خلافات داخل تحالف العدوان العربي على اليمن تطفو الی السطح
ظهرت قبل أيام قليلة صور لتحالف العدوان السعودي على اليمن في سد مأرب ضمن عمليات الكر و الفر الحاصلة في تلك المنطقة، الا أن الموضوع الذي نال الحصة الأكبر من الجدل ليس رفع علم التحالف على أبواب سد مأرب بل غياب أعلام كل من دولتي قطر و الكويت عن الصور التي رفعت بشكل متعمد لايصال رسائل عدة لمن يعنيه الأمر.
و شارك في المعارك الدائرة في مأرب قوات سعودية و بحرينية و اماراتية، اضافة الى مسلحي القاعدة و المرتزقة، و غاب عن الساحة أي تواجد لقوات كويتية أو قطرية، رغم أن قطر كانت قد تعهدت عند بدأ العدوان بارسال ألف جندي للمشاركة في أية عمليات برية لكنها سرعان ما تراجعت عن تصريحاتها. على عكس دولة الكويت التي أعلنت منذ بداية العدوان أن مشاركتها ستكون عبر ضربات جوية فقط.
و يرد بعض المتابعين لمجريات العدوان أمر غياب علم الكويت و قطر عن الصور التي التقطت من سد مأرب الى أن قوات السعودية و الامارات و البحرين كان لها النصيب الأكبر من عدد القتلى و الجرحى الذين استهدفتهم نيران المقاومة و الجيش اليمني في التفجير المدوي لمستودعات ذخيرة تابعة لقوات العدوان في محافظة مأرب قبل حوالي الأسبوعين، على عكس قطر و الكويت التي لم تخسر أي من جنودها حيث لا تواجد بري لتلك الدولتين في المعارك.
و بالنسبة الى الكويت فان موقعها الوسطي الى حد معين، ميزة لها عن باقي الدول الخليجية الدائرة في الفلك السعودي الى حد التبعية، و هي تستطيع لعب دور الوسيط بين ايران و السعودية و يمكنها التفاوض بالنيابة عن التحالف اذا لزم الأمر عبر العلاقات الدبلوماسية الجيدة لوزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح مع الدول المجاورة وبتوجيه مباشر من أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فحاولت منذ البداية أن تقتصر مشاركتها على الضربات الجوية اذ استحوذت على ما يقرب من 50% من مجموع الضربات.
بالنسبة لقطر فان موقفها من العدوان على اليمن لم يعد واضحا بالنسبة لدول التحالف الذين أبدوا امتعاضهم من السياسة القطرية التي يشوبها الكثير من الغموض فيما يخص العديد من القضايا الاقليمية و منها اليمن. اذ ليس غريبا أن يكون تغييب علمها رسالة مقصودة من دول التحالف.
يشار إلى أن كلمة أمير قطر تميم بن حمد، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين الماضي، أحدثت بلبلة داخل الدول العربية التي اعتبرت أن كلامه حمل الكثير من “الغمز و اللمز” تجاه الكثير من القضايا و لاسيما مسألة العدوان على اليمن وبينما اعتبرت بعض الجبهات كلمة أمير قطر “صريحة وشفافة”، اعتبرتها جهات أخرى بأنها خروج عن الاستراتيجية المشتركة المفترضة لدول مجلس التعاون الخليجي التي اتفقت على مساندة الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي. فقد اتهم أمير قطر كل من السعودية و مصر بتصدير الارهاب الى الدول المجاورة، كما رحب بالاتفاق النووي مع ايران. وقال تميم بن حمد عن العلاقات مع إيران في كلمته: “إيران دولة جارة مهمة، والتعاون معها في مصلحة المنطقة، ولا يوجد خلاف متعلق بالعلاقات الثنائية بين بلدينا”. وأضاف: “على مستوى الإقليم، تتنوع المذاهب والديانات، ولا يوجد برأيي صراع سني شيعي في الجوهر، بل نزاعات تثيرها المصالح السياسية للدول”و دعا في نهاية خطابه الى الحوار المباشر بين ايران و الدول العربية عارضا استقبال قطر لهذا الحوار.
و مهما يكن سبب غياب أعلام كل من قطر و الكويت عن الصور في سد مأرب، فان دولتان صغيرتان كتلك تفضل حلولا بعيدة عن العنف عندما يتعلق الأمر بجنود بلادها و لطالما اعتمدت سياسة تمويل مجموعات ارهابية أو مرتزقة للقتال عنهم بالنيابة، و ما ورطتهم به السعودية بدأ يخرج عن حدود قدراتهم، لذلك لا مفر من ازعاجها مقابل ضمان أمنها القومي الذي يمكن تعزيزه عبر سياسات أكثر دبلوماسية. و ليس غريبا أن نرى في الأيام المقبلة انسحاب كل من قطر و الكويت نهائيا من تحالف العدوان على اليمن.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق