التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

ديمقراطية آل خليفة في المنطقة 

حرب في سبيل الله” هكذا غرّد آل خليفة على حسابات التواصل الاجتماعي عندما بدأت حربهم على اليمن. فبعدما عجزت الحكومة البحرينية عن إسكات المعارضة، رغم اعتقال أبرز زعمائها، الشيخ علي سلمان، واحتجاز آلاف الناشطين والملاحقات الأمنية، تحاول الحكومة اليوم تصدير أزماتها إلى الخارج، من خلال “شنّ الحروب والعدوان على الآخرين”، وذلك بالإشارة إلى الحرب على اليمن. هنا يتساءل البحرينيون، عن “الجُرم” الذي فعله اليمنيون ضد البحرين، ليلجأ الخليفيون إلى وضع إمكانات الشعب لضرب شعب شقيق. 

 

في 14 شباط 2011 انطلقت الثورة في البحرين التي جوبهت “بالديمقراطية” التي يتغنّى بها آل خليفة. والديمقراطية بحسب تعريف آل خليفه هي عبارة عن ظلم، اضطهاد، حصار، قمع للحريات، واسكات الصوت الاخر المعارض لسياسة آل خليفة في البحرين. ولكي يشغل آل خليفة العالم من حوله عن الأمور التي تجري في البلاد، ولأنّ الانتفاضة في اليمن هي مشابهة للانتفاضة في البحرين، انضمّ الى التحالف السعودي- الامريكي ضد حركة الشعب في اليمن وأخذ يمارس ديمقراطيته على اليمنيين كما فعل مع شعب البحرين. فما هو سبب هذا القمع والظلم المعتمد من قبل آل خليفة للشعوب المطالبة بالاصلاح؟ 

 

1. الحقد العرقي: 

أخطاء فادحة ارتكبتها السياسة الخارجية البحرينية نحو الجارة إيران باعتبارها الدولة الخارجية الراعية للتحرك داخل البحرين واليمن. الحقد العرقي الذي أعمى قلب آل خليفة كما آل سعود، فايران المصنّفة لدى النظام في البحرين والرياض منبع الخطر، تتقدم وتحرز الانجاز تلو الانجاز من الانفتاح الغربي والدولي عليها الى الاتفاق النووي الذي سيرفع الحظر النفطي والمالي الى الدور الايراني المرتقب في الحلول لبعض مشاكل المنطقة، والفشل فيما يسميه آل خليفة وآل سعود “المد الايراني”. ولأن السلطات البحرينية مسكونة بهاجس “إيران فوبيا” دفعها الى الدعوة إلى إسقاط نظام إيران، والدعوة للاعتراف بمجاهدي خلق كبديل مشروع من نظام الجمهورية الإسلامية، كما عبّر «مبعوث» الديوان الملكي، و«ممثل» البحرين النائب جمال بوحسن، أثناء حضوره اجتماع المعارضة الإيرانية، في العاصمة الفرنسية باريس، في تموز الماضي.

ذاك في العلن، أما في السر فالأمر لا يختلف، فقد نشرت وثائق «ويكليكس» أن الملك ووليّ العهد يريان في إيران «التهديد الأكثر جدية على المدى الطويل للبحرين والمنطقة»، وأنه يتوجب على الجميع مواجهتها. 

 

2. الارتهان لآل سعود:

ترى السعودية أن الخلافات بين أعضاء مجلس التعاون ومحور الممانعة على رأسهم ايران تصب في مصالحها في الشرق الاوسط التي تتمثل بنشر وبث التيار الوهابي الذي نهش في اسلامنا وفي عقيدتنا بشكل كبير وأصبح يشكل خطراً على الدين الاساس في منطقتنا وفي العالم العربي والاسلامي، وأن تستحوذ على الكثير من الدول العربية والاسلامية باي حال من الاحوال وكما تلعب أمريكا على السعودية، تلعب السعودية على الدول الخليجية، فالبحرين وقطر هما شرطيان أساسيان لها في المنطقة، وكل له دوره، فتستخدم الرياض المنامة والدوحة في حماية مواقعها على الحدود الشمالية في اليمن وكان آخرها مقتل 5 جنود بحرينيين، وعادة، تستخدمهم أيضا للتعبير عن مواقف آل سعود المتشددة، فيما تمضي المنامة مزايدة، وكثيراً ما تفتقد الكياسة والدبلوماسية في نقدها طهران، وغير طهران، وللقارئ أن يتابع تصريحات وتغريدات وزير الخارجية خالد بن أحمد، الذي يتحدث أحياناً بلغة غير متعارف عليها في القاموس الدبلوماسي تجاه الجمهورية الإسلامية وغيرها. 

 

3. المصالح الاقتصادية:

كشف رئيس مركز «القرن العربي» للدراسات في الرياض، سعد بن عمر، عن إعداد دراسة متكاملة لربط الخليج الفارسي بحراً ببحر العرب عبر قناة مائية. وقال الباحث «هذا المشروع، كنّا نطلق عليه اسم «قناة العرب»، وأخيراً أطلقنا عليه اسم «قناة سلمان»، تيمّناً باسم الملك سلمان الذي نأمل أن يكتمل تنفيذ المشروع في عهده». وأضاف: «الدراسة تعتمد على مسار رئيسي ومسارين احتياطيين، وتستطيع قطر والإمارات والكويت أن تصدّر نفطها عبر هذه القناة إلى بحر العرب، بعيداً عن مضيق هرمز المليء بالمشاكل، والدراسات الأولية تفيد بأن القناة يبلغ طولها الإجمالي 950 كلم، وتمتد في الأراضي السعودية 630 كلم، وفي الأراضي اليمنية 320 كلم، ويبلغ عرض القناة 150 متراً، والعمق 25 متراً.»

وعبّر رئيس المركز عن أمله، في حال اكتمال المشروع، بأن يساعد على عودة الحياة إلى الربع الخالي، وذلك بإقامة الفنادق والمنتجعات السياحية على ضفاف القناة، كذلك اكتفاء الدول الخليجية من الثروة السمكية بإنشاء المزارع السمكية على جوانبها، وإنشاء بحيرات مرتبطة بالقناة لهذا الغرض، إضافة إلى مشاريع الطاقة وتحلية المياه وبناء مدن سكنية متعددة. 

 

خلاصة القول ان السياسة العمياء وديمقراطية آل سعود التي يعتمدها آل خليفة في قمع البحرينيين واليمنيين سينقلب عليهم لا محال، فقد سقطت أقنعة النظام الحاكم في البحرين، وانكشف زيف ادعاءات الديموقراطية أمام الملأ، واعترف بأنه نظامٌ مستبدٌ لا يريد إلا سماع صوته، وفرض أجندته المستوردة من الرياض؛ أجندةٌ تحميها “قاعدة الأسطول الخامس الأمريكي، ويكللها التاج الملكي البريطاني.”

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق