط الذي رسمه الغرب الإستعماري من النفوذ بإظهار أن اليهود مظلومون في العالم وهم في المانيا ودول أخرى كانوا يتعرضون للقتل والإضطهاد، وعليه أعطي التبرير لهم لإحتلال فلسطين هروبا من الهولوكوست الكاذب، فاستخدموا ابشع المجازر والقتل والنهب بحق شعبها تحت عنوان الحق والإضطرار لحماية انفسهم وإلى ما هنالك من حجج واهية، وهم أيضا ومن خلال سيناريو الهولوكوست اكتسبوا مزيدا من الدعم الغربي الإستعماري، وبالتالي أخذ الغرب حجة تمكنهم من تغطية أعمالهم الإجرامية في فلسطين. واليوم كما خلال كل الفترات السابقة لازال الكيان يستخدم السيناريو نفسه، فهو يبث المخاوف من النووي السلمي الإيراني ليعطي التبرير لكل أعماله الإجرامية التي يرتكبها اليوم في فلسطين وغيرها، وتبرير بناء المستوطنات خاصة بعد الضغوط الأوروبية بهذا الخصوص، إلى نشر الكراهية ضد محور المقاومة والممانعة في المنطقة وتشويه الصورة الحقيقية له امام الرأي العام الدولي.
الضغط لإفشال مشروع التصويت
يعمل الكيان الإسرائيلي للضغط على أروقة السياسة الداخلية الأمريكية والكونجرس خصوصا والدول الاوروبية عموما لإفشال مشروع التصويت على القرار في الكونجرس الامريكي، كما ويستفيد الكيان من بعض الأنظمة العربية التي من شأنها أن تؤثر في ذلك مستفيدة من تأثيرها في الشأن الإقتصادي وصفقات الأسلحة التي تجريها مع أمريكا، كما ويعمل الكيان الاسرائيلي على ضرب إدارة أوباما، إذ أن السياسة الأخيرة التي انتهجها الرئيس الامريكي أوباما تتعارض والفكر الاسرائيلي، هذه السياسة والتي فرضتها طبيعة التغيرات والتبدلات الحاصلة في المنطقة والإنتصارات التي حققتها ايران ومحور المقاومة بوجه الغرب الاستعماري. ولذلك يستشعر الكيان الاسرائيلي الخطر من جراء التبدلات هذه وهو يرى ضرورة إجراء أي حراك من شأنه أن يعيد خلط الأوراق.
تحويل الأنظار عن القنابل النووية الإسرائيلية
صحيح ان امكانية الكيان التأثير على مشروع التصويت ضعيفة إلا أن الكيان يستفيد من هذه المعمعة التي يحدثها للتغطية على سلاحه النووي، فبحسب تقدير الكيان فإنه يملك أكثر من ٢٠٠ قنبلة نووية تدميرية تهدد المنطقة بل والعالم بأسره، وهو اضافة إلى المجازر اليومية التي يرتكبها وانتهاك حقوق الإنسان وكرامة الشعوب يتخذ من هذه الفرصة وسيلة للتعمية على اجرامه وقنابله النووية بالحديث عن ايران، علما أن ايران مشروعها قائم على الإستفادة من الطاقة النووية السلمية التي يمكن استثمارها في مشاريع كهربائية وطبية وصناعية وعلمية وأبحاث وغيرها الكثير.
تحرك عربي لطرح الخطر النووي الاسرائيلي فضلا عن كونه محتلاً
أمام هذا الخطر الاسرائيلي الذي يهدد به أمن المنطقة واستقرارها، وأمام المجازر اليومية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين وشعوب العالم الاسلامي والعربي، ومع استمراره في احتلاله الأرض وبناء المستوطنات اللامشروعة، فعلى دول المنطقة وخاصة الدول العربية أن تشكل تحركا جادا لطرح خطر هذا الكيان في المحافل النووية، وطرح مشروع جاد ومتماسك أمام الأمم المتحدة بهدف تدمير السلاح النووي الاسرائيلي، هذا بهدف ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، هذه الخطوة تعد الأولى في سبيل فلسطين وشعبها والأمة العربية والإسلامية جمعاء بل والإنسانية ولا بد ان يتبعها خطوات كثيرة في سبيل تحرير الأرض الفلسطينية.
الكيان الاسرائيلي ومن خلال طرح اكذوبة الهولوكوست من جهة والخطر الايراني من جهة أخرى، يوجه اهانة كبرى للأنظمة العربية وظلما للشعوب الإسلامية والعربية، فالكيان الاسرائيلي الذي صار عنوانا للإجرام في المنطقة في أعين الشعوب الحرة المقاومة والشريفة، يطلق اتهامات هولوكوستية على من شاء وأراد والأنظمة العربية في سبات عميق.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق