التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

ثلاث ميزات منعت السعودية من غزو اليمن .. ما هي؟ 

تشير جميع الشواهد التاريخية الى أن الشعب اليمني لم يسمح أبداً لأي قوة خارجية مهما كانت بأن تحتل بلاده وتسيطر على مقدراتها. ليس هذا فحسب؛ بل تؤكد هذه الشواهد بأن جميع القوى التي هاجمت هذا البلد تكبدت خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات دون أن تتمكن من تحقيق أهدافها.
فما هي الخصائص التي يتميز بها الشعب اليمني والتي أكسبته هذا التاريخ المشرّف المتمثل برفض الاحتلال والصمود بوجه القوى الأجنبية وإلحاق الهزائم المنكرة بها؟

يمكن تلخيص هذه الخصائص بثلاث ميزات رئيسية على النحو التالي:
١ – التماسك والتلاحم الثقافي والاجتماعي بين مختلف شرائح الشعب اليمني رغم المؤامرات الكثيرة التي سعت الى تمزيق هذا النسيج لتحقيق أهداف سياسية داخلية أو خارجية لاتمت بصلة الى تاريخ وحضارة هذا البلد العريق. كما يتميز الشعب اليمني منذ القدم بالشجاعة والنخوة ورفض الضيم والاستعباد. ورغم الطبيعة السلمية والهادئة التي يتميز بها هذا الشعب، إلاّ أنه لم يضعف أمام أي تهديد خارجي يسعى للنيل منه سواء على المستوى الفكري أو الاجتماعي أو الحضاري.
٢ – التركيبة الدينية للشعب اليمني: هذه الميزة جعلت من هذا الشعب شديد الحساسية تجاه أي محاولة أجنبية تسعى للهيمنة على مقدراته رغم وجود اختلافات مذهبية من الناحيتين الاصولية والفقهية. فهذه الاختلافات لم تكن أبداً سبباً في تفرق هذا الشعب طائفياً. فالسنة والشيعة الذين يشكلون أكبر طائفتين مذهبيتين في البلاد تعايشوا بسلام ووئام منذ مئات السنين دون أن تكون هناك مشاكل تذكر يمكن أن تستغلها القوى الأجنبية لبث سموم الفرقة بين الطائفتين. وخلال السنوات الأخيرة حاولت بعض التنظيمات الارهابية المدعومة من قبل السعودية كـ “القاعدة” و”داعش” اللعب بالورقة الطائفية لكنها لم تفلح في هذا المسعى لوجود علماء واعين ويقظين لهذه المؤامرات من كلا الطائفتين. فعقائد الشيعة الزيدية وهي أكبر طائفة شيعية في اليمن قريبة من عقائد المذهب الشافعي الذي يدين به أكثر أهل السنّة في البلاد. وهذا التقارب المذهبي أوجد نوعاً من الوفاق الديني بين مختلف شرائح الشعب اليمني منذ زمن بعيد الى درجة أن الكثير من الشيعة الزيدية يرتادون مساجد السنّة الشافعية ويأتمون بشيوخهم لأداء الصلاة، وكذلك الحال بالنسبة للسنّة الشافعية الذين يرتادون مساجد الشيعة ويأتمون بهم أثناء الصلاة.
ورغم خضوع المناطق الجنوبية من البلاد ذات الأغلبية السنّية لنظام حكم الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يتبنى الأفكار الشيوعية خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي، إلا ان ذلك لم يغيّر من تمسك سكان هذه المناطق بعقيدتهم الإسلامية وتلاحمهم مع سكان باقي المناطق التي يسكنها الشيعة خصوصاً في المنطقة الشمالية من البلاد. ويعتقد المراقبون أن التلاحم الديني بين اليمنيين هو من العوامل الأساسية التي منعت القوات السعودية من غزو اليمن منذ بدء عدوانها على هذا البلد قبل نحو سبعة شهور.
٣ – التركيبة القبلية: هذه الميزة جعلت من الشعب اليمني أن يكون متماسكاً لوجود أواصر إجتماعية قوية بين مختلف قبائله التي تحكمها عادات وتقاليد تحظى باحترام هذه القبائل ويتم التمسك بها أكثر من القوانين والمقررات التي تحددها الحكومة والجهات الرسمية، وهذا الأمر ساهم كثيراً في تشكيل تحالفات قبلية في العديد من المناطق لدعم الجيش واللجان الشعبية التابعة لحركة أنصار الله لمواجهة العدوان السعودي المتواصل على البلاد.

هذه الميزات الثلاث صنعت من اليمنيين شعباً يأبى الخضوع لأي هيمنة أجنبية ودفعته للتضحية بالغالي والنفيس من أجل حفظ استقلال وسيادة بلده رغم ضراوة الهجمات التي تعرض لها والتي بلغت ذروتها خلال العدوان المستمر الذي تشنه السعودية والدول الحليفة لها وفي مقدمتها أمريكا والذي أودى حتى الآن بحياة الآلاف من المدنيين ودمر البنى التحتية للبلد في شتى المجالات.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق