التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

تظاهرات التيار الوطني الحر وسط بيروت.. عون يضع بعبدا نصب عينيه 

يشهد لبنان في الاسابيع الأخيرة تنظيم عدة مسيرات وتظاهرات كبيرة لمختلف الجهات والتيارات السياسية، وقد نظم التيار العوني يوم امس الجمعة تظاهرة كبيرة لانصاره في ساحة الشهداء وسط بيروت للتأكيد على المطالب التي كان العماد ميشال عون قد اعلنها قبل اسابيع وأبرزها انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، أو إقرار قانون انتخاب جديد على قاعدة النسبية لتصحيح التمثيل المسيحي وإنتاج برلمان جديد ينتخب الرئيس.    

وقد اعتبر عون أن التظاهرة التي نظمها أنصاره في ساحة الشهداء في بيروت خطوة في طريق التغيير المنشود، بينما أكد الرئيس الجديد للتيار الوطني الحر جبران باسيل في كلمة أمام المتظاهرين مطالب التيار بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية “يمتلك قراره”.   

وأطل عون عبر شاشة عملاقة نصبت في ساحة الشهداء في بيروت، حيث تجمع الآلاف من أنصاره، وألقى كلمة مقتضبة أشاد فيها بمن سماهم “شعب لبنان العظيم” معتبرا أن تجمعهم يعد خطوة في الطريق الصحيح.

اما رئيس التيار الوزير باسيل فقد قال للمحتشدين: اعتقدوا أنهم يطردوننا من ساحة كل اللبنانيين، نحن هنا من أجل رد الساحة لكل اللبنانيين، كلن يعني كلن. وعدّد باسيل القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان واضاف: نريد رئيس جمهورية نظيفاً، رئيساً حراً ينتخبه شعبه ويمتلك قراره بالقوة الشعبية والدستورية، ومجلساً نيابياً لا يمدد لنفسه ولا ينتهك حدود صلاحيته بل يمثل كل اللبنانيين، ينتخب على أساس نسبي ويعطي فرصة للشباب ويقفل الدكاكين والإقطاعات جميعها ومجلس وزراء يتقاسم المسؤولية، لا يخالف القوانين والدساتير ولا يوقع هو ورئيسه بدلاً من رئيس الجمهورية بغيابه، نحن اللبنانيين من ينتخب الرئيس اللبناني وعبثاً تحاول الدول الخارجية ودول الوصاية.

وقال: لن نرضى برئيس الخشب (قاصداً الرئيس السابق ميشال سليمان)، لأنه لا يفهم بالمعادلة الذهبية للناس ونريد رئيساً ننتخبه نحن وليس الخارج ولن نسمح لرئيس حكومة سابق بأن يقول لنا إن هذا البلد لا يحمل إصلاحاً، ونحن نقول له إن لبنان سيبتلعك أنت وفسادك وسيرميك في مزبلة التاريخ. 

وشدد على أن “حل أزمة النفايات تكون بمحرقة كبيرة لنفايات بيروت وضواحيها وبقية المناطق وتكون الحلول لامركزية من خلال البلديات” وقال “لنفتح الساحات لبعضنا، تعالوا ننظف ساحاتنا وبلدنا من الزعران لتكون ساحة الأوادم ساحة الشهداء”.

وأكد باسيل أن من “سيحرمنا من حقوقنا سنحرمه من الوجود الحر معنا في هذا البلد، وأضاف “الغد لنا ونحن نصنعه والساحات لنا، اليوم دعونا التيار إلى ساحة الشهداء، وغداً إلى ساحة قصر الشعب في بعبدا،” مؤكداً ان “رسالة التيار هي عدم كسر المسلمين في لبنان، ولن نسمح بأن ينكسر المسيحيون ولن ندع لبنان ينكسر”.

ولم يكتف باسيل بالتلويح بالتحذير من المماطلة في انتخاب الرئيس بل وجه انتقادات عالية النبرة لقوى ١٤ من آذار، مما يشير بوضوح إلى عمق الخلاف بين تكتلي ٨ و ١٤ آذار، علما أن هاتين الكتلتين السياسيتين هما المكون الأساسي لمجلس النواب والحكومة.  

وجاءت هذه التظاهرة إثر دعوة عون تحت شعار “الانتخابات وحدها بتنظف” وذلك ردا على مطالب يرفعها المجتمع المدني منذ أسابيع تطالب بتنظيف لبنان من الطبقة السياسية متهمة إياها بالفساد والإهمال، اما الشعارات التي رفعها أنصار التيار فكانت متنوعة وتحاكي العديد من الشعارات التي رفعت في الاحتجاجات السابقة لكن التركيز كان على انتخاب رئيس من الشعب مباشرة بعد شغور كرسي الرئاسة منذ نحو سنة ونصف وهذا ما يعتبره المراقبون جرعة قوية تصب في مصلحة الجنرال ميشال عون وتساعد في إيصاله إلى قصر بعبدا.  

من جانب آخر ارتفع عدد المضربين عن الطعام أمام مقر وزارة البيئة وسط العاصمة اللبنانية بيروت إلى ١٤ ناشطًا، مطالبين باستقالة الوزير محمد المشنوق احتجاجًا على أزمة النفايات التي عصفت بالبلاد في الآونة الأخيرة، ونصب النشطاء عددًا من الخيام الصغيرة أمام مقر الوزارة مؤكدين الاستمرار في الإضراب إلى حين استقالة الوزير بحسب النشطاء. 

وقد تدهور الوضع الصحي لأحد المضربين عن الطعام أمام وزارة البيئة وهو وارف سليمان، وعلى الفور توجهت فرقة من الصليب الأحمر إلى محيط الوزارة وعملت على إسعافه. وكان سليمان أول من بدأ الإضراب عن الطعام مطالباً باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق.

وكان عشرات الناشطين اللبنانيين من حملة “طلعت ريحتكم”، اقتحموا مبنى وزارة البيئة قبل نحو اسبوعين واعتصموا داخله مطالبين باستقالة المشنوق قبل أن تقتحم قوات الأمن مقر الوزارة وتخرج المتظاهرين منه. 

وأمام هذا المشهد اللبناني المعقد يدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري على خط التهدئة في محاولة لرأب الصدع بين القوى السياسية في البلاد وذلك من خلال دعوته إلى الحوار في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، وعلى الرغم من تجاوب جميع القوى لدعوة بري باستثناء حزب القوات اللبنانية الذي لا يزال يدرس مشاركته، فإن بري يعتبر أن البلد أمام استحقاق مصيري ويؤكد أن الحوار يتيح تمرير المرحلة الحالية بأقل خسائر ممكنة، رافضا وضع الشروط قبل إطلاق الحوار، ووفق الرئيس بري فإن من يضع الشروط المسبقة عليه أن يعلم أن الشروط توضع عند التفاوض مع الأعداء أما حين يتعلق الأمر بأبناء الوطن الواحد فلا يجوز وضعها مهما بلغ حجم الخصومة والتباين.

ويعتقد المراقبون أن تداعيات التظاهرات التي يشهدها لبنان سترخي بظلالها على الحياة السياسية في البلاد وستكون محط اهتمام لدى كافة القوى السياسية في ظل ما يشهده البلد من انقسام حاد في مجلسي الوزراء والنواب.  

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق