برلماني سوري: صمود كفريا والفوعة والتقدم الميداني في الزبداني حققا النصر في الجبهتين
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكد عضو مجلس الشعب السوري جمال رابعة إن المشهد الدولي الذي بدأ يظهر بشكل واضح وعلني بعيداً عن التفاهمات السرية التي تجري بين الدول المؤثرة في الأزمة السورية، وخصوصاً أميركا وحلفائها، مفرز طبيعي لإعلان روسيا عن نيتها زيادة التواجد العسكري شرق المتوسط، وضرب الإرهاب دون تمييز بين فصيل وآخر.
رابعة أكد على إن الحضور الروسي العسكري في المشهد السوري أربك الحسابات الأمريكية وبات من الواضح إن ساعة الصفر لإطلاق عملية عسكرية دولية ضد تنظيم داعش وسواه من الميليشيات الإرهابية التكفيرية اقتربت ما يعني إن المشروع الأمريكي الرامي إلى تقسيم المنطقة لضمان أمن إسرائيل، بات أضغاث أحلام، وعلى واشنطن أن تستفيق من أحلامها الوردية بعد أربعة سنوات من الحرب المستمرة على الدولة السورية لتعيش واقع عدم قدرتها على إدارة دفة السياسة العالمية بمعزل عن القوى الأساسية الأخرى خصوصاً روسيا والصين وإيران.
وفيما يخص الحديث الإعلامي عن تسليم القيادة السورية لقرارها السياسي إلى كل من روسيا وإيران، أوضح البرلماني السوري إن الدول الخليجية تعتقد إن كل أنظمة الحكم العربية على ذات السوية، وبكونها تعيش علاقة تبعية مطلقة للتحالف الصهيوأمريكي خوفاً على بقاء شكل الحكم فيها، فإنها تظن أن العلاقات بين روسيا وإيران وسوريا هي علاقات تبعية، لكن الواقع يؤكد على إن العلاقة ما بين الدول الثلاثة سابقة الذكر هي علاقة احترام متبادل، فالروس والإيرانييين يتعاملون مع حلفائهم على أساس المؤسساتية وتبادل الأراء في الملفات المشتركة، فالقوي يحالف القوي، فيما يستعبد المحور الأمريكي الخليجيين ويجعلهم مجرد أتباع له في المنطقة، وممولين ومنفذين لسياسات تل أبيب المكتوبة باللغة الدبلوماسية الأمريكية إن صح التعبير.
كما تطرق رابعة إلى ملف هدنة الزبداني مؤكداً على إن كل المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام الخليجية الداعمة لجبهة النصرة، عن تحقيق التنظيمات المسلحة في سوريا نصراً كبيراً على انتصار كبير من خلال فرض شروطها على الدولة السورية وحلفاءها، ماهو إلا خروج للخليجيين عن النص المنطقي لمسار الأحداث، وبالتالي فإن تخلي الميليشيات المسلحة مدينة الزبداني بشكل كامل، وأن تقبل مرغمة على إخراج 10 آلاف مدني من بلدتي كفريا والفوعة مع إبقاء خطوط الإمداد مفتوحة لوصول الإغاثات الإنسانية إلى البلدتين المحاصرتين منذ ما يقارب السبع أشهر، لا يعني نصراً للميليشيات، فالنصر بمفوهمه الإرهابي، يفضي إلى أن تقبل الدولة السورية بشروط المسلحين كأن يبقوا في الزبداني وأن تنسحب قوات الجيش السوري والمقاومة من المدينة، لا أن تدخلها بشكل كامل.
ولفت رابعة إلى أن الإيضاحات التي قدمها سماحة السيد حسن نصر الله عن الاتفاق تؤكد على إن الدولة السورية عرفت كيف تستثمر ورقة الزبداني مقابل ملف من أعقد وأهم الملفات الإنسانية في الأزمة السورية، فالحصار المستمر على كفريا والفوعة لابد وأن يكون له حل، وإن كان الجانب التركي عمد للعب دور سلبي في الكواليس، إلا أن الضغوط الميدانية المحسوبة بشكل دقيق، إضافة إلى الصمود الأسطوري لمجاهدي ومدنيي البلدتين لعب دوراً كبيراً في تحقيق الاتفاق الذي إذا ما كان سيؤكد على أن الدولة السورية وحلفاءها الأساسيين في الميدان لا يعلون استراتيجية المناطق التي يريدون تحريرها، على أرواح المدنيين، أياً كانت مواقفهم.
وختم البرلماني السوري حديثه بالتأكيد على إن التبدلات في المواقف الدولية، إضافة إلى تطورات المشهد الميداني السوري، بما في ذلك الإعلان عن زيادة الوجود الروسي في الأراضي السورية سيجبر الغرب على مناقشة الملف السوري بجدية أكبر، والسعي لإيجاد حلول لابد منها لتهدئة المنطقة بشكل عام، والبداية ستكون من سوريا.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق