الاحتلال الإسرائيلي يعود للتحريض على محرري صفقة “وفاء الأحرار”
وكالات – سياسة – الرأي –
عادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، لإسطوانة التحريض على الأسرى المحررين، الذين تم نفيهم في إطار صفقة الجندي جلعاد شاليط، التي تمت بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2011.
ونقلت وسائل إعلام العدو عن أوساط أمنية إسرائيلية أن “المطرودين في صفقة شاليط، يتولون دورًا رئيسيًا في منظومة – ما تسميها – “الإرهاب الدولي”. من أوهم نفسه بأن المحررين في هذه الصفقة سيتصرفون بشكل مختلف عن المحررين في صفقات سابقة، وأنهم سيبتعدون عن طريق “الإرهاب”، يدرك خطأه. حتى الشخصيات الخطيرة من بينهم الذين تم طردهم إلى الخارج أو إلى غزة، من خلال الاعتقاد بأن ذلك سيصعب عليهم العمل من هناك، يثبتون لـ”إسرائيل” أنها أخطأت”.
وتزعم الجهات الأمنية الإسرائيلية أن 100 من هؤلاء الأسرى الذين تم اطلاق سراحهم في صفقة شاليط، عادوا للانخراط في “الإرهاب” أو مساعدته. بعضهم كان ضالعًا في العمليات التي قتل فيها ستة إسرائيليين خلال السنة والنصف الأخيرتين.
وأوضحت أن أحمد النجار، الناشط في حركة حماس الذي تم ترحيله إلى غزة بعد أن قضى ثماني سنوات في السجن لتورطه في قتل ثمانية إسرائيليين، هو الرجل الذي يشتبه بأنه وجه من الأردن عملية قتل ملاخي روزنفلد قرب “شفوت راحيل” في نهاية حزيران الماضي.
وادعت “إسرائيل” أن أسامة أسعد، وهو أيضًا من محرري صفقة شاليط، يشتبه بأنه أحد أعضاء الفريق الذي قتل داني غونين، قبل شهرين فقط في هجوم ناري في منطقة “دوليب”. وحسب الشبهات فقد خبأ أسعد في بيته المسدس الذي استخدمه أحد أعضاء خلية القتل في هجمات أخرى.
كما ادعى الاحتلال أن زياد عواد، وهو محرر آخر في صفقة شاليط، قام بقتل ضابط الشرطة باروخ مزراحي ليلة الفصح قبل عام ونصف، عند مدخل “كريات أربع”. وأحد أبناء عائلة القواسمة، الذي أطلق سراحه في إطار صفقة شاليط، أيضًا، قام بتحويل المال الذي مول اختطاف وقتل ثلاثة فتية في “غوش عتصيون” قبل عام.
وتزعم المصادر الأمنية للعدو أن هؤلاء الأربعة ليسوا لوحدهم: لقد أعيد اعتقال العشرات من محرري صفقة شاليط خلال حملة “عودوا يا إخوة”، وعاد ستة منهم لقضاء عقوبة السجن الأصلية المفروضة عليهم وهم: إسماعيل حجازي، عدنان مراجة، ناصر عبد ربه الذين ادينوا بقتل متعاونين، ورجب طحان الذي قتل “دافيد كوطرزة”، وعلاء الدين الزين الذي قتل في عام 1956 زهافا بن عوباديا، وجمال أبو صالح، الذي قتل متعاونًا. كما اعيد اعتقال داوود حلو في ظروف مشابهة. كما أن عمر ابو سنينة الذي طرد إلى غزة، قام من هناك بتحويل دليل مفصل إلى رفاقه في الضفة يعلمهم كيف ينظمون عمليات اختطاف بهدف المساومة.
وتدعي المصادر الأمنية أنها لم تذكر بعد عشرات المحررين الآخرين في صفقة شاليط، الذين اندمجوا في منظومة التحريض في حماس سواء في الداخل أو الخارج.
وبحسب المصادر فإن “هناك الكثير من المطرودين في إطار صفقة شاليط، الذين عادوا لممارسة “الإرهاب” في إطار حماس في الخارج .. الطريقة ليست جديدة، ويكمن التغيير فقط في حجم العمليات التي اتسعت الآن.
وتستند هذه المصادر إلى تقرير جديد لمركز معلومات “الإرهاب”، الذي يعتمد على مواد لـ”الشاباك”، يتبين أن الاتصال بين النشطاء في الخارج وبين النشطاء في الضفة يتم في غالبيته بواسطة هواتف خليوية أو عن طريق الانترنت. الأموال التي تحول إلى الضفة لتمويل “الإرهاب” ومنفذيه، تجتاز معابر الأردن إلى إسرائيل أو الأراضي الخاضعة لسطيرة السلطة الفلسطينية، بمساعدة من يحصلون على تأشيرات الدخول إلى “إسرائيل” (مثلًا بهدف تلقي العلاج الطبي) وأيضًا بواسطة مهربين يتم تعويضهم ماديًا. أحيانًا يخرج نشطاء من الضفة إلى الخارج ويصل المال من هناك.
وأشارت المصدادر أن حسام القواسمي الذي عثر في أرضه على جثث الجنود الثلاثة العام الماضي، نجح بالحصول على مبلغ 220 ألف شيكل بمساعدة أخيه الذي تم طرده إلى غزة في إطار صفقة شاليط. وتم استغلال المال لشراء الأسلحة التي تم تسليمها لمروان القواسمي، أحد منفذي العملية.
وفي نيسان الماضي كشف جهاز “الشاباك” كيف تم تحويل الأموال بحركة دائرية من حماس في غزة إلى مواطن في الخليل، كي يودعها في الأردن، ومن ثم يعيدها إلى محامٍ فلسطيني يقيم في الخليل. وتم توجيه المال للنشطاء في بيت لحم والخليل. وكان الهدف تعزيز قواعد “الإرهاب” التابعة لحماس في المدينتين وزيادة قوة نشاطها.
وقبل ثلاثة اشهر اعتقل طبيب أسنان من كفر كنا تم إرشاده من قبل حماس غزة لتحويل مبالغ مالية كبيرة إلى قواعد حماس في الضفة. وفي حزيران الماضي اعتقلت سناء حسين حافي، من مخيم النصيرات في قطاع غزة، بعد قيامها طوال سنوات بتحويل مئات آلاف الدولارات من جمعية النور التابعة لحماس، بواسطة الصرافين، إلى أخيها المعتقل في السجن الاسرائيلي. انتهى