التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

هل ينجح “مقلاع داوود” بما عجزت عنه “القبة الحديدية”؟ 

بالرغم من الدعاية الاعلامية الضخمة حول فاعلية منظومة القبة الحديدية التي أقامها الكيان الاسرائيلي بمساندة أمريكية، لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، لم تستطع هذه المنظومة أن تمنع صواريخ المقاومة من إصابة المستوطنات الاسرائيلية، وأخفقت هذه القبة في منع وصول صواريخ المقاومة إلى قلب المدن الاسرائيلية. 

 

وخلال العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة، لاحظ الكيان الاسرائيلي التطور النوعي الذي أدخلته المقاومة بمساعدة من إيران على مختلف الصواريخ الفلسطينية سواء القصيرة المدى أو طويلة المدى، مما جعلها أكثر قوة ودقة. فبالرغم من تمكّن منظومة “القبة الحديدية” من اعتراض عدد من صواريخ المقاومة، إلا أن الكثير منها استطاع الوصول إلى أهداف في العمق الاسرائيلي. 

 

ولا تخفي المصادر الاسرائيلية قلقها البالغ إزاء القدرة الصاروخية لحزب الله اللبناني، الذي بات اليوم يمتلك صواريخ متطورة وقادرة على الوصول إلى نقاط حيوية في الوسط والجنوب، خاصة بعد نشر تقارير عن امتلاك الحزب اسلحة، من بينها صواريخ “ياخونت” الروسية، وهي اقوى سلاح بري يستطيع تدمير السفن والمدمرات العسكرية في عرض البحر، بالإضافة الى صواريخ “الفاتح١٠٠” الإيرانية التي تستطيع تغطية كامل الأراضي المحتلة وتعتبر من الصواريخ المدمرة. 

 

وفي هذا الاطار تؤكد صحيفة هآرتس العبرية بأن حزب الله بات يمتلك اليوم منظومة صواريخ أشبه بتلك التي تملكها دول عربية وغربية كبرى. حيث حصل الحزب على صواريخ “فاتح” الإيرانية متوسطة المدى (من ٢٥٠ إلى ٣٥٠ كلم) المجهّزة بمنظومة توجيه متطوّرة، وذات قدرة تدميرية كبيرة (قادرة على حمل رأس متفجر بوزن ٥٠٠ كيلوغرام)، والتي قد يصل مداها إلى مفاعل “ديمونا” الإسرائيلي. 

 

من ناحية أخرى يخشى الكيان الاسرائيلي من الصواريخ البالستية الإيرانية القادرة على ضرب العمق الاسرائيلي من خلال صواريخ “شهاب٢” و “شهاب ٣”. 

 

وتستخدم اسرائيل حالياً نظامين لاعتراض الصواريخ، وهما نظام “آرو” لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى، ونظام القبة الحديدية لاعتراض الصورايخ قصيرة المدى، إلا أنها تقول بأنها بحاجة إلى نظام ثالث لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى كصواريخ حزب الله من نوع “فاتح” وصورايخ “شهاب الإيرانية” و “سكود” السورية.

 

من هنا أعلن الكيان الصهيوني عن نيته بناء منظومة جديدة لاعتراض الصواريخ تحت اسم “مقلاع داوود”، وذلك من خلال انتاج مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية. ويهدف المشروع لإسقاط الصواريخ التي يتراوح مداها بين ١٠٠-٢٠٠ كيلومتر، أو الطائرات أو صواريخ “كروز”، التي تحلق على ارتفاع منخفض. 

 

ويرى مراقبون أن التعاون الذي تبديه الولايات المتحدة مع اسرائيل لانتاج هذه المنظومة الجديدة، إنما يأتي بعد الاعتراض الاسرائيلي على توقيع أمريكا للاتفاق النووي مع إيران، والذي جاء بمثابة ترضية أمريكية لاسرائيل. 

 

من جهته أفاد مدير وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية بأن أسابيع قليلة تفصل الولايات المتحدة وإسرائيل عن التوصل إلى مسودة اتفاق بشأن الإنتاج المشترك لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي مقلاع داود. 

 

وقال نائب الأميرال جيمس سيرنج، الخميس ١٠ سبتمبر/أيلول، إن المناقشات والمفاوضات مستمرة مع إسرائيل بشأن النظام الدفاعي “مقلاع داوود” الذي اجتاز سلسلة من الاختبارات في أبريل/نيسان ومن المتوقع أن يدخل العمليات العام القادم.

من جهته، قال روبرت شير مساعد وزير الدفاع للاستراتيجية والخطط والقدرات إن الحكومة الأمريكية قدمت أكثر من ٣ مليارات دولار لإسرائيل من أجل نظام “مقلاع داوود” وغيره من برامج الدفاع الصاروخي منذ العام ٢٠٠١. 

 

ويجري تطوير وصناعة “مقلاع داوود” بالاشتراك بين شركة رافائيل للأنظمة الدفاعية المتطورة المملوكة للدولة في إسرائيل وشركة رايثيون إحدى أكبر شركات السلاح الأمريكية. 

 

إلا أن مراقبون يشككون في مدى فعالية الأنظمة الاسرائيلية لاعتراض الصواريخ، ويرون بأن نظام “مقلاع داوود” لن يفلح في إيجاد الأمن للكيان الاسرائيلي، ومن المؤكد أن اسرائيل ستلجأ في المستقبل لانتاج أنظمة صاروخية أخرى لسد ثغرات في النظام المذكور، وذلك في ظل تطوير المقاومة المستمر لقدراتها الهجومية والدفاعية، واتباع أحدث التقنيات العلمية بمساندة من الجمهورية الاسلامية الإيرانية، التي كانت ومازالت التحدي الأكبر الذي يشغل بال الكيان الاسرائيلي.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق