التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

ماذا وراء الاتهامات السعودية لايران؟ 

صعدت السعودية مؤخرا مواقفها تجاه ايران وزادت من اتهاماتها لطهران وقالت ان ايران تتدخل في شؤون جيرانها ومنهم العراق، وقد أتت هذه الاتهامات في وقت تقوم فيه السعودية بالتدخل في كل شاردة وواردة في الدول الجارة ودول المنطقة كما ان باقي الدول التي تتهم السعودية ايران بالتدخل فيها لم تتخذ اي موقف معاد لايران وقد رد العراق على السعودية على سبيل المثال واشاد مسؤولوه بالدور الايراني الايجابي والتعاون الموجود بين طهران وبغداد في مكافحة الارهاب.  

 

ويتناسى المسؤولون السعوديون تدخلات بلادهم في الشؤون الداخلية للدول الاخرى مثل سوريا والعراق وها هو لبنان على سبيل المثال يواجه فراغا رئاسيا منذ أكثر من عام بسبب التدخلات السعودية كما ان اليمن يتعرض لعدوان سعودي راح ضحيته حتى الان اكثر من عشرة الاف شهيد وجريح كما تقوم الرياض بدعم جماعات مثل القاعدة والجماعات التكفيرية الاخرى في اليمن وتريد اشعال حرب داخلية في هذا البلد.  

 

ويعتقد المراقبون ان القلق السعودي من الدور الايراني سببه فقدان الرياض لأي ورقة رابحة في المنطقة في الوقت الحالي وخسرانها لمكانتها حتى عند حلفائها فالسعودية التي استخدمت دولاراتها النفطية لحرف مسار الثورتين التونسية والمصرية عمدت الى دعم الجماعات السلفية الوهابية والمجموعات الارهابية في الدول العربية لكي تبعد رياح التغيير التي عصفت بالدول العربية عن حدودها كما ان الرياض استخدمت هذه الجماعات لاسقاط النظام السوري لكنها لم تنجح والحال هو نفسه في اليمن والان وصل الحال بالسعوديين الى كيل الاتهامات لايران والتشبث بأي أكذوبة لاستهداف ايران ودورها الايجابي في المنطقة.  

 

واذا اردنا ان نذكر بعض الاكاذيب السعودية يمكننا ان نشير على سبيل المثال الى الكذبة الكبيرة القائلة بان ايران قد هددت حيدر العبادي وحذرته من رفع الحصانة عن نوري المالكي وابلغته بأنها سوف لن تدعم العراق بعد الآن في الحرب ضد الارهاب وستؤلب الشعب العراقي على حكومة العبادي كما ان هناك انباء واكاذيب غير هذا مثل كذبة بيع قرنية العيون في ايران بسعر ٣٠ ألف دولار لكل قرنية، واذا اراد المرء ان يرى المزيد من هذه الأكاذيب فيمكنه ان يجد الكثير منها اذا بحث عنها في شبكة الانترنت على سبيل المثال.  

    

وفيما يتعلق بالرزمة الاصلاحية التي اعلن عنها رئيس الوزراء العراقي قبل ايام فيجب القول بانها رزمة مفيدة للعراق وان هذا هو قول الكثير من المسؤولين العراقيين الذين حذروا من تفشي الفساد في بلادهم وان الامر لم يكن مقتصرا على موقف حيدر العبادي لوحده فالشعب العراقي لم يتلق الخدمات التي يجب ان يتلقاها من الحكومة بشكل كاف خلال الفترة الماضية كما ان المطالبة بمكافحة الفساد هي مطالبة شعبية في العراق وقد اكدت عليها المرجعية الدينية العليا مرارا وتكرارا.  

   

ان قيام السعودية بلعب دور الداعم للحكومة والسلطات العراقية والشعب العراقي واتهام ايران بعرقلة عملية مكافحة الفساد في العراق ومحاسبة المسؤولين الفاسدين له اسباب أخرى مثل ايجاد التفرقة بين ايران والعراق وايجاد التفرقة بين العراقيين انفسهم والاصطياد في هذا الماء العكر. 

 

ان السعودية ليست قادرة حتى الان على افتتاح سفارتها في بغداد بسبب خشيتها من الاحتجاجات الشعبية للعراقيين ضدها فكيف يمكن لبلد دعم الارهاب والقتل الوحشي في العراق وصدر الارهاب اليه ان يدعي الان بأنه يدعم الشعب العراقي في مطالبه الاصلاحية ويدعم الرزمة الاصلاحية لحيدر العبادي؟ 

 

ان الشعب العراقي يميز الصديق من العدو جيدا ولا تنطلي عليه هذه الألاعيب والحيل كما ان موقف ايران من الدول الاخرى في المنطقة ومنها العراق هو موقف مبدئي وقد اكدت طهران مرارا ضرورة صون وحدة التراب والسيادة العراقية واعتبرت ان أمن العراق من أمنها في وقت نجد ان المسؤولين العراقيين يقولون بأن الدول الغربية والعربية التي شكلت التحالف المزعوم ضد داعش لم تقم بفعل أي شيء وان من وقف الى جانب العراق في الحرب ضد الارهاب هي ايران ولولا وجود ايران لكان داعش قد وصل الى مداخل بغداد. 

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق