التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

حادثة منى… الضخ الإعلامي الغربي، مؤامرة متعددة الأوجه… تفنيد المؤامرة 

قد لا يكون من المستغرب جداً وقوع رافعة على رؤوس الحجاج فهو خطأ قد يحدث وهو الأمر نفسه بالنسبة لحادثة منى والتي نتج عنها تدافع الحجاج وأودى بحياة 717 حاجاً وإصابة 863 آخرين، وهنا يُطرح السؤال في السبب الذي دفع بالعديد من دول العالم والحركات الشعبية والحزبية لتحميل المسؤولية للنظام السعودي الحاكم. كذلك الأمر فليس مستغرباً الإستغلال الغربي وإعلامه لهكذا حوادث في توجيه الأمور لغير واقعها، فالإعلام الغربي المُمَوّل من الأنظمة الإستعمارية حاول خلال الأيام القليلة الماضية حرف الرأي العام إلى المسار الذي وضع فيه الحادثتين من جهة ودعوات دول وحركات شعبية فاعلة للتحقيق بالأمر من جهة أخرى على أنه إحدى أشكال البيئة الإسلامية بمنظوره الفتنوي التي يعمل على ترويجها، فما هي أهداف الإعلام الغربي الإستعماري من وراء هذا التشجيش الفتنوي؟

الحادثتان… أين يكمن الخطأ؟ تفنيد الدعاية الغربية
في 11 من الشهر الحالي سقطت إحدى الرافعات التي كانت تُستخدم لمشروع توسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة أثناء أداء الحجاج لمناسك الحج هناك، هذه الحادثة المأساوية خلّفت أكثر من 108 ضحية وحوالي 238 جريحاً، بعد ساعات من الحادثة خرج التحقيق الذي قامت به السلطة الحاكمة لتشير إلى أن الأسباب وراء سقوط الرافعة تعود إلى هطول الأمطار بشكل غزير والعواصف التي شهدتها المدينة، فيما تبيّن لاحقاً بأن السبب يعود إلى الوضعية الخاطئة التي أنشئت على أساسه الرافعة والتي تعتبر مخالفة لتعليمات التشغيل المعدة من قبل المصنع والتي تنص على إنزال الذراع الرئيسة عند عدم الاستخدام أو عند هبوب الرياح، ومن الخطأ إبقاؤها مرفوعة، إضافة إلى عدم تفعيل وإتباع أنظمة السلامة في الأعمال التشغيلية، وعدم تطبيق مسؤولي السلامة عن تلك الرافعة التعليمات الموجودة بكتيب تشغيلها، يضاف إلى ذلك ضعف التواصل والمتابعة من قبل مسؤولي السلامة بالمشروع لأحوال الطقس وتنبيهات رئاسة الأرصاد وحماية البيئة وعدم وجود قياس لسرعة الرياح عند إطفاء الرافعة بالإضافة إلى عدم التجاوب مع العديد من خطابات الجهات المعنية بمراجعة أوضاع الرافعات وخاصة الرافعة التي سببت الحادثة.
مع هذا كله لم يصدر أي استنكار ودعوات دولية وشعبية في خصوص الموضوع، لكن بعد الحادث الذي ادى إلى التدافع والذي وقع الخميس الماضي، ومع عودة اسلوب التحقيق نفسه والذي اعتبر أن التدافع أدى إلى وفاة هذا العدد فضلاً عن المصابين، ومع وجود الأدلة البيّنة عن أخطاء وسلبيات وتقصير من الجهات المسؤولة عن الحجيج، وعن أمن وسلامة الحجاج، وتنظيم حركة سيرهم وتفويجهم، ودخولهم الى منشأة الجمرات وخروجهم منها، فكان الخطأ هنا بغياب تحقيقات شفافة وعادلة ومكتملة، فهل ستشكل لجنة شفافة للتحقيق في كيفية السماح بتدافع الحجاج بهذا الشكل والتلاحم والدهس تحت الأقدام؟ أين الكاميرات التي تنقل كل حركة في المشاعر؟ واين قوات الأمن والطوارئ والقوات الخاصة؟ أين الهيئات العاملة في الحج؟ ما هي مسؤولية لجنة الحج العليا؟ ومسؤولية وزارة الداخلية؟ أين مسؤوليات إمارة منطقة مكة المكرمة؟.. بصراحة تامة الجميع مسؤول عن هذه الأرواح التي ذهبت، وعن تنظيم حركة الحجيج وضمان سلامتهم؟ فهل نرى إقالات أو استقالات أو رؤوس كبيرة أطاح بها حادث التدافع في منى؟

الضخ الإعلامي الغربي، مؤامرة متعددة الأوجه
ما سبق كان كمقدمة ضرورية للرد على الدعاية الغربية التي تعمل وبالإستفادة من هاتين الحادثتين ومع وجود دعوات بضرورة اجراء تحقيق لتوجيه الأمور وشعوب دولهم إلى أن ما حدث يأتي في سياق الإسلام الإرهابي الذي يزعمون، هذا الضخ الإعلامي الغربي الإستعماري يهدف إلى النيل من مجموعة مقومات، فهو من جهة يريد اظهار الحج الذي يعد من اسس فروع الدين على أنه فرصة ينال المسلمين فيها من بعضهم البعض، هذا الفرع الذي يُعبّر أن اجتماع المسلمين وتلاقيهم على وحدة الشعائر والمواقف والكلمة يريد الغرب ضربه وتشويه سمعته، فهو يسلط الضوء على مشاهد ضحايا الحادثتين من جهة وعلى المطالب المحقة بإجراء تحقيق مجدٍ على أنها اختلافات بين المسلمين، طبعاً لا يمكن وضع التجيش الإعلامي الغربي الإستعماري على أنه حجة لضرب الدعوات المطالبة بتحقيق مجدٍ يعالج القضية ويضع حدا لهكذا حوادث مأساوية مؤلمة. الغرب الإستعماري من جهة أخرى يُبرئ النظام الحاكم في السعودية من مسؤوليته اتجاه الحادثتين عن قصد أو غير قصد، لأنه وضع الحادثتين لا سيما الأخيرة التي نتج عنها تدافع على أنها تشابك بين المسلمين بسبب اختلاف وجهات النظر بينهم، وبذلك خلق فرصة للنظام الحاكم بالتنصل من مسؤولياته.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق