التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

قصف البغدادي؛ إنجاز لمحور المقاومة بإخراج عراقي 

نصر جديد يضاف إلى سجل الجيش العراقي في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي حيث نجحت “خلية الصقور اﻻستخبارية” و”القوة الجوية العراقية” في إستهداف موكب زعيم التنظيم الإرهابي “أبو بكر البغدادي”.

العملية النوعية كانت عراقية بإمتياز حيث تمكنت القوات العراقية من قصف الموكب أثناء تحركه الى منطقة الكرابلة في محافظة الأنبار على بعد نحو خمسة كيلومترات من الحدود مع سوريا لحضور اجتماع لقيادات تنظيم داعش الإرهابي. لم تكتفي الطائرات العراقية بقصف الموكب القيادي، بل عمدت إلى قصف مكان الإجتماع حيث ينتظرعدد من القياديين حضور أمير التنظيم البغدادي، مم أدّى إلى قتل وجرح الكثير منهم.

بصرف النظرعن مصير أبو بكرالبغدادي الذي لا يزال مجهولاً حتى كتابة هذه السطور، بإعتبار أن الجيش العراقي لم يؤكد مقتل أو إصابة البغدادي، تحمل هذه العملية النوعية جملة من الدلالات أبرزها:

أولاً: قدرة الجيش العراقي بمؤازرة الحشد العشبي على دحر التنظيم الإرهابي من ربوع البلاد دون أي مساعدة خارجية، فقد أشار بيان الجيش العراقي إلى أن العملية تمت وفق معلومات استخباراتية دقيقة من قبل خلية الصقور وبالتنسيق المباشر مع قيادة العمليات المشتركة. في الحقيقة تكشف هذه العملية النوعية قدرات العراق الهائلة رغم إستنزافه من التنظيم الإرهابي من ناحية، ومحاولة العديد من الأعداء، سواء في الداخل أو الخارج، محاربته وتقويضه عبر التقسيم أو الطائفية من ناحية آخرى.

ثانيا: لا تقتصر أهمية العملية على الشخصية المستهدفة فحسب، بل يمكننا القول أن إستهداف البغدادي بالتزامن مع الضربات الموجعة التي يتلقاها التنظيم الإرهابي من الجيش الروسي من ناحية، وبعد إجتياز البغدادي خمسة كيلومترات فقط في الأراض العراقية من ناحية آخرى، يؤكد القدارت النوعية للجيش العراقي في مواجهة الإرهاب.

ثالثاً: من الناحية الأمريكية، لا تخلو هذه العميلة من أمرين، إما فشل إستخباراتي أمريكي غير مسبوق حيث باتت إستخبارات بعض الدول العربية و العراق على سبيل المثال، تتفوق على نظيرتها الأمريكية، أم أن هناك تواطئ بين واشنطن والتنظيم الإرهابي الذي شكّل فرصة ثمينة لعودة الجيش الأمريكي إلى المنطقة، فضلاً عن محاربته لأعداء الإدارة الأمريكية سواءً في سوريا أو العراق. سيناريو التواطئ هو الأكثر ترجيحاً.

رابعاً: إن هذه العملية النوعية تعتبر نصراً جديداً ليس للحكومة العراقية فحسب، بل لكافة أعضاء محور المقاومة الذين يخوضون معارك ضارية مع التنظيم الإرهابي على الأراضي السورية.

خامساً: إن ضرب موكب البغدادي يأتي بالتزامن مع الحديث عن هجرة جماعية لأعضاء التنظيم الإرهابي من سوريا بإتجاه العراق بسبب الضربات الروسية الموجعة، الأمر الذي سيحد من هذه الهجرة القسرية. في الوقع و بصرف النظر عن مصير البغدادي، ستؤثر هذه الضربة التي قضت على العديد من قيادات داعش، على الواقع الميداني، الأمر الذي قد يتسبب بإنشقاقات جديدة أو عمليات هروب جماعية نحو مناطق آمنة. هنا يرحج العديد من المراقبين زحف جزء كبير من قوات البغدادي بإتجاه الأراضي التركية بعد أن بات التنظيم بين مطرقة محور المقاومة وسندان الجيش الروسي.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق