التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

حرب سوريا .. جبهة الجولان لم تعد ساكنة 

 يعطي الكيان الاسرائيلي اهمية فائقة لسيطرته على هضبة الجولان السورية المحتلة ولذلك حاول هذا الكيان ابقاء جبهة الجولان ساكنة بأي شكل ممكن اثر اندلاع الازمة في سوريا لكن الازمة السورية قد ادت الى تنشيط الجماعات المقاومة في الجولان رغم الارادة الاسرائيلية.

 

وكانت هضبة الجولان التي تعادل مساحتها واحد بالمئة من مساحة سوريا تعتبر منطقة هادئة قبل اندلاع الاحداث في سوريا بل اكثر المناطق الحدودية هدوءا مع الكيان الاسرائيلي وكانت تؤمن 30 بالمئة من حاجة هذا الكيان السنوية من المياه وقد زاد الكيان الاسرائيلي من النشاط الاستيطاني في الجولان وهناك الان 30 مستوطنة في هذه الهضبة وكان الاسرائيليون يقولون ان هذا الواقع في الجولان لن يتغير.  

 

وقد حاولت سوريا في فترة من الفترات التفاوض مع الكيان الاسرائيلي من اجل استعادة الجولان وسعت تركيا الى التوسط من اجل ذلك لكن اغتيال رفيق الحريري في لبنان غير الواقع وباتت سوريا تتخذ مواقف حادة بشكل اكبر تجاه الكيان الاسرائيلي وفي شهر يونيو عام 2006 تم الاعلان عن قيام “جبهة المقاومة الشعبية لتحرير الجولان” كما ان نتائج حرب تموز في لبنان قد ادت ايضا الى زيادة نشاط جبهة المقاومة في المنطقة.

 

ان الكيان الاسرائيلي الذي كان يدرك جيدا خطورة اشتعال جبهة الجولان عمد الى مد جسور العلاقات مع الجماعات الارهابية المسلحة في سوريا مثل جبهة النصرة وطلب منها تركيز عملياتها في المناطق السورية المحاذية للبنان وزيادة تواجدها في المناطق القريبة من الجولان لمنع تحرك الجيش السوري وعناصر المقاومة في المنطقة وملء الفراغ الحاصل في تلك المناطق بواسطة جبهة النصرة لكن حسابات الاسرائيليين لم تكن دقيقة وشن الجيش السوري وعناصر المقاومة هجماتهم على جبهة النصرة بالقرب من الجولان وكانت النتيجة اشتعال جبهة في شمال الكيان الاسرائيلي طولها 150 كيلومترا تمتد من الجولان الى جنوب لبنان وميناء الناقورة وهكذا فشلت المخططات الاسرائيلية لابقاء هذه الجبهة ساكنة واضطر رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي الى زيارة هذه المنطقة بنفسه.    

 

وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد اعلن في ربيع العام الماضي بدء نشاطات المقاومة لتحرير الجولان لكن هذه الجبهة قد اشتعلت فعليا عندما قام الكيان الاسرائيلي بتنفيذ غارة استهدفت عددا من كوادر المقاومة في القنيطرة واستشهد في تلك العملية العميد في الحرس الثوري الايراني “محمد علي الله دادي” وجهاد عماد مغنية ومحمد ابو عيسى وجمع من رفاقهم وقد اكدت هذه العملية ان هناك جبهة مشتعلة فعلا في الجولان.

 

ورد حزب الله بشكل سريع على العملية الاسرائيلية وقتل عددا من جنود الجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وذلك بعد ان اعلن السيد نصرالله تغيير قواعد الاشتباك مع الكيان الاسرائيلي، ومن ثم قام الجيش السوري بشن عمليات شاركت فيها ايضا عناصر حزب الله في مناطق استراتيجية بالقرب من الجولان واستطاع فرض سيطرته على مناطق استراتيجية على بعد كيلومترات من الجولان.

 

ان الازمة السورية ورغم دمارها الكبير في داخل سوريا كان لها اثر ايجابي في فتح جبهة الصراع مع الكيان الاسرائيلي في الجولان حيث تفيد التقارير الامنية الواردة من تلك المنطقة ان طرفي النزاع قد دخلا في حرب فعلية وقد اصطف الجيش السوري وحزب الله في مواجهة الجماعات الارهابية والجيش الاسرائيلي والمخابرات الاردنية كما ان هناك تقارير تفيد بأن حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية ايضا تقاتل في جبهة الجولان واطلقت من هناك صواريخ نحو اهداف اسرائيلية رغم نفي الحركة لتلك التقارير.     

واخيرا يجب القول ان محور المقاومة وكذلك الكيان الاسرائيلي الذي يحتل الجولان لايمكنهما غض الطرف عن الاهمية الاستراتيجية للجولان ويبدو ان الصراع سيستمر بين الجانبين حتى تحرير هذه الهضبة المحتلة.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق