التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

معلومات جديدة تُكشف للمرة الأولى عن هجوم “صافر” 

 4 سبتامبر/أيلول 2015، هو اليوم الذي حفره صاروخ “توشكا” في سجل التاريخ السعودي والإماراتي، الإمارات اعترفت بـ45 قتيلا ليزداد هذا العدد قليلاً بعد التعرف على بعض الجنود القتلى، والسعودية اعترفت بـ10 والبحرين بـ5 ليصبح عدد القتلى قرابة الـ60، ورغم مضي وقتٍ لا بأس به على الحادثة إلا أن حقائق وإحصاءات جديدة بدأت تظهر من الستار الذي تحاول الرياض فرضه على الحادثة التي قلبت الحسابات ووضعت دول التحالف العربي في موقفٍ لا يحسدون عليه.

ليس 60 قتيل كما قالوا، بل 700 جندي سقطوا بين قتيل وجريح على إثر “توشكا”، ومن بين هؤلاء الـ700 ما يزيد عن 380 قتيل، وتفاديًا لمواجهة الرأي العام الداخلي لجأت السعودية إلى نقل الجرحى إلى مستشفيات الأردن والسودان للتغطية على عددهم، والجدير بالذكر أن توقيت إطلاق صاروخ “توشكا” لم يكن عشوائيًا، بل تم الاستناد إلى معلومات عسكرية واستخباراتية دقيقة، إذ كان من المقرر بدء الهجوم البري على صنعاء بعد أربع ساعاتٍ فقط من لحظة اطلاق الصاروخ الذي قلب الحسابات وأفشل المخطط الذي كان يحاك للعاصمة اليمنية.

لا يتوقف الأمر على “توشكا”، فمنذ بدء السعودية توغلها البري داخل الأراضي اليمنية، أي منذ قرابة 170 يومًا استطاع أنصار الله والقوات اليمنية مهاجمة أكثر من 120 قاعدة عسكرية سعودية داخل الأراضي السعودية، وتم تدمير معظمها، والسيطرة على الكثير منها، وهذا زاد من التوتر السعودي وحالة الضياع التي تعيشها القوات السعودية وخاصةً بعد عملية صافر التي أسفرت عن النتائج التالية:

1- اضطرت السعودية بعد عدد القتلى الكبير الذي تكبده جيشها في “صافر” إلى استبدال قاعدة “صافر” والتي كانت داخل اليمن (في مأرب -172 كم عن صنعاء) بقاعدة “الشرورة” والتي تبعد عن صنعاء أكثر من 300 كم، وهذا يعد تراجعًا عسكريًا كبيرًا، وتهدف السعودية من هذا الإقدام إلى التقليل من خطر الصواريخ اليمنية، وتأمين حماية أكثر لجنودها بإبعادهم عن ساحة المعركة، إلا أن هذا لن يغير من القضية شيئًا، فمواقع أنصار الله والقوات اليمنية قريبة من “الشرورة” بما يكفي لإطلاق “توشكا” آخر.

2- عدا الخسائر البشرية والمادية والمعنوية التي مُنيت بها السعودية بشكلٍ مباشر بسبب “توشكا”، هناك خسائر مادية ضخمة تكبدتها السعودية لنقل القاعدة إلى “الشرورة”.

3- لم يؤخر أنصار الله والقوات اليمنية مخطط احتلال صنعاء فحسب، بل أفشلوا الخطة بكاملها وبـ(15) دقيقة – الزمن اللازم لإعداد صاروخ “توشكا”- أفسدوا ما استغرقت السعودية للتخطيط له أشهرًا وأسابيع.

4- أدخلت عملية “صافر” الرعب في قلب السعودية ومن تحالف معها، إذ أدركت السعودية أن أنصار الله والقوات اليمنية قادرون على تنفيذ عمليات نوعية مباغتة.

5- أصبح جنود التحالف يشعرون بعدم الأمان، فأي لحظة قد تكون “صافر 2”.

بدأت السعودية تدرك ورطتها التي تخفيها وراء ستارها الإعلامي، فلو كانت الرياض واثقة من قدراتها العسكرية في الاستيلاء على صنعاء، فلماذا لم تعين “عبد ربه منصور هادي” في عدن، حسب الخطة التي أعلنتها، علمًا أن أنصار الله والقوات اليمنية انسحبت من عدن؟ ولماذا لا تعمل السعودية على نشر الاستقرار في عدن والتجهيز لـ “عبد ربه منصور هادي”، إذا كانت متيقنة من قدرتها على الاستيلاء على صنعاء؟ ولماذا لا تجند السعودية أهالي اليمن أنفسهم إذا كانوا مؤيدين لها كما تدعي؟ فهم أدرى بشعاب اليمن وحاله. لا تنتهي الأسئلة هنا، فهناك الكثير من الأسئلة التي يمكن طرحها حول الدور السعودي في اليمن الذي تُستباح أرضه ويُقتل أطفاله ونساؤه، وستكشف الأيام النية السعودية الحقيقية الكامنة وراء عدوانها على اليمن.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق