التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

هل يمكن تشكيل مجموعة جي ٧ في الشرق الاوسط؟ 

في تصريحات تدل على وجود اجواء سياسية ايجابية في منطقة الشرق الاوسط اعلن مساعد وزير الخارجية الايراني لشؤون الدول العربية وافريقيا حسين امير عبداللهيان الذي رافق وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في جولته الاقليمية ان هناك جولة اولى من الحوار الاقليمي ستعقد بين ايران والدول الخليجية الست بمبادرة من امير قطر ووزير الخارجية العماني مضيفا بأن المرحلة الاولى من هذا الحوار ستجري قبل نهاية الشهر القادم.  

 

وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قد اعلن في وقت سابق اثناء جولته الاقليمية الاولى التي شملت الكويت وقطر والعراق عن تأسيس منتدى للحوار في الخليج الفارسي منوها الى ضرورة وجود هذا المنتدى للمنطقة وامنها وكذلك ضرورته من اجل مواجهة التطرف اكثر من اي وقت مضى. 

 

وقد أكد امير عبداللهيان ان اجراء الحوار والخروج من سوء التفاهم والوصول الى فهم مشترك ومتقابل من اجل مواجهة الأزمات الموجودة في المنطقة والوصول الى السلام والاستقرار والأمن المستديم هو أهم موضوع في المنطقة الآن.  

 

وبهذا يمكن القول ان هناك همسات تسمع عن تشكيل مجموعة “جي ٧” بين ايران والدول الخليجية الست بعد الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه بين ايران والغرب مؤخرا لكن هناك سؤال يطرح الآن وهو هل ان الخلافات الموجودة بين ايران والسعودية اللتين تعتبران اللاعبتين الرئيسيتين في المنطقة تسمح بحدوث مثل هذا الحوار؟ واذا اجري هذا الحوار في ظل الاجواء الحالية فهل سيستمر أم لا؟  

      

ومن أجل الاجابة على هذين السؤالين يجب القول ان الخبراء والمحللين يؤكدون دوما على ضرورة اجراء حوار انتقادي بين ايران والدول الاعضاء في مجلس التعاون وخاصة السعودية واهمية مثل هذا الحوار على الامن الاقليمي وحل الازمات الحالية واذا تم عقد مثل هذا الحوار فانها ستكون المرة الاولى التي تشهد المنطقة مثل هذا الأمر خلال العقد الاخير، وفي الحقيقة يجب القول ان التأثير الايجابي للاتفاق النووي الاخير هو الذي مهد الطريق لطرح مثل هذا الاقتراح بعد انخفاض حدة قلق بعض الدول العربية من تأثير الاتفاق النووي في المنطقة.   

 

ويعتقد المحللون ان الموضوع الرئيسي الذي يمكن ان يصبح محورا للحوار بين الجانبين ويقلل من الخلافات بينهما هو موضوع مكافحة التطرف فالدول العربية الست وايران كلهم يعتقدون ان الأمن الاقليمي يعتبر موضوعا هاما ورئيسا لاي تعاون من اجل الوصول الى الاستقرار لكن يبدو ان هناك خلافات في وجهات النظر حول مصاديق التطرف فالدعم الذي تقدمه قطر والسعودية للجماعات المسلحة في العراق وسوريا يعتبر احد عوامل الخلاف في موضوع مكافحة الارهاب وذلك في وقت يعلم الجميع ان دعم قطر والسعودية للجماعات المسلحة المتطرفة قد زادت من حدة الازمات في المنطقة وذلك في وقت تتهم الرياض فيه طهران بدعم الشيعة في المنطقة وتغيير الخارطة في العراق. 

  

واذا اراد الجانبان ان يعملا على تطويق ظاهرة التطرف في المنطقة فيجب عليهما ان يبادرا الى اتخاذ خطوات متقابلة لكن يبدو ان السعودية سوف لن تقدم على الحد من نشاطات الجماعات السلفية والمتطرفة اذا لم تقدم لها الامتيازات. 

 

ان الموضوع الذي يخص هذا الحوار الاقليمي هو استمرارية هذا الحوار فبالنظر الى التجارب السابقة للحوارات المماثلة في منطقة الخليج الفارسي نجد ان مثل هذه الحوارات كانت تتم عند حصول أزمات وبعد فترة زمنية كانت هذه الحوارات تصبح امرا هامشيا وقد ادى عدم وجود انسجام اقليمي وحدوث الخلافات الحدودية وحضور القوى والاطراف الاجنبية في المنطقة وباقي الاسباب بأن لا تكون الحوارات الاقليمية قضية مستمرة وجوهرية تؤدي الى تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة.  

   

ولهذا يجب القول انه رغم الضرورة والاهمية الاستراتيجية لوجود مثل هذا الحوار الاقليمي لاحتواء الأزمة الحالية الموجودة في المنطقة لكن مستوى الخلاف الموجود خاصة حول مصاديق التطرف وما شابه ذلك يقلل من احتمال تشكيل مجموعة جي ٧ الشرق اوسطية في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة كما يضعف من تأثير فعل مثل هذه المجموعة الدولية واستمراريتها.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق