التدخل الأمريكي في شؤون سوريا واليمن.. خطط مختلفة وهدف استعماري واحد
بعد فشلها الذريع في اسقاط حكومة الرئيس السوري بشار الاسد واعادة الرئيس اليمني الهارب عبد ربه منصور هادي إلى السلطة رغم دعمها المتواصل للجماعات الارهابية والتكفيرية في هذين البلدين ومشاركتها للنظام السعودي في شن الحرب على اليمن، بدأت الادارة الأمريكية تفكر منذ فترة بانتهاج سياسة مغايرة واعتماد استراتيجية أمنية وعسكرية جديدة تجاه هذين البلدين لتحقيق أهدافها التي أشرنا اليها.
ومن أجل إعادة ترتيب الاوراق في المنطقة ضمن اطار مشروعها المسمى (الشرق الاوسط الجديد أو الكبير) الرامي لتقسيم المنطقة وضمان أمن الكيان الاسرائيلي والدفاع عن الانظمة الاقليمية الرجعية، وبحجة مواجهة تهديد إيران المزعوم، تسعى أمريكا لتشكيل حلف عسكري جديد يضم الكيان الاسرائيلي والدول الحليفة لها في المنطقة.
ويعتقد المراقبون أن تغيير الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا لسياستها الأمنية والعسكرية في المنطقة يهدف بالدرجة الاولى إلى مواجهة المخاطر التي باتت تهدد أمن واستقرار هذه الدول من قبل الجماعات الارهابية من جهة، والحد من التكاليف الباهظة التي يتطلبها دعم هذه الجماعات لتنفيذ هجمات ارهابية ضد دول المنطقة ومن بينها سوريا واليمن من جهة أخرى، خصوصاً بعد أن أيقنت واشنطن وحلفاؤها بأن هذه الجماعات غير قادرة على اسقاط حكم الرئيس السوري بشار الاسد واعادة عبد ربه منصور هادي إلى السلطة في اليمن رغم الدعم اللامحدود الذي يقدمونه لهذه الجماعات.
وهناك سبب آخر لايقل أهمية عمّا ذكرناه يتمثل بخشية الغرب وفي مقدمته واشنطن من احتمال قيام انظمة ”دينية” متطرفة في المنطقة في حال تمكنت الجماعات الارهابية المدعومة من قبلها بتغيير الحكومات التي يستهدفها الغرب ومن بينها حكومة الرئيس السوري بشار الاسد التي تدعم محور المقاومة ضد المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة.
وبعد فشل العدوان السعودي – الأمريكي المتواصل منذ نحو ستة أشهر على اليمن في تحقيق أهدافه رغم القصف الشديد والمركّز للمدن والمراكز الحيوية في هذا البلد والتي أدت حتى الآن إلى استشهاد وجرح الآلاف من المدنيين الابرياء وتدمير البنى التحتية للشعب اليمني، عمدت واشنطن والرياض إلى تقوية الجماعات الموالية لعبد ربه منصور هادي والتنظيمات الارهابية الحليفة لها في هذا البلد خصوصاً تنظيمي”داعش” و”القاعدة” لمحاربة الجيش اليمني واللجان الثورية الشعبية التابعة لحركة انصار الله، بالاضافة إلى قيام الطائرات الأمريكية من دون طيار بقصف مواقع الجيش اليمني تحت غطاء محاربة تنظيم ”القاعدة”.
ويرى الكثير من المراقبين ان تغيير سياسة واشنطن في المنطقة يهدف أيضاً إلى خلط الاوراق واعادة العزف على الاسطوانة المشروخة ”إيران فوبيا” للتأثير على نجاح طهران في انتزاع الاعتراف الدولي بحقها المشروع في امتلاك التقنية النووية السلمية من خلال توقيعها الاتفاق النووي مع مجموعة (٥+١) والذي نص أيضاً على رفع الحظر عن إيران مقابل موافقتها على خفض نسبة تخصيب اليورانيوم لانتاج الوقود النووي اللازم لتلبية احتياجات منشآتها النووية السلمية من هذا الوقود.
ويعتقد الكثير من المحللين والمعنيين بشؤون الشرق الاوسط ان أمريكا والدول الغربية الحليفة لها لاسيما بريطانيا وفرنسا قد تلجأ في وقت قريب إلى إرغام الانظمة العميلة والموالية لها في المنطقة لارسال قوات برية لمحاربة الجيش السوري والجيش اليمني بعد أن فشلت السعودية والجماعات الارهابية المدعومة من قبلها في تنفيذ مخططاتهم في هذين البلدين.
في موازاة ذلك لابد لإيران وسوريا والعراق واليمن وفصائل المقاومة في لبنان وفلسطين وبالتنسيق مع روسيا والصين من اتخاذ سياسة جديدة واعتماد استراتيجية فاعلة ومؤثرة لمواجهة المخطط الغربي – الاسرائيلي الذي تقوده أمريكا في المنطقة بالتعاون مع الدول الحليفة لها وفي مقدمتها قطر والسعودية وتركيا والاردن والذي يستهدف تمزيق الشرق الاوسط وخدمة المشروع الصهيو- أمريكي الرامي إلى تفتيت دول المنطقة ونهب خيراتها والعبث بمقدراتها وتقرير مصير شعوبها.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق