التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

خطة منصور هادي: إمكانية تطبيقها وأهدافها 

أصبح اليمن في الأيام القليلة الماضية محور اللقاءات التي كثرت للحديث عن مستقبل الحل فيه وكيفية معالجة أزمته الحالية فكانت مسقط الوجهة التي تتخذها كل الجهات التي تبحث عن حلول، فبعد لقاءات ونقاشات تسربت الى الملأ أخبارٌ عن وجود خطة عمل يمكن أن تجنب هذا البلد المزيد من الدمار والضحايا، وسرعان ما تم نفي هذه اللقاءات على لسان المقربين من الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي كما أن الأخير تقدم بخطة عمل رد فيها على نقاط التفاوض التي كانت من المفترض أن تشكل قاعدة للحل. 

 

وجاء رد الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي على نقاط التفاوض التي تشكل خارطة طريق للحل في اليمن، متمثلاً بخطة تتشكل من عدة بنود بحيث تضمن – إذاما طُبقت – بقاء منصور هادي ممثلاً وحامياً لمصالح السعودية في اليمن. 

 

وأهم البنود التي جاءت في خطة عبد ربه منصور هادي هي:

١- قبول أنصار الله والرئيس الأسبق علي عبد الله صالح بتطبيق القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن ٢٢١٦ فوراً وبشكل مباشر بنفس اليوم.

٢- انسحاب أنصار الله والجيش اليمني من كل المدن والمحافظات المتواجدين فيها لا سيما صنعاء وصعدة والمواقع العسكرية.

٣- وقف إطلاق النار لمدة اسبوعين قابلة للتمديد على أن يتم خلال هذه المدة حل اللجان الشعبية وتسليم أسلحتها والإفراج عن وزيري الدفاع والتعليم الفني.

٤- تشكيل فريق من المراقبين الدوليين للإشراف على تنفيذ الشروط.

٥- تفعيل العقوبات الواردة في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. 

 

رد أنصار الله على خطة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي بالرفض حيث أظهرت الدراسات بأن الخطة لا تمت للواقع بصلة وغير قابلة للتطبيق على أرض الواقع إذ أنها تعبر عن وجهة نظر السعودية والتحالف الدولي ضد اليمن وتأخذ مصالحهم بعين الاعتبار دون أن تعبر عن تطلعات الشعب اليمني وما يريده، فالرئيس عبد ربه منصور هادي يريد من أنصار الله والجيش اليمني من خلال هذه الخطة بأن يعترفوا بهزيمتهم وأن يقدموا النصر له وللتحالف الدولي على طبق من ذهب بعد أن دمر ما دمر وقتل من قتل. 

 

والأمر الذي يجعل من خطة هادي مستحيلة التطبيق هو خلو بنودها من لغة الحوار والمشاركة والتوافق حيث تؤكد الخطة على خروج أنصار الله والجيش اليمني من جميع المحافظات والمدن المتواجدين فيها وحتى مدينة صعدة التي تعتبر المعقل الرئيسي لأنصار الله، إذ يؤدي خروج أنصار الله والجيش اليمني من المحافظات والمدن والمواقع العسكرية والإدارية إلى إيجاد حالة من الفراغ لا يستطيع أحدٌ أن يسدها لعدم وجود أي قوة أو جيش منظم في اليمن يستطيع ملء الساحة وسد الفراغ الحاصل لدى انسحاب أنصار الله مما سيؤدي إلى إيجاد حالة من الفوضى تعم المناطق اليمنية وهذا الأمر إن حدث سَيُستَغَل من قبل مسلحي القاعدة والجماعات الإرهابية المتطرفة المدعومة من قبل السعودية لتحقق أهدافها في السيطرة على مقدرات اليمن واللعب بأمنه وأمن مواطنيه أو أن الهدف الحقيقي للرئيس عبد ربه منصور هادي هو أن تملأ قوات الغزو “السعودي-الإماراتي” الفراغ الذي سيشكله انسحاب أنصار الله والجيش اليمني بعد أن دمرت طائرات هذا التحالف البنى التحتية والمشافي والمرافق العامة اليمنية وقتلت وشردت مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني. 

 

مما يعني بأن خطة الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي لا تهدف إلى إيجاد حلٍ لأزمة البلاد وإنما هدفه يكمن في تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف التي رسمها الغزو “السعودي-الإماراتي” منذ بدء العدوان على اليمن فيما سمّي “بعاصفة الحزم” والتي تهدف الى جعل اليمن مستعمرة خليجية يستطيعون من خلالها فرض سيطرتهم على الشعب اليمني الذي لم يكن يوماً معترفاً به من قبل الدول الخليجية التي سعت جاهدة لعدم دخوله لمجلس التعاون ولم ترد له الخير يوماً. 

 

لذلك فمن الضروري للرئيس هادي أن يعيد النظر في حساباته وأن يأخذ بعين الإعتبار مصالح بلده وشعبه لا مصالح الدول التي تدعمه وإلا فلن يكون هنالك مخرج للأزمة اليمنية سوى العنف الذي يجتاح البلاد منذ مدة ومازال يهدد ماضي ومستقبل وحاضر اليمن.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق