التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

طاجيكستان واحتمال اندلاع الحرب الداخلية .. الجزء الاول 

تتسارع الاحداث في غرب آسيا وهي تترك تأثيرا مباشرا على منطقة آسيا الوسطى فظهور تنظيم داعش الارهابي قد امتد الآن الى افغانستان وباتت طاجيكستان مهددة بأن تصبح الهدف الآتي لداعش حيث يؤكد الخبراء ان تركمنستان ايضا ستلي طاجيكستان.

ويقول الخبراء ان حماة داعش من الامريكيين وغيرهم وجدوا افغانستان منطلقا مناسبا لتحرك داعش نحو طاجيكستان وتركمنستان وقرغيزستان وهم يأملون ان يصبح تغلغل داعش في هذه الدول اداة ضغط بيدهم ضد روسيا وايران والصين.

وقد حدثت هجمات في طاجيكستان مؤخرا قامت بها جماعة “عبدالحليم نظر زادة” وقد استهدفت هذه الهجمات مراكز امنية وحكومية وادت الى مقتل عدد من القوات الحكومية، واستغل الرئيس الطاجيكي امام علي رحمن هذه الهجمات لحذف حزب النهضة الاسلامية بذريعة وجود علاقة بين هذا الحزب وهذه الهجمات.

ويعتقد المراقبون ان هناك نظريتان حيال ما يجري في افغانستان وآسيا الوسطى فاما تكون هذه التحركات الارهابية المسلحة ناتجة عن التدخل الخارجي الذي تقوم به قوى الاستكبار العالمي مستغلة الخلافات الطائفية والفقر وما شابه ذلك، واما تكون ناتجة عن عدم وجود حكومة مركزية قوية في هذه الدول او قمع الحركات المعتدلة الذي يؤدي الى التطرف.

الاوضاع المتأزمة في طاجيكستان

تشعر طاجيكستان بخطر كبير يهددها من قبل الجماعات المذهبية المتطرفة خاصة بعد انتهاء فترة الحكم الشيوعي كما ان طاجيكستان تجاور افغانستان وقرغيزستان واوزبكستان وكلها دول تضم جماعات دينية متطرفة وقد عمدت السلطات الطاجيكية الى تشديد الملاحقة الامنية للجماعات المتطرفة ومارست ضغطا كبيرا على تيار “عبدالحليم نظر زادة” وكذلك على جماعات معتدلة مثل حزب النهضة الاسلامية وسنت قوانين مناهضة للدين في الآونة الاخيرة في وقت كان حزب النهضة الاسلامية قد اعلن ادانته للهجمات الاخيرة التي وقعت في طاجيكستان.

وقد اعتقلت السلطات الطاجيكية النائب الاول لقائد حزب النهضة الاسلامية عمر حسيني كما تم القاء القبض عل محمد علي حيط وهو نائب آخر لقائد حزب النهضة الاسلامية بالاضافة الى قادة آخرين في حزب النهضة، وجرت هذه الاعتقالات بالتزامن مع عملية عسكرية شنتها السلطات في وادي راميت حيث تم قتل نظر زادة و11 من مرافقيه.

ويعتبر حزب النهضة الاسلامية الذي ينتمي اليه 40 الف شخص ثاني اكبر حزب في طاجيكستان بعد حزب الشعب الديمقراطي الذي يقوده الرئيس امام علي رحمن، وكان حزب النهضة من الاحزاب الـ 5 التي شاركت في الحرب الداخلية في طاجيكستان بين عامي 1992 و1997 والتي انتهت بالتوقيع على معاهدة السلام وتقاسم السلطة بين الحكومة والمعارضة.

ان السلطات الطاجيكية كانت تعادي التيارات الاسلامية وخاصة حزب النهضة الاسلامية منذ استقلال هذا البلد والان نرى بأن السلطات قد وجدت الذريعة المطلوبة لتصفية هذا الحزب وهي تتبع سياسة القبضة الحديدة وتنتهج العنف في تعاملها مع الاسلاميين المنتمين لحزب النهضة الاسلامية.

ان قيام السلطات الطاجيكية بشن حملة دعائية كبيرة ضد المتمردين ومن ثم الترويج لوجود صلة بين هؤلاء وبين حزب النهضة الاسلامية واعتقال قادة هذا الحزب ومنعهم من السفر سيزيد فقط من تدهور الاوضاع الامنية والسياسية في طاجيكستان وسيفتح الباب امام تزايد نشاط المتطرفين والارهابيين خاصة بعد الدعايات الامريكية والغربية الكبيرة حول تزايد نفوذ داعش في منطقة آسيا الوسطى.

وكان حزب النهضة الاسلامية الذي يتزعمه “محيي الدين كبيري” يعتبر حزبا تنويريا ويقاوم دوما مؤامرات المتطرفين وكان هدفا لهجمات الوهابيين والتكفيريين بسبب علاقاته الحسنة مع ايران بالاضافة الى ضغوط السلطات.

ان مشاركة مسؤولي هذا الحزب في المؤتمرات والندوات السياسية والدينية التي استضافتها ايران جعلت هذا الحرب عرضة لهجمات السلطات الطاجيكية وكذلك مؤامرات وهجمات الجماعات الطائفية المتطرفة وقد بدأت السلطات عمليات اعتقال قادة هذا الحزب قبل نحو عامين ومنعت ايضا كل النشاطات الاقتصادية لهذا الحرب في وقت يأخذ التكفيريون المنتمون لداعش والوهابية كامل حريتهم في خداع الشباب الطاجيك وضمهم الى صفوفهم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق