التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

“داعش” من أشرس أعداء الإسلام 

قيل الكثير عن الاساليب الوحشية والهمجية التي تستخدمها “داعش” في قتل ضحاياها، والاسباب الحقيقية التي تقف وراء اصرار “داعش”، على توثيق هذه الجرائم المقززة، والتي تتجاوز كل تصور، وتتجاوز قدرة التحمل الانساني.

 

هناك من رأى ان الاشخاص الذين ينفذون عمليات القتل البشعة في “داعش”، هم اناس غير اسوياء ومرضى نفسيين وساديين يعانون من عقد نفسية، زادها التطرف الطائفي والتربية المنحرفة والامية والجهل، تعقيدا وعنفا واجراما.

من المؤكد ان عمليات القتل البشعة التي تنفذها “داعش” ضد ضحاياها، تأتي للتنفيس عن امراض وعقد نفسية يعاني منها منفذوها، وكلما كانت طريقة القتل اكثر بشاعة كلما امكن التعويض عن الشعور بالدونية والذلة والانحطاط، عند مجرمي “داعش”، لا فرق بين من ينفذ الجريمة وبين من يشاهدها او يسمع بها.

كل ما قيل الى الان عن الشخصية غير السوية ل”داعش”، صحيح، ولا يختلف اثنان من أن من يقوم بكل هذه الجرائم الخارجة عن كل ما هو مألوف، لا يمكن ان يقف وراءها انسان سليم، من الناحية العقلية، ومن المؤكد ان كل من يلتحق ب”داعش”، او يؤيد ممارساتها، او يتعاطف معهم، يعاني من مرض نفسي لا محالة، ولكن لا يمكن وصف الهدف الرئيسي من وراء كل هذا العنف، بأنه لا يخرج من دائرة العبث، والقتل لمجرد القتل.

صحيح ان منفذ جرائم “داعش” من جزاريها، يقتلون لمجرد القتل، ولارضاء نوازع الشر والانحراف في داخلهم، ولكن من المؤكد ان الجهات التي تتحكم ب”داعش” وتدفعها الى القيام بهذه الممارسات الهمجية، تسعى للوصول الى هدف ابعد بكثير عن الاهداف التي تعلن عادة مثل اظهار القوة او إلقاء الرعب في نفوس الاعداء، وهي اهداف لا يمكن ان تبرر كل هذه الوحشية التي فاقت كل تصور.

ان الهدف الرئيسي والوحيد الذي تسعى اليه الجهات التي توفر الأرضية ل”الدواعش” للتنفيس عن امراضهم وعقدهم وساديتهم، عبر ممارسات القتل المقززة، هو تشويه صورة الدين الاسلامي، ليس فقط لدى الراي العام الغربي، بل لدى المسلمين انفسهم بالدرجة الاولى.

يكفي ان نمر على بعض الجرائم التي ارتكبتها “داعش” ضد ضحاياها، والطريقة التي تم فيها تنفيذ هذه الجرائم، لتتأكد لنا هذه الحقيقة، وهي ان هذه الجرائم لم ترتكب من اجل نشر الرعب في قلوب الاعداء او اظهار القوة او انها ممارسات للتنفيس عن العقد النفسية للمجرمين.

لنمر سريعا على اشهر الجرائم التي ارتكبتها “داعش” والتي وثقتها بطريقة هوليودية مقصودة، ومنها :

قبل ايام بث مايسمى بالمكتب الإعلامي في “ولاية خراسان” التابع لجماعة “داعش” شريط فيديو يظهر إعدام عشرة أشخاص بطريقة فظيعة، بولاية “ننغرهار” الافغانية، حيث يظهر في الفيلم عشرة رجال يجلسون على عشر حفر متقاربة في أرض زراعية، واضعين بداخلها عبوات ناسفة شديدة الانفجار، بعدها تم تفجير الحفر، ما أدى إلى تطاير أشلاء في السماء.

وفي شريط مصور اخر، مقسم الى ثلاثة اجزاء، تم تصويره في الموصل، ويعرض ثلاث مجموعات تم اعدام كل منها بطريقة مختلفة، وضمت المجموعة الاولى اربعة اشخاص مقيدي اليدين والرجلين، وضعوا داخل سيارة قبل ان تقفل ابوابها. ومن ثم أطلقت قذيفة صاروخية في اتجاه السيارة التي احترقت بفعل الانفجار، فاحترق من بداخلها حتى الموت.

أما المجموعة الثانية ضمت خمسة اشخاص وضعوا داخل قفص من الحديد، واقفل عليهم. ليتم بعدها اغراقهم في بركة سباحة.

اما المجموعة الثالثة فقد لف حبل ازرق اللون حول رقبة الاسرى السبعة واظهر التسجيل الحبل ينفجر، ما أدى الى انفصال الرؤوس عن الاجساد وتصاعد غبار كثيف.

وفي قرية “الدابس” بريف جنوب جرابلس، الخاضعة لسيطرة “داعش” بريف محافظة حلب نفذ عناصر من جهاز الحسبة التابع لداعش، عملية إعدام بطريقة “خلع الأطراف”، لأربعة اشخاص. حيث تم ربط أطراف الضحية السفلية، كل رجل بحبل مربوط بحصان، ويشد الحصانيين أطراف الضحية باتجاهين معاكسين، حتى الموت.

وفي إحدى قرى الشرقاط شمال صلاح الدين اعدمت “داعش” شخصا صعقا بالكهرباء من مولد كبير.

وفي منطقة الصنورة السورية اعدمت “داعش” شخصا رمياً بقذيفة آر بي جي”، بعد ان تم تقييده الى عمود من خشب .

بالاضافة الى هذه الجرائم هناك عشرات بل مئات الافلام التي وثقت بها “داعش” جرائمها، منها احراق الضحايا وهم احياء، او قطع رؤوسهم او اعدامهم رميا بالرصاص، من قبل اطفال لا يتجاوزون العاشرة من العمر، وقطع الاطراق بالسيوف والسواطير، امام الناس وخاصة الاطفال.

ترى هل هذه الافلام يمكن ان يكون الهدف منها هو القاء الرعب في قلوب الاعداء، او اظهار القوة، او الانتقام، او التنفيس عن العقد النفسية؟، قد تكون هذه الاشياء صحيحة على مستوى التنفيذ، اي ان الجهات التي تدير “داعش” عن بعد، تمنح “الدواعش” حرية العمل لاشباع كل نوازع الشر في داخلهم، ولكن سادية “داعش”، ليست بالشيء المهم بذاته بالنسبة للجهات التي تمد “داعش” باسباب الحياة، فالمهم لدى هذه الجهات هو توجيه ضربة في غاية القسوة للاسلام، ومن ثم الى المسلمين.

ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، ان الوحشية التي ظهرت عليها “داعش” واصرارها على توثيق كل جرائمها بالصوت والصورة، والتفنن الى حد الهوس والجنون في القتل، وجريمة سبي النساء في العراق، وبيعهن في سوق النخاسة، وتقديمهن كجوائز في المسابقات القرانية!!، كلها ارتدت سلبا على الجهات التي كانت تعتقد ان بامكانها النيل من الاسلام من خلال افساح المجال ل”داعش” لتعيث في ارض المسلمين فسادا، فهمجية “داعش” غير المألوفة، عرت حقيقتها وحقيقة الجهات التي تقف وراءها والاهداف التي تسعى الى تحقيقها، فاصبح واضحا للجميع ان “داعش” لا تمثل الاسلام فحسب، بل هي من اشرس اعداء الاسلام.

جمال كامل

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق