التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

المعارضة السورية تستجدي الكيان الإسرائيلي..أبعاد ودلالات 

 بعد زيارته إلى الكيان الإسرائيلي للمشاركة في مؤتمر لمكافحة الإرهاب، عاد المعارض السوري البارز كمال اللبواني ليطالعنا من جديد بمواقفه “الشفافة” تجاه الكيان الإسرائيلي عبر مقال خصّ به المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية والإقليمية، ملخصاً رؤيته وجزء كبير من المعارضة السورية للوضع السوري والعلاقة مع الكيان الإسرائيلي.

 

اللبوني الذي أوعز في وقت سابق خلال ظهور على شاشة قناة «I24» الإسرائيلية الناطقة بالعربية في لقاء خارج قاعة مؤتمر حول «سياسات مكافحة الإرهاب»، في مدينة هرتسليا شمالي تل أبيب، أنه «هنا (في تل أبيب) لأن الغائب الوحيد عن القرار الدولي اليوم هو الشعب السوري، فيجب ان نُسمع صوته وان ننقل معاناته، ونقول ان هناك شعبا معتدلا قادرا على ان يكون شريكاً في التحالف الدولي ضد الإرهاب»، لم يتواني اليوم عن إعلان موقفه تجاه القضية الفلسطينية من داخل فلسطين المحتلة، مطالباً “إسرائيل” ان تدين الجرائم ضد الإنسانية التي تُرْتكب في سوريا، وأضاف: هذا صحيح بالأخص على ضوء حقيقة ان الشعب اليهودي كان ضحية مثل هذه الجرائم ويعي تماماً أهمية التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية في مثل هذه الظروف”، على حدّ زعمه.

 

لم يكتفي اللبوني الذي إعتبر نفسه ممثلاً للشعب السوري بذلك، بل طالب سلطات الإحتلال التي أمعنت في قتل العرب والمسلمين بـ” أن تلعب دوراً دبلوماسياً هاماً في السعي الى حل يفرضه المجتمع الدولي الذي سينهي الحرب في سوريا، فمثل هذا السعي ضروري بشكل خاص مقابل الروس الّذين يلعبون دوراً مركزياً باستمرارية الحرب”، وأردف قائلاً: يمكن لإسرائيل ان تساعد بفرض منطقة حظر جوي في جنوبي سوريا، بشكل مشابه لما يحدث في شمالي سوريا. فمثل هذا التطور سيكون هاما جداً على ضوء الأحداث الأخيرة في السويداء جنوبي سوريا. فهذا سيساعد أيضاً على منع تحول الصراع الى صراع (سني – درزي)، الأمر الذي قد يكون له تأثير داخل إسرائيل.

 

عند قراءتنا لتصريحات المعارض السوري كمال اللبوني، يجب التوقف ملياً عند كافة تفاصيلها حتى يتضح المشهد الضبابي لدى البعض، رغم أنه، اليوم، بات كالشمس في كبد السماء، وفي هذا السياق تجدر الإشار إلى النقاط التالية:

أولاً: إن تصريحات اللبوني تؤكد إنخراط جزء كبير من المعارضة السورية في ركب الكيان الإسرائيلي، وإذا إمتلك اللبوني الجرأة على الجهر بشعف العلاقة مع تل أبيب، فهناك العديد من أبناء المعارضة السياسية والمسلحة تمتلك الشغف نفسه، إلا أنها لا تمتلك الجرأة نفسها.

ثانياً: تلخص تصريحات المعارض السوري الرؤية الصريحة للمعارضة في حال نجاهها بخطف قرار الشعب السوري، وهو السلام مع الكيان الإسرائيلي والعداء للقضية الفلسطينية، ولكن هيهات فالشعب السوري من أعرق الشعوب العربية وأقدرها في مواجهة الكيان المحتل لأراضي الجولان والأراضي الفلسطينية.

ثالثاً: كيف لي كمواطن سوري، بصرف النظر عن إنتمائي لأي طرف سواء النظام أو المعارضة، أن أحترم أو أن أقبل بأن يمثلني “رجل” باع وطنه خدمة لمشروع سياسي أو لشهرة شخصية؟ فهل يصعب على من باع شرفه أن يبيع شعبه؟

رابعاً: لا شك في أن مقال اللبوني يؤكد فشل كافة المؤامرات على إستهداف سوريا، واليأس الذي حصل لهذه الجماعات بعد التدخل الروسي الأخير. فشل كافة المشاريع دفعت بالمعارضة للإستجداء العلني من الكيان الإسرائيلي بالتدخل لصالحها بعد سنوات من الإستجداء الخفي.

 

قد يرى البعض في كلام اللبوني شواذا عن قاعدة المعارضة، إلا أن الواقع أثبت أن العديد من فصائل المعارضة المسلحة في سوريا تتلائم واللبوني في موقفها من سوريا و القضية الفلسطينية والكيان الإسرائيلي. نعم، لا يمكننا أن نشمل كافة أطياف المعاراضة المسلحة إلا هذه الرؤية إستقام عليها عود الجماعات المسلحة التي تتلقى دعماً لوجستياً من الجيش الإسرائيلي، وجزء كبير من المجموعات التي تدربت أمريكياً، فضلاً عن بعض الشخصيات السياسية أمثال اللبوني.  

 

يوماً بعد يوم، يتضح للشعب السوري أن هؤلاء الذي دمّروا سوريا تارة عبر المضي بمشروع «العثمانيين الجدد»، وآخر عبر الدعم العلني والواضح من الكيان الإسرائيلي الذي يحتل أراضي سوريا، ولكن، عندما يعلن هؤلاء على الملئ ما أعلنه اللبوني لا يسعنا إلا أن نقول: إن لم تستح فاصنع ما شئت، ولكن مزابل التاريخ بإنتظاركم.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق