حزب سوري معارض يرى تصريح “كيري” انسحابا سياسيا من مشروع إسقاط سوريا
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
اعتبر الأمين العام للحزب الديمقراطي السوري المعارض أحمد مصطفى الكوسا أن المتغيرات الدولية فرضت تغيير في خارطة المصالح في الشرق الأوسط.
وقال ليس بالضرورة أن نعزي إعلان كيري حول عدم ضرورة تنحّي الرئيس الأسد إلى القوة أو القدرة أو الضعف في التنفيذ لإسقاط النظام السوري فقد حاولت أمريكا قبل الأزمة وخلالها وفشلت لكن هذا الإعلان انسحاب تكتيكي سياسي علني من المشروع الخاص الذي عوّل عليه العربان وإسرائيل للخلاص من سوريا وأمريكا الآن تنوي العزف على وتر الأزمة بآلة موسيقية جديدة لكن بلحن شاذ فالمعارضة الخارجية مرتبطة بمرجعيتها والمعارضة الداخلية تبحث عن قاسم مشترك على طاولة الحوار وهناك في الكواليس ضخ في بالونات الاختبار يستند على ما سيتحقق على الأرض من نتائج وانتصارات وبعدها يتم تحديد شكل ولون أوراق التفاوض مع باقي المسارات أي أن الورقة السياسية مهما كانت وبيد أي طرف ستكون بديلة للبندقية على الطاولة السياسية.
ورأى في عدم جدية أمريكا في قمع داعش بأنها أخفقت في الترويج لها سياسيا كما عسكريا وأي عمل جاد ومثمر في هذا الاتجاه سيكون له وقع شعبي ودولي وسيخلق بيئة دولية سليمة في مكافحة وقمع تنظيم داعش , والواقع على أرض الوطن يختلف منه على الفضائيات وفنادق الخمس نجوم وأن ما يسمى بالمعارضين ليس لهم شعبية أو مؤيدين على أرض الواقع رغم حمل بعضهم لجواز السفر السوري لكنه لا يعرف أين يقع حي الجلوم في حلب أو شارع جمال عبد الناصر في دمشق أو باب دريب هل هو في حمص أم في دير الزور , فهم إذاً معارضة صناعة تركية قطرية سعودية غربية بقبّعة أمريكية وعباءة عربية ينتهي دورهم بانتهاء الأزمة.
وتابع المعرضة الداخلية الممثلة بالأحزاب وهيئات المجتمع المدني بهيكليتها المؤسساتية وأفكارها الوطنية التي تأبى التدخل الأجنبي وتضع نفسها مع جميع أبناء الشعب السوري وقواته المسلحة في خندق واحد ضد الإرهاب وبغّض النظر عن حجم تمثيلها فهي تمثّل المعارضة الوطنية الحقيقية مهما اختلفت مع النظام في أهدافها ونحن نختلف مع الدولة في الكثير من القضايا على رأسها الفساد والوقوف في وجه الممارسات السلبية لكن ثمّة أولويات يجب التوقف عندها حفاظا على الوطن والمواطن والمعارضة التي تستعين بالغرب ليست جديرة بأن تكون حاكمة له , وأرى أن الجواب المنطقي لازدواجية معايير الغرب في أن مكونات وتعقيدات أهداف الحرب على سوريا وما تريده أمريكا وإسرائيل من هذا البلد المقاوم الذي واجه العالم وحارب الإرهاب نيابة عنه بالأظافر والصدور العارية المليئة بالإيمان المطلق بالسيادة الوطنية وحب الوطن.
وأضاف أمريكا كانت تسعى سابقا لضمان أمن إسرائيل سياسيا وعسكريا وفق مصالحها الآنية واستراتيجيتها المستقبلية لكن مع تغيّر خارطة المصالح في الشرق الأوسط وانكشاف الأقنعة والأدوار من خلال صمود الشعب والجيش السوري غيّر الموازين وأجبر أمريكا على إعادة ترتيب أوراقها من جديد ومن هنا جاء هذا التناقض في التصاريح والمواقف والهدف ضمان مصالحها لدى مختلف الدول الإقليمية والعمل بأجندتها في شيطنة المنطقة عن طريق تبديل الأنظمة ونشر ما يسمى الفوضى الخلّاقة وتوسيع دائرة الحروب تحت مسمى النقيض وهو مكافحة الإرهاب من خلال إقامة تحالفات جيوسياسية مناطقية ودولية لتمرير مصالحها والحفاظ على مكاسبها ونحن على يقين بأن أمريكا ستسعى جاهدة للعمل على عرقلة أي جهد إقليمي أو دولي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وأردف أن ما تطرحه الدبلوماسية الروسية سواء في المحافل الدولية أو من خلال مبادراتها الإقليمية وحتى في لقاءاتها الثنائية الرسمية يأتي ضمن سياق التنسيق الاستراتيجي بين موسكو ودمشق في إدارة الأزمة السورية وعلى رأس أولوياتها مكافحة الإرهاب أما الدول التي تشكّل طرفا في دعم الإرهاب وتمويله فقد باتت مكشوفة وعلنية ولم تعد تشكّل دول الظل في إدارة الأزمة كونها متورطة حتى النخاع في الاعتداء على الشعب السوري كنافذة واسعة للإطلالة على ساحة الربيع العربي يوازي ذلك موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحليف الاستراتيجي الأهم على رأس محور المقاومة في دعم مواقف سوريا في مواجهة الإرهاب الدولي فلولا موقف طهران وحزب الله سياسيا وميدانيا وانصهارهما في بوتقة العمل السياسي والعسكري المشترك على الأرض السورية ضد أشرس حرب ممنهجة عرفها التاريخ لكانت هناك حسابات أخرى .
واعتبر أن الموقف الروسي استراتيجي وبامتياز وذو جذور تاريخية تعود إلى عقود سابقة من التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي وهو دعم مستمر وعلني ليس فيه مناورات سياسية أو ألغاز دبلوماسية وكواليس ومعايير مزدوجة لأن روسيا بفعل الفكر العقائدي الذي يربط الشعبين كإديولوجيا هو حليف استراتيجي لسوريا ومن خلال تمسك روسيا بالشرعية الدولية وضمان حقوق الدول والحفاظ على سيادتها والتعاون العسكري الحالي الذي يتعزز بين موسكو ودمشق امتداد طبيعي وحتمي لهذه العلاقات القوية والمتينة بين البلدين.
وختم إننا في الحزب الديمقراطي السوري المعارض نتفق كليّا مع السيد الرئيس بشار الأسد على أن مكافحة الإرهاب من الأولويات الوطنية للشعب السوري بكافة أطيافه وشرائحه وأنها ستشكّل مفتاح الحل السياسي للأزمة السورية وبدون شعب آمن ليس هناك لا سياسة ولا سياسيين تعنيهم مصلحة الوطن والمواطن في الحفاظ على السيادة الوطنية وحمايتها من تبعات الإرهاب وبدون مكافحته كأولوية استراتيجية وتكتيكية يعني تحول سوريا إلى مزرعة من الفوضى فيها أعشاب ضارّة من تكتلات وقوى مرتبطة بمرجعيات خارجية أي أن لسوريا في هذه الحالة عليها السلام وليس عليها السلام!!!.
“من أجل سوريا نحيا …ومن أجلها نموت”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق