التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

مستشار سوري: اجتثاث الفكر التكفيري يتطلب نشر الفكر التنويري للإسلام الصحيح 

سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكد المهندس باسل قس نصرالله مستشار المفتي العام لسوريا ان الرئيس “بوش”، قال في تقريره للكونغرس الأمريكي في 20 أيلول 2002 حول استراتيجية الأمن القومي، :”سوف ندافع عن السلام من خلال محاربة الإرهابيين والطغاة , وسوف نحافظ على السلام من خلال إقامة علاقات جيدة بين الدول الكبرى”.

وتابع نصر الله مضى على كلام “بوش” حوالي الثلاثة عشر عاما وإلى الآن ما زال الإرهاب يستفحل وينتشر والذي انتقل من اتخاذه للأمور القومية تغطية له إلى الدين , وكيف توافق دولة كبرى أصبح التطرف والإرهاب الديني على حدودها والتاعت منه في داخل روسيا نفسها ! وكيف يمكن أن ننتظر نتائج محاربة الإرهاب من قبل دولة تستخدم عامل الزمن في محاربتها للزمن إضافة إلى عدم تأكد روسيا من أن الولايات المتحدة تفهم تماما جذور المشكلة وأسبابها ومكوناتها.

ونوّه إلى أن روسيا غير مجافية للحقيقة في ذلك وأمامنا الحملتين الأمريكيتين في أواخر عام 2001 ضد حركة طالبان , وفي العام 2003 ضد العراق والتي لم تسفر عن أشياء ملموسة عالية الوضوح ,إضافة إلى أمر هو الأهم ما قاله “زبيغنيو بريجنسكي مستشار الرئيس الأمريكي جيمي كارتر لشؤون الأمن القومي” أن أمريكا تستغل الحرب ضد الإرهاب من أجل الإبقاء على تفوقها العالمي , ولأجل كل ذلك على الأقل نجد مبررات للقلق الروسي من استراتيجية واشنطن في مواجهة الإرهاب بشكل عام والإرهاب الديني بشكل خاص.

وحول الخلاف بين موسكو وواشنطن في تسمية الفصائل المسلحة لفت المستشار نصر الله إلى أن توجه الفصائل المسلحة إلى تجميع نفسها ضمن تسميات إسلامية مباشرة وكأنها تؤكد أن الثورة هي ثورة إسلامية ذات أبعاد دينية وبدأت تحارب وتقاتل تحت شعارات دينية تحريضية دافعة إلى الخلف الشعارات التي رفعتها ومنها السياسية والاقتصادية والاجتماعية واليوم حسب اعتقادي لا يوجد قوى مسلحة معتدلة والتي اختفت مع ظهور الأحلاف والتيارات الإسلامية التي تختفي بدورها لتترك المجال لتيار أكثر تطرفا بحيث أن العنف غالبا ما يحل مكان القوة المسيطرة عندما تتهاوى وعندها يتم اللجوء إلى ممارسة الإرهاب للاحتفاظ بمركز السلطة وهذا ما حدث على الأرض السورية حيث اختفت تيارات وظهرت أخرى.

وأكّد أن روسيا فهمت أكثر من أمريكا أنه ما من وجود لشيء اسمه المعارضة المعتدلة وأن السلاح بحد ذاته ينفي صفة الاعتدال ومن غير المعقول إطلاقا الظن بأن الولايات المتحدة الأمريكية يمكنها أن تربح الحرب ضد الإرهاب وأن توطد قوة إمبريالية إدارية شبه حصرية للبشرية فيما هي تغذّي هذا الإرهاب بالذات بمغالطات ومبالغات طلبها الفلسفي والسياسي والديني وبنشر جيوشها في كل القارات وبفهمها المحدود”إن لم أقل لعدم فهمها التام” لأسباب التطرف والأصولية الدينية التي تؤدي إلى الإرهاب.

وقال المهندس نصر الله حول التحالف الروسي الإيراني السوري العراقي أنه لا أحد من الدول يستطيع محاربة الإرهاب وحده لأن محاربة الإرهاب تقتضي تحرك “مجموع من الحكومات” أي أنه يتعذر على روسيا أو الولايات المتحدة العمل وحدها إنما عليها التعاون مع حكومات الدول الأخرى , والإرهاب لا يمكن فهمه إلا في ضوء فهم ما أصبح معروفا بإسم “الجريمة عابرة القارات” حيث أصبح الإرهاب يخطط له في بلد ويتم تدريب عناصره في بلد ثان ويستمد مبرراته الفكرية والعقائدية من مفكرين من بلد ثالث ويصل السلاح من بلد رابع وتتدفق عليه الأموال من بلد خامس وهذا يقضي تضافر مجموع من الدول أيضا لمكافحته .

واعتبر أن التجمعات السياسية لدول مختلفة حيث تزج قوتها النارية في الدفاع عن الأرض السورية ما هو إلا نتيجة رد فعل من هذه الدول بعدما انتبهت إلى التلكؤ والتباطؤ الحاصل من الولايات المتحدة والدول الأخرى في مكافحة الإرهاب بشكل جدّي إضافة إلى أنهم يحاربونه بشكل جدّي في سوريا بعدما اطّلعوا على تقارير ودراسات تشير إلى إمكانية تمدد الإرهاب إليهم في القريب .

وحول بدء العملية العسكرية في حلب وريفها قال : لم أغادر حلب , غادرها كثر إن كان بحق أم بغير وجه حق وتركوها في أوقات عصيبة وجلسوا خلف شاشات أجهزتهم يتباكون عليها ويتجسون على ماضيها ولو كان كل واحد يعرف يقينا أن الوطن هو أم ثانية له لما تركها, والآن بدأت تلوح في الأفق بوادر الانتهاء من الإرهاب ومخلفاته وأعتقد جازما أنه لكسب الحرب ضد الإرهابيين في الشرق الأوسط عامة وسوريا خاصة يجب تطبيق بُعدَيَن أساسيين هما: يجب استئصال الإرهاب وفي الوقت نفسه تشجيع عملية سياسية تتصدى للظروف التي تؤدي إلى ظهور الإرهابيين والتصدي لهذه الظروف السياسية لا يعد تنازلا للإرهابيين ولكنه عنصر سياسي لا بد منه في استرتيجية تهدف إلى عزل العالم السفلي للإرهاب والقضاء عليه.

وختم نصر الله الإرهابيون يمسكون البنادق الآلية ولكن هناك وراءهم سندا من الفكر الذي يفلسف الإرهاب ويقدّم له التبرير العقلي ويضعه في قالب مقبول من المنطق المغلوط ويدس السم في العسل نظرية سياسية… أو دعوة اجتماعية أو شعارا عاما أو غامضا وهلاميا له جاذبية وليس له قوام محدد نستطيع مناقشته لأجل ذلك يجب التوجه سياسيا وفكريا للدول الأوروبية والأمريكية والدول الأخرى لمجابهة الفكر المتطرف بالفكر التنويري وبالإسلام الصحيح .انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق