التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

إستقالة حكومة محلب في عيون الصحافة العالمية والإقليمية والمحلية 

اهتمت صحف العالم التي صدرت اليوم بموضوع استقالة رئيس الوزراء المصري “إبراهيم محلب”. فيما كان واضحاً إجماع الصحف العالمية على أن الإستقالة جاءت في إطار محاربة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي للفساد. وهو ما حاولت الصحف الأمريكية والإسرائيلية الإشارة له، الى جانب الصحف الغربية. وقد ركزت الصحافة المصرية على مراحل ما بعد الإستقالة التي كان سببها الفساد، مُشيرة الى أن السيسي كلف حكومة جديدة محدداً لها أولوياتها والتي منها إنجاز الإنتخابات البرلمانية المقبلة. فكيف يمكن عرض أهم ما ذكرته الصحافة العالمية والإقليمية والمحلية حول إستقالة حكومة محلب؟ 

 

الصحف المصرية وآراء الداخل المصري:

صحيفة “المصري اليوم”، تحدثت في المانشيت الرئيسي لها، عن القبول المفاجئ للرئيس عبد الفتاح السيسي، لاستقالة الحكومة التي قدمها المهندس إبراهيم محلب، ولم تتطرق إلى السبب ونقلت طلب الأحزاب السياسية إعلان السبب. فيما جاء في العناوين الرئيسية لصحيفة “الوطن” عنوان “السيسي: الإنجاز.. أو الإستقالة”، ونشرت فيه تصريحات رئيس الحكومة الجديد المهندس شريف إسماعيل، بأن الأولوية الحالية للحكومة الجديدة هي إنجاز الإنتخابات البرلمانية المقبلة، والتي من المقرر انطلاقها في 18 تشرين الأول، كاشفةً أن السبب وراء إقالة حكومة محلب هو تورط محلب، وعادل لبيب، في إصدار تشريع دون علم القيادة السياسية بذلك. 

أما صحيفة “اليوم السابع”، فقد كتبت تحت عنوان “الشك يكتب نهاية حكومة البلدوزر”، ذكرت أن محلب تقدم باستقالته بعد أزمة فساد الزراعة وزلات لسان الوزراء، وتم تكليف الرئيس شريف إسماعيل بتشكيل الحكومة الجديدة، مشيرة إلى أن حقائب الوزارات السيادية “الدفاع والداخلية والخارجية” مستقرة، وأن شبح التغيير يلاحق 30 وزيراً. أيضاً تصدر خبر استقالة حكومة محلب مانشيت صحيفة “الشروق”، مشيرةً الى أن “السيسي يبعد البلدوزر.. ويستعين بالحفار”. فيما أشارت صحيفة “الأهرام”، الى تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لرئيس الحكومة الجديدة، بإنهاء المشروعات الكبرى وتطوير خدمات المواطنين، والتركيز على علاج عجز الموازنة، ووضع رؤية قصيرة وطويلة المدى.

من جهةٍ أخرى برز موقف الإخوان المسلمين، حيث لم تثر الإطاحة بحكومة إبراهيم محلب أي اندهاش لديهم. في حين اعتبرت الحركة أن وجود حكومة من عدمها في هذا التوقيت لن يغير من الأمر شيئاً طالما استمر الرئيس عبد الفتاح السيسي على سدة الحكم. وقال طارق مرسي، البرلماني السابق والقيادي بحزب “الحرية والعدالة”، إن “السياسة انتهت يوم 3 يوليو، حينما أطاح وزير معين برئيس منتخب، ويوم أن أطاح قيادات العسكر بإرادة المصريين، وانقلبوا على خمس استحقاقات سياسية”. وتساءل مرسي: “هل كان محلب سياسياً؟ وهل بديله الجديد سياسي، بل هل عبد الفتاح السيسي نفسه سياسي، ومنذ متى مارس السياسة؟ ورأى البرلماني السابق أن “توقيت إقالة الحكومة كان متوقعاً لامتصاص غضب الشارع، عقب مظاهرات طلبة الثانوية العامة ومظاهرات العمال الرافضة لقانون الخدمة المدنية، بالإضافة إلى غضب قطاعات واسعة من الشعب، فكان محلب كبش فداء وكأن هو المسؤول عن ذلك، وكذلك لصرف نظر الناس عن الإخفاقات في سيناء”.  

 

 

الإعلام والصحف العربية:

من جهته تحدث الإعلام العربي والصحف العربية حول موضوع الإستقالة، معتمداً على المصادر المحلية المصرية، في حين أشارت الجزيرة الى مسألة الإستقالة تحت عنوان “استقالة محلب .. تحصين النظام بوجه عواصف الفساد”. وقد كتبت “حتى إن تباينت التعليقات إزاء ما يمكن لشريف إسماعيل إنجازه، فإن تكليفه بتشكيل حكومة جديدة جاء وسط فضائح فساد وتنامي الغضب الإجتماعي من تردي الوضعين الإقتصادي والسياسي، مما يعني أن إبعاد محلب يهدف أساسا للإيهام بالتغيير من أجل تحصين النظام.  

 

الصحف الغربية:

أما الصحف الغربية فقد وصفت استقالة حكومة إبراهيم محلب، بالخطوة غير المسبوقة، وقالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن الإستقالة جاءت في وقت تخوض فيه مصر معركة ضارية ضد الإرهاب وتحاول بناء اقتصادها بعد سنوات من التدهور. في حين أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إلى أن الإستقالة جاءت بعد أسبوع واحد من القبض على وزير الزراعة السابق صلاح هلال، لتورطه في قضايا فساد. وفي نفس السياق كتبت صحيفة “التليغراف” البريطانية، أن الإستقالة جاءت على خلفية فضائح فساد تورط فيها وزير الزراعة السابق ومدير مكتبه وعدد من رجال الأعمال ورؤساء تحرير عدة صحف، لافتة إلى أن الإستقالة جاءت قبيل أسابيع قليلة من إجراء الإنتخابات البرلمانية التي طال انتظارها. 

 

الصحف الأمريكية:

من جهتها ربطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، استقالة الحكومة المصرية برئاسة المهندس إبراهيم محلب، بقضية الرشوة المتهم فيها وزير الزراعة المستقيل صلاح هلال، والتي تم كشف النقاب عنها في الأيام القليلة الماضية. وقالت الصحيفة في سياق تقرير لها، إن محلب قدم استقالة حكومته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد أيام من قيام الشرطة بإلقاء القبض على “هلال” في قضية رشوة شملت عددا من قيادات وزارته وبعض الصحفيين ورجال الأعمال، وفقا لتقارير إعلامية محلية. على صعيد متصل، أشار تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”، إلى أن النظام البيروقراطي السائد في مصر يشهد تفشيا في ممارسات الكسب غير المشروع وعدم الكفاءة. ورأى التقرير أنه وعلى الرغم من أن السيسي تربطه علاقة متينة بالمؤسسة العسكرية التي طالما كانت الظهير القوي للدولة على مدار تاريخها، سعى الرجل لارتداء عباءة الحاكم القوي المعني بإصلاح المؤسسات الحكومية. كما ذكرت صحيفة “اسوشيتد برس” الأمريكية أن استقالة رئيس الوزراء المصري “إبراهيم محلب” جاءت كجزء من التحقيق في قضايا الفساد، والتأكيد على أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يحارب الفساد. وأضافت أن حكومة محلب تعرضت لانتقادات بسبب سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل، مشيرة إلى أن إلقاء القبض على وزير الزراعة الأسبوع الماضي جاء لاتهامه بحصوله على رشاوى. في سياقٍ متصل، اهتم موقع بيزنيس ستاندرد الأمريكي بالبيان الذي أصدره مكتب الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” أن وزير النفط السابق “شريف إسماعيل” سيتولى رئاسة الوزارة وتشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة عدد من الوزراء.

 

الإعلام الإسرائيلي:

في محاولةٍ منه للتوصل للأسباب الرئيسية التي جعلت رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، يتقدم باستقالته للرئيس عبد الفتاح السيسي، سلَّط الإعلام الإسرائيلي الضوء على الإستقالة، مُشيراً الى أنها مسألة يجب الوقوف عندها خاصة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به مصر. وقالت “القناة العاشرة” الإسرائيلية، في تقريرها الصادر عبر موقعها الإلكتروني أمس السبت، إن تقديم محلب لاستقالته أتى على خلفية قضية الفساد الكبرى المتورط بها وزير الزراعة السابق صلاح هلال، وعدد من رجال الأعمال ورؤساء تحرير الصحف، الأمر الذي أثار الرأي العام ضد الحكومة. فيما رأى “روعي كايس”، محلل الشؤون العربية بصحيفة “يديعوت أحرونوت” ، أن ما تردد حول تورط 9 وزراء في قضايا فساد، والسخط العام من أداء الوزارات هو السبب الرئيسي وراء استقالة محلب. بينما قال موقع “تايمز أوف إسرائيل” إن الحكومة المصرية تعاني منذ فترة طويلة من الفساد، إلا أن السيسي استطاع محاربة الفساد، مشيراً إلى تجاهل محلب للإجابة عن سؤال صحفى تونسيٍ مؤخراً حول تورطه في قضية فساد، خلال المؤتمر الذي انعقد في تونس.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق