التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

الكرملين ينفي “إقتراحاً” روسيا لتنحي الأسد عام ٢٠١٢ 

نفى الكرملين تصريحات أدلى بها الرئيس الفنلندي السابق (مارتي اهتيساري) ومفادها أن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة (فيتالي تشوركين) عرض عليه في ٢٠١٢ إقتراحاً بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة في اطار خطة لتسوية الأزمة في سوريا.

 

وزعم اهتيساري الذي تولى رئاسة فنلندا بين عامي ١٩٩٤ و ٢٠٠٠ خلال مقابلة نشرتها صحيفة (الغارديان) البريطانية ان تشوركين قال له أثناء مناقشات جرت في شباط/فبراير ٢٠١٢ مع الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي حول الأزمة السورية أنه يجب القيام بثلاثة امور: 

١-  عدم تزويد المعارضة السورية بالاسلحة.

٢- البدء فوراً بحوار بين المعارضة والحكومة السوريتين.

٣- البحث عن مخرج لائق لانسحاب الرئيس بشار الأسد.

 

ونفى المتحدث باسم الكرملين (ديمتري بسكوف) هذه التصريحات بشكل قاطع، مضيفاً: “لا يسعني إلاّ أن أكرر مجدداً ان روسيا لا تتورط في تغيير الانظمة. فاقتراح أن يتخلى أحد عن منصبه، بغض النظر عمّا إذا كان ذلك بطريقة لائقة ام لا، هو أمر لا تفعله روسيا مطلقا”.

 

ونقلت وكالة الانباء الروسية الرسمية (تاس) عن بسكوف قوله: “لقد كررت روسيا مراراً وعلى مختلف المستويات ان الشعب السوري وحده من يقرر مستقبله، وعبر انتخابات ديموقراطية فقط”. 

 

وأبدى عدد كبير من المصادر الدبلوماسية التي ذكرتها الصحيفة البريطانية، شكوكاً ازاء أن تكون روسيا قدمت مثل هذا العرض.

 

وردّ فيتالي تشوركين على تصريحات اهتيساري بالقول ان “المحادثة حصلت بالتأكيد، لقد أجريت محادثات كثيرة مع اهتيساري.. لا أذكر كيف عبّرت بالضبط، ولكني أجزم انه بالغ حين قال اني أعرب عن موقف الكرملين”. واضاف “لو اني عبّرت عن هكذا موقف رسمي، لكنت قد أعلنته”.

 

في هذه الاثناء أكدت “الغارديان” أن سوريا رفضت اقتراحاً بريطانياً بتولي الرئيس السوري بشار الأسد رئاسة حكومة انتقالية لفترة تصل الى ٦ أشهر قبل تنحيه، وذلك كجزء من حل سياسي لأزمة البلاد ووضع حد لأزمة اللاجئين.

 

ونقلت الصحيفة عن وزير الإعلام السوري (عمران الزعبي) خلال مقابلة أجرتها معه في مكتبه بدمشق قوله: “ما الذي يعطي وزير الخارجية البريطاني الحق في أن يقرّر للسوريين ما المدة التي يجب أن يبقى خلالها الرئيس في السلطة.”

 

ونوه الزعبي أنّ بريطانيا اتبعت سياسات غير أخلاقية وغير منطقية من خلال مهاجمة الدولة القادرة على قتال عناصر “داعش” والإرهابيين الآخرين بجدية، وطالبت قيادتها بالتنحي، وقال: “لن نسمح بأن تتحول سوريا إلى إمارة متطرفة”.

 

وأكد الزعبي: “قطر وغيرها من دول مجلس التعاون وتركيا تدعم “داعش”، متسائلاً: هل من المعقول أن يكون عضو في حلف شمال الأطلسى جزءاً من منظومة الإرهاب في المنطقة؟!” في إشارة الى تركيا.

 

وأضاف وزير الإعلام السوري: “رسالتي إلى بريطانيا أنّ أفعالها يجب أن تتطابق مع أقوالها، فإذا كانوا حقاً ضد الإرهاب، فيجب عليهم أن يتصرفوا وفقاً لهذا ويواجهوا التنظيمات الارهابية بصدق، والوسيلة لتحقيق ذلك تتمثل في عدم تجاهل من يحاربون هذه التنظيمات حقاً”.

 

وقال الزعبي: “أنا لا أفهم ما يقوله رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، فسلوك الحكومة البريطانية يعكس العقلية التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، عليهم أن يتخلّوا عن العقوبات التي كلفت السوريين غالياً، فـ”داعش” والعقوبات وجهان للإرهاب”.

 

وقبل يومين أعلنت مصادر روسية ان موسكو ودمشق تتفاهمان على إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في سوريا، وكذلك تأليف حكومة ائتلافية تضم ممثلي الحكومة والمعارضة، وإجراء إصلاحات سياسية في البلاد بعد تحجيم خطر “داعش” الارهابي.

 

وأشارت هذه المصادر إلى أن الطرفين الروسي والسوري قد توصلا إلى تفاهم حول تأليف حكومة ائتلافية تضم ممثلي الحكومة والمعارضة، مؤكدة على شرعية الرئيس السوري بشار الأسد وأولوية مكافحة الإرهاب في سوريا.

 

يذكر أن روسيا استقبلت خلال الفترة الماضية أغلب أطراف المعارضة السورية، بالاضافة الى ممثلين عن الحكومة السورية، وأشارت الى قرب انعقاد مؤتمر جديد للحوار السوري- السوري، بعد استضافتها لمؤتمر موسكو بنسختيه الأولى والثانية.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق