التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

تاريخ آل سعود المليء بالفضائح يوضح أحداث الحاضر الأسود، فماذا بالنسبة للمستقبل؟ 

أن يتولى آل سعود إدارة شؤون أكبر تجمعٍ للمسلمين، فهو من الأمور التي يندى لها الجبين، بعد التعرف على فضائح طالتهم، ليست لفترة قصيرة من الزمن أو تخص عدداً من الأمراء، بل في فضائح وأسرار اتصف به واقعهم منذ أكثر من 50 عاماً. لكن هذه الفضائح والتي سردها الكاتب البريطاني مارك يونغ في كتابه “الحارس السعودي”والذي عمل كحارسٍ شخصيٍ للأمراء والأميرات، لا تهدف للتشهير. وإنما تحاول تسليط الضوء على الجانب الأساسي في حياة هؤلاء، والذي يؤكد بعدهم عن الإسلام وتعاليمه، وممارستهم كل ما يخالف هذا الدين. لتَثبُت مقاله أنهم بعيدون كل البعد عن طهارة أرضهم التي يدعون حمايتها والمسؤولية عنها. فماذا في بعض فضائح الحارس البريطاني لهم؟ وماذا في الدلالات؟

أولاً: فضائح من كتاب “الحارس السعودي”
مارك يونغ، حارس بريطاني، عمل في قصور أمراء آل سعود لمدة تتجاوز العشر سنوات. وهو بدأ في أول أيلول من العام 1979 بعد توقيعه عقد عمل مع أحد الأمراء، الى جانب رفيق له عمل في قصر الأمير طلال بن عبد العزیز. يونغ الحارس البريطاني، كان أحد الحرّاس الشخصيين لعدد من الأمراء من بينهم الملك فهد والأمير طلال بن عبد العزيز والأمير فوّاز، وكذلك بعض أولادهم وبناتهم وبعض أولاد وبنات الملك سعود. وقد قام يونغ بنشر كتاب تحت عنوان “الحارس السعودي” (SaudiBodyguard – Mark Young)، تضمن فضائح آل سعود والذي أحدث ضجةً كبيرة. وهنا لا مجال لذكر كل ما قيل فالقائمة التي عمل معها الحارس البريطاني طويلة، لكنها تضم أشخاصاً تولوا مناصب مهمة في الحكم. فيما تدل أفعالهم على عكس ما تدعيه مناصبهم. ففي حديثه عن أحد وزراء الداخلية السابقين وهو الأمير أحمد بن عبد العزيز، يقول الحارس أنه مقامر وسكير ومدمن مخدرات ومجرم. وبالنسبة لرئيس رعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد، والذي توفي نتيجة تناوله جرعة زائدة من المخدرات، قال عنه بأنه شاذ جنسياً وأنه كان قاتلاً وتاجر مخدرات ومدمناً عليها، بالرغم من أنه كان رئيساً لهيئة مكافحة المخدرات. أما أمير مكة الأسبق، فواز بن عبد العزيز، قال بأنه مقامر كبير، بدّد ثروات كبيرة على القمار، وهو فاسد ومدمن على الخمر. وتوقف الكاتب عند عدد من الأمراء الذين اعتبرهم أكثر الأمراء في تبديد الأموال في القمار منهم، الأمير محمد بن فهد والأمير سعود بن نايف، والأميرة لمياء بنت مشعل. وقد وضع يونغ العديد من الصور التي تجمعه بهم، والوثائق التي تثبت بأنه عمل لديهم وقد تم الإطلاع عليها. وتعتبر هذه الفضائح مثالاً للحياة الشخصية للملوك والأمراء.
لكن الحارس لم يكتف بفضح الجانب الحياتي أو الشخصي، بل تحدث عن فضائح لها بعد وطني وسياسي. فبعد أكثر من ثلاثين عاماً على مرور حادثة اختطاف المعارض السعودي الكاتب ناصر السعيد، كشف الحارس أنه لم يتم التخلص منه في السعودية عام 1979 كما قيل سابقاً، بل الحقيقة أنه تمّ التخلص منه في لبنان بعد اختطافه بأمر من الأمير فهد ورمي جثمانه من طائرة على السواحل اللبنانية. في حين أكد يونغ أن مصدر معلوماته هو من الملك فهد شخصياً والتي أسرّها إلى شخص مقرب منه جداً آنذاك حيث لا زال يرتبط الحارس يونغ بعلاقة وثيقة بهذا الشخص حتى تاريخ كتابته للمعلومة. وقد اختطف المعارض السعودي الكاتب ناصر السعيد في بيروت عام 1979، ويُعتبر ناصر السعيد أكبر معارض عرفته السعودية في تاريخها، وله كتاب بعنوان “تاريخ آل سعود” الذي يفضح فيه أصل هذه العائلة الحاكمة وعمالتها لبريطانيا وتالياً للولايات المتحدة الأمريكية، وممارسات أمرائها في قهر أهل الجزيرة العربية!!.
وفيما يتعلق بفضائح مالية، كشف الحارس البريطاني في حديثه لصحيفة “وطن” نهاية العام 2012، عن نهب آل سعود لمؤسسات مالية عريقة من بينها البنك الأهلي التجاري الذي تمتلكه عائلة بن محفوظ الحضرمية المعروفة، مشيراً الى السبب الذي أنهى ملكية عائلة بن محفوظ لأكبر بنك عربي على الإطلاق عام 2003. ليقول بأنه، حين أدعت الصحف العربية التابعة للسعودية آنذاك بأن حكومة الرياض أشترت ما تبقى من أسهم مالكي البنك بما يقارب الملياري دولار، لكن الحقيقة هي في أن عائلة بن محفوظ، تعرضت لعملية نهب منظم وبقوة الدولة من قبل الملك فهد بن عبد العزيز والذي منح ما نهبه لزوجته الجوهرة إبراهيم وإبنه الأمير عبد العزيز بن فهد ثم قام بسجن الشيخ خالد بن محفوظ فترة ثم أطلق سراحه. وقد قام بسرد المؤامرة وما حصل، والذي كان لواشنطن دور رقابي وعملياتي بها.
ثانياً: بناءاً لما قيل
لا يمكن تجاهل ما قيل كما أنه قد لا نصل الى نتيجةٍ تغييرية الآن. لكننا حتماً ومن خلال هذه الحقائق، والتي يعتبر الكاتب البريطاني واحداً من بين الكثيريين الذين يعتبرون مصدراً لها، يمكننا القول أن الحياة التي يعيشها أمراء آل سعود، بكافة جوانبها، على الصعيد الشخصي أو الإجتماعي أو السياسي، لا تؤهلهم لحمل همِّ الأمة الإسلامية كما يدعون، أو لإدارة شؤون المسلمين وأمورهم ومناسباتهم.
فمسألة فقدان الأهلية هو من الشروط التي يجب أن تكون متوفرةً في مدير خليةٍ صغيرةٍ تتكون من أفراد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، فكيف إذا كان الأمر يعني إدارة شؤون أكبر طائفةٍ في العالم. وهو الأمر الذي قد يبرر في الحقيقة تساؤلات الكثيرين حول سياسات الرياض في كافة المجالات. ففقدان الأهلية الدينية والشخصية، هي السبب الأساس في ضياع خيرات الأمة كافة. كما أن عدم القدرة على تحديد المصلحة، هو ما جرَّ العديد من الأطراف والأحزاب التابعة للرياض، للهاوية. وهنا لا نتحدث فقط عن الجوانب السياسية بل نقصد الدينية والإجتماعية.
كما أن وجود هكذا طبقة في الحكم، يطغى عليها الفساد الواضح، يجعل أهليتها كطرفٍ دولي مشكوكٌ في أمرها. وهو ما يبرر الإهمال وقلة المسؤولية التي قد تصل الى حد التواطؤ في الكوارث والأحداث التي تحصل وحصلت في السعودية. الى جانب تلك الأحداث السياسية والإجتماعية التي حدثت على مر التاريخ المعاصر وطالت شعوب الأمة الإسلامية تحديداً الصراع العربي الإسرائيلي والحرب على اليمن.
إذا كان تاريخ السعودية مليءٌ بالفضائح التي تجعلنا نفهم الحاضر الذي نعيشه، وأسباب الفشل واللامسؤولية التي تتصف به الرياض تجاه قضايا الأمة الإسلامية والمنطقة كافة، الدينية والسياسية، ألا يكفي ذلك لنعمل على بناء مستقبلٍ لا يكون لآل سعود يدٌ في تحديده؟ سؤالٌ للأمة فقط.
أن يتولى آل سعود إدارة شؤون أكبر تجمعٍ للمسلمين، فهو من الأمور التي يندى لها الجبين، بعد التعرف على فضائح طالتهم، ليست لفترة قصيرة من الزمن أو تخص عدداً من الأمراء، بل في فضائح وأسرار اتصف به واقعهم منذ أكثر من 50 عاماً. لكن هذه الفضائح والتي سردها الكاتب البريطاني مارك يونغ في كتابه “الحارس السعودي”والذي عمل كحارسٍ شخصيٍ للأمراء والأميرات، لا تهدف للتشهير. وإنما تحاول تسليط الضوء على الجانب الأساسي في حياة هؤلاء، والذي يؤكد بعدهم عن الإسلام وتعاليمه، وممارستهم كل ما يخالف هذا الدين. لتَثبُت مقاله أنهم بعيدون كل البعد عن طهارة أرضهم التي يدعون حمايتها والمسؤولية عنها. فماذا في بعض فضائح الحارس البريطاني لهم؟ وماذا في الدلالات؟

أولاً: فضائح من كتاب “الحارس السعودي”
مارك يونغ، حارس بريطاني، عمل في قصور أمراء آل سعود لمدة تتجاوز العشر سنوات. وهو بدأ في أول أيلول من العام 1979 بعد توقيعه عقد عمل مع أحد الأمراء، الى جانب رفيق له عمل في قصر الأمير طلال بن عبد العزیز. يونغ الحارس البريطاني، كان أحد الحرّاس الشخصيين لعدد من الأمراء من بينهم الملك فهد والأمير طلال بن عبد العزيز والأمير فوّاز، وكذلك بعض أولادهم وبناتهم وبعض أولاد وبنات الملك سعود. وقد قام يونغ بنشر كتاب تحت عنوان “الحارس السعودي” (SaudiBodyguard – Mark Young)، تضمن فضائح آل سعود والذي أحدث ضجةً كبيرة. وهنا لا مجال لذكر كل ما قيل فالقائمة التي عمل معها الحارس البريطاني طويلة، لكنها تضم أشخاصاً تولوا مناصب مهمة في الحكم. فيما تدل أفعالهم على عكس ما تدعيه مناصبهم. ففي حديثه عن أحد وزراء الداخلية السابقين وهو الأمير أحمد بن عبد العزيز، يقول الحارس أنه مقامر وسكير ومدمن مخدرات ومجرم. وبالنسبة لرئيس رعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد، والذي توفي نتيجة تناوله جرعة زائدة من المخدرات، قال عنه بأنه شاذ جنسياً وأنه كان قاتلاً وتاجر مخدرات ومدمناً عليها، بالرغم من أنه كان رئيساً لهيئة مكافحة المخدرات. أما أمير مكة الأسبق، فواز بن عبد العزيز، قال بأنه مقامر كبير، بدّد ثروات كبيرة على القمار، وهو فاسد ومدمن على الخمر. وتوقف الكاتب عند عدد من الأمراء الذين اعتبرهم أكثر الأمراء في تبديد الأموال في القمار منهم، الأمير محمد بن فهد والأمير سعود بن نايف، والأميرة لمياء بنت مشعل. وقد وضع يونغ العديد من الصور التي تجمعه بهم، والوثائق التي تثبت بأنه عمل لديهم وقد تم الإطلاع عليها. وتعتبر هذه الفضائح مثالاً للحياة الشخصية للملوك والأمراء.
لكن الحارس لم يكتف بفضح الجانب الحياتي أو الشخصي، بل تحدث عن فضائح لها بعد وطني وسياسي. فبعد أكثر من ثلاثين عاماً على مرور حادثة اختطاف المعارض السعودي الكاتب ناصر السعيد، كشف الحارس أنه لم يتم التخلص منه في السعودية عام 1979 كما قيل سابقاً، بل الحقيقة أنه تمّ التخلص منه في لبنان بعد اختطافه بأمر من الأمير فهد ورمي جثمانه من طائرة على السواحل اللبنانية. في حين أكد يونغ أن مصدر معلوماته هو من الملك فهد شخصياً والتي أسرّها إلى شخص مقرب منه جداً آنذاك حيث لا زال يرتبط الحارس يونغ بعلاقة وثيقة بهذا الشخص حتى تاريخ كتابته للمعلومة. وقد اختطف المعارض السعودي الكاتب ناصر السعيد في بيروت عام 1979، ويُعتبر ناصر السعيد أكبر معارض عرفته السعودية في تاريخها، وله كتاب بعنوان “تاريخ آل سعود” الذي يفضح فيه أصل هذه العائلة الحاكمة وعمالتها لبريطانيا وتالياً للولايات المتحدة الأمريكية، وممارسات أمرائها في قهر أهل الجزيرة العربية!!.
وفيما يتعلق بفضائح مالية، كشف الحارس البريطاني في حديثه لصحيفة “وطن” نهاية العام 2012، عن نهب آل سعود لمؤسسات مالية عريقة من بينها البنك الأهلي التجاري الذي تمتلكه عائلة بن محفوظ الحضرمية المعروفة، مشيراً الى السبب الذي أنهى ملكية عائلة بن محفوظ لأكبر بنك عربي على الإطلاق عام 2003. ليقول بأنه، حين أدعت الصحف العربية التابعة للسعودية آنذاك بأن حكومة الرياض أشترت ما تبقى من أسهم مالكي البنك بما يقارب الملياري دولار، لكن الحقيقة هي في أن عائلة بن محفوظ، تعرضت لعملية نهب منظم وبقوة الدولة من قبل الملك فهد بن عبد العزيز والذي منح ما نهبه لزوجته الجوهرة إبراهيم وإبنه الأمير عبد العزيز بن فهد ثم قام بسجن الشيخ خالد بن محفوظ فترة ثم أطلق سراحه. وقد قام بسرد المؤامرة وما حصل، والذي كان لواشنطن دور رقابي وعملياتي بها.
ثانياً: بناءاً لما قيل
لا يمكن تجاهل ما قيل كما أنه قد لا نصل الى نتيجةٍ تغييرية الآن. لكننا حتماً ومن خلال هذه الحقائق، والتي يعتبر الكاتب البريطاني واحداً من بين الكثيريين الذين يعتبرون مصدراً لها، يمكننا القول أن الحياة التي يعيشها أمراء آل سعود، بكافة جوانبها، على الصعيد الشخصي أو الإجتماعي أو السياسي، لا تؤهلهم لحمل همِّ الأمة الإسلامية كما يدعون، أو لإدارة شؤون المسلمين وأمورهم ومناسباتهم.

فمسألة فقدان الأهلية هو من الشروط التي يجب أن تكون متوفرةً في مدير خليةٍ صغيرةٍ تتكون من أفراد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، فكيف إذا كان الأمر يعني إدارة شؤون أكبر طائفةٍ في العالم. وهو الأمر الذي قد يبرر في الحقيقة تساؤلات الكثيرين حول سياسات الرياض في كافة المجالات. ففقدان الأهلية الدينية والشخصية، هي السبب الأساس في ضياع خيرات الأمة كافة. كما أن عدم القدرة على تحديد المصلحة، هو ما جرَّ العديد من الأطراف والأحزاب التابعة للرياض، للهاوية. وهنا لا نتحدث فقط عن الجوانب السياسية بل نقصد الدينية والإجتماعية.

كما أن وجود هكذا طبقة في الحكم، يطغى عليها الفساد الواضح، يجعل أهليتها كطرفٍ دولي مشكوكٌ في أمرها. وهو ما يبرر الإهمال وقلة المسؤولية التي قد تصل الى حد التواطؤ في الكوارث والأحداث التي تحصل وحصلت في السعودية. الى جانب تلك الأحداث السياسية والإجتماعية التي حدثت على مر التاريخ المعاصر وطالت شعوب الأمة الإسلامية تحديداً الصراع العربي الإسرائيلي والحرب على اليمن.

إذا كان تاريخ السعودية مليءٌ بالفضائح التي تجعلنا نفهم الحاضر الذي نعيشه، وأسباب الفشل واللامسؤولية التي تتصف به الرياض تجاه قضايا الأمة الإسلامية والمنطقة كافة، الدينية والسياسية، ألا يكفي ذلك لنعمل على بناء مستقبلٍ لا يكون لآل سعود يدٌ في تحديده؟ سؤالٌ للأمة فقط.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق