التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

حسن نية أنصار الله: حسٌّ وطني وفرصة جديدة لهادي 

سبعة أشهر على بدء العدوان على الجيش اليمني وشعبه من دون أن يلوح في الأفق أي مبادرة جادة لإنقاذ اليمن وإيقاف العدوان. فقوى العدوان ووسائلها المستخدمة داخل اليمن كهادي لا ترى أنها حققت حتى الآن أي هدف من أهدافها سواء المعلنة أو غيرها سوى تدمير البنى التحتية والمستشفيات والمدارس وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى وحصار بري وجوى وبحري يمنع حتى إيصال الوسائل المستخدمة في استخراج المياه. في المقابل يقوم الشعب اليمني وجيشه بالتصدي لهذا العدوان في سبيل التقليل من مستوى الضرر الناجم عنه، على الطرف الآخر تتحرك القوى السياسية الشعبية الفاعلة نحو توجيه الأمم المتحدة والدول التي من شأنها أن تلعب دوراً لتفعيل الحلول السياسية ووقف التدخلات الخارجية وحصر المباحثات داخلياً وبفعالية يمنية. آخر أوجه هذا التحرك والمبادرات الرسالة التي بعثتها أنصار الله وفعالية علي عبد الله صالح إلى الأمم المتحدة أعلنوا فيها التزامهم بالمضي في تفعيل ورقة النقاط السبع بإعتبارها مدخلاً أساسياً نحو استئناف العملية السياسية وبالتالي دعوة الأمين العام ومجلس الأمن للعمل على دعمها.

قراءة في رسالة اليمنيين
يرى أعداء الشعب اليمني وقوى العدوان في رسالة الشعب اليمني انتصاراً لهم وهزيمة لليمنيين، هذه الرؤية تأتي متوافقة ورؤيتهم للواقع اليمني بمنظورهم والقاضي بإركاع اليمنيين والقضاء على العملية السياسية فيه، فيما يرى فيها الشعب اليمني والدول الداعمة له مختزنة لرسائل ذات أهمية خاصة في هذه المرحلة، وفي عرض لبعض هذه النقاط يمكن تسجيل التالي:
أولاً: بعد أن أغلقت قوى العدوان وبلسان هادي مفاتيح العملية السياسية، تأتي هذه الرسالة كبادرة حسن نية من قبل الشعب اليمني وكفرصة جديدة له ولإنقاذ المنطقة، فبعد أن فقد هادي شرعيته اليمنية وأصبح مقر إدارته للبلاد من الرياض جاءت الرسالة اليمنية لتعيد الفرصة له خاصة أن ورقة اتفاق النقاط السبع تنص في إحدى نقاطها على أن يأتي خالد بحاح رئيس الوزراء السابق لعهد هادي للرئاسة على أن تقوم الفعاليات الشعبية بتسليم السلاح الثقيل للدولة.
ثانياً: ترى قوى العدوان ووسائلها المستخدمة في اليمن أن الرسالة هي هزيمة للشعب اليمني واستجداءٌ خاصة في اشارة الرسالة إلى معاناة الشعب اليمني من الحصار البحري والجوي والبري منذ بدء العدوان والنقص في السلع الغذائية والوقود بالإضافة إلى أعداد الشهداء والجرحى المرتفعة التي سببها العدوان حتى الآن. إلا أن الأمر هو خلافه فتناول الرسالة لهذا الجانب نابع من الحس الوطني وهو بالدرجة الأولى والأخيرة أدانة واضحة لقوى العدوان وما خلفته أعمالهم من جرائم بحق الإنسانية.
ثالثاً: هذه الرسالة والتي فيها دعوة صريحة للأمم المتحدة بتفعيل آليتها قابلها ردٌ من هادي في الرياض بأن طرفه ملتزم بمؤتمر الرياض الذي جمع قوى العدوان، وبالتالي فإن الرسالة تشير بوضوح إلى أن المعرقل للعملية السياسية هي قوى العدوان بلسان هادي وليس الشعب اليمني، وتجدر الإشارة إلى أن طاقم هادي السياسي أعلن في وقت سابق موافقته على الدخول في حوار يمني برعاية الأمم المتحدة ولكن هادي وبضغوط سعودية رفض الأمر، ولهذا فالرسالة تأتي فرصة ودعوة جديدة له للدخول في حوار دون شروط مسبقة ينقذ البلاد. فالشعب اليمني يدعم الدخول في حوار يمني بعيداً عن التدخلات الخارجية التي تريد فرض شروط، هذا الحوار لا يمكن أن يأخذ طريقه إلى النفاذ من دون تفاعل ايجابي من الطرف الآخر وبجهود من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن في هذا الخصوص.

تأتي هذه الرسالة في ظروف تلحظ تقدماً يمنياً في مواجهة قوى العدوان، لتبقى الكرة في ملعب لسان هادي إما أن يأخذ الفرصة بعين الإعتبار ويذهب نحو حوار يمني فاعل وجاد تحت رعاية الأمم المتحدة، وإما أن يرد الرسالة ويقرر الإستمرار في الإعتداء على جيشه وشعبه وبلده. وتجدر الإشارة إلى أن الخلافات بين هادي وبحاح رئيس وزرائه السابق شهدت اشتداداً وحدةً في الآونة الأخيرة، هذه الخلافات قد تتفاقم أكثر مع الذهاب إلى طاولة حوار يمني. فبحاح ومع وجود خلافات بينه وبين بعض القوى السياسية اليمنية إلا أنه يختلف بوجهة نظره عن هادي بالذهاب إلى الرياض لأخذ العون منها في قصف شعبه وإرغامه على القبول بشروط مفروضة في آلية إدارة البلاد. ولكن على كل حال فإن سبعة أشهر من الإعتداء على اليمن والتي استخدم فيها كل الوسائل الممكنة والمتاحة لضرب إرادة الشعب اليمني، إلا أنها كانت فترة كافية لتوضح أن العدوان فشل واستمراره لن يزيد اليمنيين إلا إرادة وثباتا وعزيمة على تحقيق الهدف المتمثل باستقلاليته عن الخضوع للتدخلات الخارجية التي لا تريد للشعب اليمني أن يتطور ويزدهر.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق