التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

لماذا يعادي بعض العرب ايران ويصطفون مع تل أبيب؟ 

يفاجئ مسؤولو الدول العربية في الخليج الفارسي مواطني هذه المنطقة باطلاق تصريحات معادية لايران بين الفينة والاخرى في الوقت الذي يبدي هؤلاء المسؤولون احيانا رغبتهم في الحوار مع ايران لحل قضايا عالقة، فلماذا يعتبر مسؤولو هذه الدول ان ايران هي عدوتهم وليس الكيان الاسرائيلي؟ ولماذا يقترب هؤلاء المسؤولون من الكيان الاسرائيلي يوما بعد يوم ويبتعدون عن ايران؟

لقد رأى الجميع مؤخرا ما كتبته جريدة تايمز البريطانية حول سعي الدول العربية في الخليج الفارسي لشراء منظومة القبة الحديدة الصاروخية الاسرائيلية لدرء خطر الصواريخ الايرانية، ويضاف الى هذا ما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ايضا حينما اعتبر قضايا سوريا واليمن أهم من القضية الفلسطينية، كما عقد المسؤولون السعوديون والاسرائيليون عدة لقاءات خلال الشهور والاسابيع الماضية وترددت اخبار عن قيام مسؤولين قطريين واماراتيين بعقد لقاءات مع نظرائهم الاسرائيليين ايضا وهنا يحق للمرء ان يتساءل عن سبب اقتراب هؤلاء من عدوهم الحقيقي وابتعادهم عمن دعم القضايا العربية المحقة.

ان هؤلاء العربان قد تقبلوا وجود كيان غاصب ومعتدي في بينهم وفي المقابل اختاروا المواجهة مع ايران التي تعتبر دولة اسلامية ولم تهاجم أية دولة عربية وهم يقولون بأن ايران تشكل خطرا اكبر من الكيان الاسرائيلي ولذلك يستنجدون بهذا الكيان في مواجهة ايران.

ان مسؤولي هذه الدول العربية يريدون الحفاظ على الاوضاع السائدة حاليا في المنطقة خشية حدوث اي تغيير يؤدي الى الاطاحة بحكمهم ولذلك نراهم يتقبلون وجود الكيان الاسرائيلي واعتداءاته وجرائمه ويتعاملون مع تل ابيب وان ما يمنعهم من مد جسور العلاقات الدبلوماسية الواسعة مع الكيان الاسرائيلي هو فقط الخجل من الرأي العام العربي.

ان هؤلاء قد تقبلوا فكرة وجود الكيان الاسرائيلي ولايعيرون اي اهتمام للقضية الفلسطينية بل يتعاملون مع هذه القضية كقضية اسطورية اكل الدهر عليها وشرب ولذلك نرى بأنهم يصطفون مع الكيان الاسرائيلي ضد ايران بل يسبقونه في العداء لايران ويتزايدون عليه لأنهم يشعرون بالخطر من نهج ايران الثوري الذي غير الواقع المرير في المنطقة وهو الهيمنة الامريكية والاسرائيلية ولذلك نرى هؤلاء القادة العرب يسارعون الى اعلان عدائهم لايران للحفاظ على كرسي الحكم.

ان نشر سياسة التخويف من ايران قد عزز مكانة الكيان الاسرائيلي لدى الدول العربية ووحد صفوف العرب والاسرائيليين ضد ايران حيث تستفيد امريكا من هذا الاصطفاف لبيع اكبر كمية ممكنة من الاسلحة لدول هذه المنطقة وجني المليارات من الدولارات.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق