اردوغان يستغل أزمة اللاجئين السوريين لاستدراج الناتو لضرب سوريا
وجه الاسرائيليون في الآونة الاخيرة اصابع الاتهام نحو الحكومة التركية بالتسبب في حدوث أزمة اللاجئين السوريين من اجل استدراج دول حلف الناتو نحو اسقاط الحكومة السورية بالقوة، ورغم عدم وجود موقف اسرائيلي واضح حيال ازمة اللاجئين السوريين يفتخر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بعدم استطاعة اي مهاجر او لاجئ الى فلسطين المحتلة عبر الاراضي المصرية.
وقال موقع “المونيتور” في تحليل اورده ان الاسرائيليين يعتبرون موجة اللاجئين الحالية إثباتا إضافيا على ما يسمّونه “سياسة الرئيس باراك أوباما الفاشلة في الشرق الأوسط”، وقد علق مصدر اسرائيلي رفيع طلب عدم ذكر اسمه “لو قصف أوباما سوريا لأمكن تجنّب هذا كله”، وقال المصدر رداً على سؤال حول الوسيلة التي يمكن أن تضع حداً لتدفّق اللاجئين السوريين “لا بد من إرسال قوات برية في هجومٍ يشن بصورة متزامنة ضد الأسد وتنظيم داعش”.
واضاف الموقع ” ان الشخص الوحيد الذي يُعتبَر مسؤولاً عن نقل المشكلة من الشرق الأوسط إلى قلب أوروبا هو رئيس وزراء تركيا سابقاً ورئيس جمهوريتها حالياً، رجب طيب أردوغان، وان إسرائيل ليست مستاءة منه لأجل ذلك، بل تُسجِّل هذه النقطة لصالحه”.
وجاء في تقرير موقع المونيتور ايضا ان تركيا كانت أول بلد يستقبل اللاجئين ويحتضنهم لدى اندلاع الحرب السورية قبل أربع سنوات وكان أردوغان يعتقد أنه عبر استقباله للاجئين، يستطيع إقناع حلف الناتو بالتحرّك بحزم أكبر ضد النظام السوري وعندما أدرك أردوغان أن القادة الأميركيين وسواهم من قادة الغرب لا يتصرّفون بعزم كاف، بحسب رأيه، في مواجهة الرئيس السوري، علق آماله على ما تحوّل لاحقاً إلى تنظيم داعش وقد عمدت وسائل الإعلام التركية، بوتيرة متكررة، إلى نشر معلومات عن دعم الاستخبارات التركية لتنظيم داعش.
واضاف التقرير ان اردوغان كان يمول داعش بيد فيما كان يستقبل باليد الأخرى اللاجئين الهاربين من التنظيم ويدعمهم وكان أردوغان يعتبر أنه كلما زادت أعداد النازحين السوريين، تحسّنت حظوظه بإقناع المجتمع الدولي بالحاجة إلى إنشاء منطقة محظورة الطيران في شمال سوريا يمكن باعتقاده نقل اللاجئين إليها، ومن أجل فرض هذا الحل وجعله الخيار المفضل طبقت السلطات التركية قيوداً على اللاجئين الذين يصل عددهم الآن إلى قرابة المليونين، من أجل تكبيدهم صعوبة في الانتقال إلى بلدان ثالثة وكان أردوغان يأمل بأن تبدي الدول الأعضاء في الناتو استعداداً أكبر للتحرّك مع بلوغ أعداد اللاجئين في تركيا أحجاماً خطيرة، وبعد ان غرق الطفل السوري آيلان انكشفت المصاعب التي يواجهها اللاجئون السوريون فاردوغان الذي كان يقطع الطرق البرية والبحرية والجوية امام اللاجئين للسفر الى اوروبا قرر نقل جزء من الضغط نحو اوروبا عبر افساح المجال للاجئين السوريين بالتوجه نحو اوروبا وذلك بعد ان قطع الأمل من تدخل حلف الناتو في سوريا وانتصار داعش في ذلك البلد.
وجاء في التقرير ايضا ان المصادر الدبلوماسية تؤكد ان المشاكل والمصائب التي واجهها اللاجئون السوريون لم يكن ليحدث لو أن حكومة أردوغان لم تسمح بذلك، فقد دأب أردوغان طوال أربعة أعوام، على استقبال اللاجئين أملاً في استغلالهم من أجل إطاحة الأسد وبما أن كل المحاولات التي قام بها منيت بالفشل ولا يزال الأسد في السلطة يحاول أردوغان الآن توليد ضغط بشري لا يحتمل في قلب أوروبا، والرأي السائد الآن هو أن الأتراك يعتقدون أنهم يستطيعون من خلال ذلك إرغام حلفائهم في الناتو على معالجة جذور المشكلة وبذل جهود متضافرة لإقصاء الأسد من السلطة.
المصدر / الوقت