التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

ماذا وراء سقوط قندوز بيد طالبان 

استطاع مقاتلوا طالبان بسط سيطرتهم على ولاية قندوز شمالي أفغانستان خلال الأيام القليلة الماضية، جاء ذلك بعد أن شن المقاتلون هجوماً على الولاية من ثلاث جهات، وقد تمكن المقاتلون من الإستيلاء على مجمع الشرطة فيه ومكتب الحاكم في الولاية وفتح السجن المركزي فيه وفرار السجناء منه، ويأتي هذا الهجوم بعد محاولات متكررة منذ شهر نيسان من العام الحالي، ويعتبر سقوط قندوز نكسة للرئيس الأفغاني اشرف غني بعد عام على انتخابه كرئيس للبلاد، هجوم طالبان الأخير أعقبه حملة من التصعيدات على الأراضي الأفغانية وهي تأتي بحسب متتبعين بعد الإعلان من قبل طالبان عن موت ملا عمر، لتحمل هذه الحملات ولا سيما الهجوم الأخير على ولاية قندوز مجموعة من التساؤلات، فهل أن طالبان وتحت قيادة زعيمها الجديد تُعد أقوى من الماضي؟ وما هي الرسائل التي يحملها الهجوم الأخير؟

خلافات داخل الحركة تولّد الحاجة للبحث عن انجاز
بعد الإعلان عن موت الملا عمر ظهر شيء من الحراك داخل الحركة والذي يُعبّر عن عدم الرضا عن إنتخاب الملا أختر زعيماً للحركة، إذ يعتبر البعض بأنه لا يملك الكفاءة اللازمة لإدارة الحركة، وعليه يجد الملا أختر ضرورةً لإحداث انجازات يستطيع من خلالها إثبات قدرته ولياقته وتثبيت موقعه خلفاً للملا عمر، فيما يرى البعض أن الحركة تشهد موجة تصدع داخلها وبالخصوص من قبل أنصار ملا عمر والذين اعتبروا اخفاء موت الملا عمر خذلان قيادتهم لهم، وهذا ما بدأ يولّد توجهاً داخل الحركة لشن هجومات مستقلة، والعمل ضمن رؤية مستقلة عن توجهات قيادتهم الجديدة.

رسالة للحكومة الأفغانية، ضعف القوات الأفغانية ودعم الحلف الغربي
رفع مستوى الهجمات التي تشنها حركة طالبان يأتي أيضاً في سياق رسائل الحركة للحكومة الأفغانية والحلف الغربي بأن موت الملا عمر لم يضعف الحركة، وهي تأتي أيضاً رداً على الرئيس الأفغاني الجديد والذي توعد الحركة، كما أن ذلك يعكس فقدان الإنسجام بين القوات الأفغانية الحكومية ووجود اختلافات سياسية بين الطبقة السياسية الفاعلة، كما أن ضعف القوات الخارجية الغربية والحديث عن تقليل عددهم المتواجد على الأراضي الأفغانية يعد عاملاً مساعداً، هذا إلى ضعف أجهزة وإمكانات قوات الجيش والشرطة الأفغانية، فالجيش الأفغاني المنهك والمتعب لم يعد بإمكانه الإعتماد على القوات الأجنبية التي سحبت قواتها القتالية من البلاد في كانون الأول من العام الماضي بإستثناء بضعة آلاف اقتصرت مهامهم على تقديم المشورة والتدريب.

قندوز منطقة استراتيجية
تعتبر قندوز منطقة استراتيجية في شمال افغانستان، وقد شهدت زيادة عدد القوات الأمريكية منذ خمس سنوات، والسيطرة عليها يعد تحدياً كبيراً، وهي تعتبر ممراً تجارياً على طريق طاجيكستان، وترى حركة طالبان في السيطرة على هذه الولاية مكسباً للتحكم بتجارة الأفيون والذي يدر على الحركة أموالاً كثيرة، كما أن جون كامبل قائد القوات الأمريكية في أفغانستان يستعد للعودة إلى واشنطن للإدلاء بشهادته أمام الكونجرس بشأن مسار الحرب وما يتعلق بمشاركة الجيش الأمريكي هناك، وفي الوقت الذي لم يحسم فيه البيت الأبيض مصيره بشأن إبقاء قواته هناك لعام آخر أو سحبهم تدريجياً خلال الأشهر المقبلة، يأتي هذا الهجوم ليطرح الكثير من علامات الإستفهام حول طبيعته والأهداف المرجوّة منه.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق