التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

سوريا .. ساحة اختبار للقوات الروسية 

 زادت روسيا في الآونة الاخيرة من تواجدها العسكري في سوريا لمكافحة الارهاب الذي ينخر جسم الدولة السورية ولهذا التواجد العسكري اهداف استراتيجية وسياسية طويلة الامد لكن بالاضافة الى ذلك يبدو ان الروس قد قرروا اختبار القدرات القتالية لقواتهم وعتادهم الحربية في هذه المواجهة مع الارهاب الذي تحول الى اهم تهديد موجه للامن القومي لكافة بلدان العالم.    

 

ان النشاط العسكري الروسي الجديد في سوريا والمتمثل في بناء قاعدة حربية مجهزة وكاملة في ميناء اللاذقية على سواحل البحر الابيض المتوسط يعتبر تطورا عسكريا جديدا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وقد اعلنت المصادر الاستخباراتية الامريكية ان الروس قد نصبوا في هذه القاعدة انظمة للدفاع الجوي وصواريخ ارض – جو وارسلوا اليها مقاتلات مجهزة بصواريخ جو – جو وصواريخ جو- ارض ودبابات تي ٩٠ والمدرعات.

 

اما السؤال الاهم الذي يشغل بال المراقبين فيما يتعلق بهذه الخطوة الروسية فهو هل ارسل الرئيس فلاديمير بوتين جنوده الى مناطق القتال لكي يشاركوا في الحرب ضد الارهاب؟ ان التقارير الواردة تشير إلى أن روسيا لم تتخذ قرارا فقط بارسال جنودها الى مناطق القتال بل هناك وحدات خاصة روسية قد تموضعت في مناطق مختلفة من سوريا لتقييم الاوضاع والتمهيد لارسال المزيد من القوات الروسية. 

 

وقد نقلت وكالة رويترز للانباء نقلا عن مصادر مطلعة على الاوضاع العسكرية والسياسية في سوريا ان القوات الروسية قد بدأت المشاركة في العمليات العسكرية في سوريا لدعم القوات الحكومية السورية، واضافت رويترز ان الروس يبنون حاليا قاعدتين في سوريا واحدة بالقرب من الساحل والثانية في العمق السوري ليكون مركزا عملياتيا. 

 

وقالت رويترز نقلا عن هذه المصادر المطلعة ان الروس لم يعودوا مستشارين فقط بل قرروا الالتحاق بالحرب ضد الارهاب، كما نشر موقع ديلي ميل الاخباري صورا تظهر وجود القوات الروسية في سوريا منذ شهر ابريل الماضي على اقل تقدير.  

ويصف المراقبون هذا المستوى من النشاطات العسكرية الروسية بأنه غير مسبوق خلال العقود الثلاثة الماضية وقد قال مصدر امني امريكي طلب عدم ذكر اسمه لشبكة سي ان ان الامريكية بأن التحركات العسكرية الروسية في سوريا كبيرة وتعتبر اول عملية عسكرية لارسال قوات روسية الى خارج البلاد بعد الغزو السوفيتي لافغانستان. 

 

وقد نقلت صحيفة الرأي الكويتية نقلا عن المحلل ايليا. ج. مغناير والذي لديه علاقات مع بعض مسؤولي حزب الله اللبناني ان كافة العسكريين الروس المتواجدين في سوريا سيشاركون بالكامل في القتال الدائر في معظم الاراضي السورية خلال الايام القادمة، واضاف مغناير ان القوات الخاصة الروسية قد انتشرت في حما وحلب وحمص ودمشق والزبداني من اجل الاشراف على القتال والمشاركة فيه ودراسة الخطط العسكرية وتقديم مقترحات حول الخطط القتالية كما ان هذه القوات ستقدم مقترحاتها الخاصة الى غرفة العمليات من اجل وضع خطة كاملة لارسال القوات الروسية الخاصة الى كافة مناطق القتال في سوريا عند اللزوم. 

 

واخيرا يجب القول ان المشاركة الواسعة والمباشرة للقوات العسكرية الروسية في مناطق القتال البعيدة عن الاراضي الروسية تعتبر امرا خطيرا تقوم به موسكو لأول مرة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ويجب علينا الانتظار لنرى مدى نجاح هذ المهمة.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق