التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

اليمن ضحيّة؛«صراع المحاور» داخل تحالف العدوان 

لايزال العدوان السعودي على الشعب اليمني قائماً رغم إستمراره لحوالي 7 أشهر دون أن تحقّق أي نتيجة تذكر في الأهداف التي أعلنها المتحدث باسم «عاصفة الحزم» بداية العدوان. وإنطلاقاً من واقع أن بداية العدوان ليست كحاله، يبدو أن الصراعات الداخلية بين أعضاء تحالف العدوان تزيد من فجوة الخلافات في الأهداف، لترسم مشهداً جديداً يحتّم فشل الرياض.

لم يصدر عن التحالف العربي في العدوان على اليمن حتى الآن، أي موقف يؤكد الصراعات الداخلية بين أعضائه، وهذا بطبيعة الحال أمر منطقي وفيه شيئ من الحنكة العسكرية، إذ تستخدم الرياض منذ بدء العدوان ما يسمى بـ”حرب الأعصاب” في الحروب وذلك عبر حرب نفسية تتخذ مسارين أساسيين. الأول، توجيه هجوم الدعاية ضد الخصم والتركيز على مخاوفه ومواطن الضعف والشك عنده، والثاني، توجيه الدعاية نحو تنمية مواطن القوة عند الحلفاء وذلك بواسطة إخفاء نقاط الضعف عن العدو والسعي إلى معالجة ذلك الضعف.

بيد أن مشهد التحالف اليوم يظهر العكس، ليؤكد فشل السعودية في إدارة «حرب الأعصاب»، وبذلك يرسّخ الهزيمة العسكرية للعدوان. كما يشي هذا المشهد بالبحث عن واقع التحالفات الداخلية في «التحالف العربي»، فكيف هو واقع هذه التحالفات، وما هو مدى تأثيرها على العدوان السعودي؟

صراع المحاور
تُظهر القراءة الدقيقة والموضوعية للعدوان السعودي على الشعب اليمني، وواقع المعارك والقوى المشاركة وجود خلافات جذرية بين أعضاء «التحالف العربي» رغم سعيهم جميعاً للخروج منتصرين من المعركة. إلا أن كلمة «إنتصار» قد تكون فضفاضة أو حمّالة للأوجه في حال إختلفت الأهداف المُراد تحقيقها، وهذا بالفعل من نشاهده حالياً حيث يمكننا تقسيم «تحالف العدوان» إلى قسمين أساسيّين، الأول يضم كل من السعودية مليشيات هادي حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة، والثاني يضم كل من الإمارات و مصر وحكومة خالد بحاح في حين يقبع الحراك الجنوبي، الذي يريد الإنفصال فقط، وحيداً مستخدماً سياسة؛ ضربة على حافر الحلف الأول، وضربة على مسمار الحلف الثاني.
وعند الدخول في تفاصيل الخلافات القاائمة يتّضح إختلاف الأهداف السعودية الإماراتية من العدوان على اليمن، ففي حين تسعى الرياض لتُبقى صنعاء حديقة خلفيّة لها من الناحية السياسية، وتقضي على حركة «أنصار الله» من الناحية العقائدية؛ لو صح التعبير، تهدف الإمارات من مشاركتها لتحقيق جملة من الأهداف، تبدأ إقتصادياً عبر ضرب أي نواة لتشكيل «مدينة لوجستية» في عدن بحكم موقعها الإستراتيجي، حفاظاً على الموقع الإستراتيجي لمدينة دبي، وتمرّ عقائدياً عبر مواجهة «حزب الإصلاح» التابع لجماعة الإخوان المسلمين، والعدو الأبرز للنظام الإماراتي، وتصل إلى الطموحات الإماراتية في تعزيز دورها الإقليمي، مستفيدةً من أخطاء التجربة القطرية في جنون العظمة.
لا يمكننا حصر خلافات السعودية مع الإمارات فحسب، بل نرى أن أحد أبرز أسباب الفتور السعودي المصري في الآونة الأخيرة، هو تخلّف الرئيس السيسي عن المشاركة البريّة في العدوان من ناحية، ووقوفه إلى جانب الإمارات وأهدافها خلال مشاركته المتواضعة، وهذا ما شاهدنا خلال إستقبال النظام المصري لوفد من حركة «أنصار الله» قبيل بدء العدوان بأيام ما شكّل صدمة خارقة للنظام السعودي الذي إستخدم آلته الإعلامية الضخمة للتصويب على الرئيس السيسي.
الخلافات السعودية الإماراتية سرت على الأهداف العامّة للعدوان، فرغم سعي الرياض المستميت لبدء معركة صنعاء، تخلّفت الإمارات عن الإوامر السعودية وطلبت التريث بسبب وضعها الداخلي المتأزم بعد الخسائر الفادحة التي تكبّدتها في مطار صافر، وهجوم فندق القصر حيث يقيم رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح.
وأما عند الدخول في الحديث عن خلاف هادي مع بحاح، فحدّث ولا حرج، فهادي المقيم في الرياض، لا ينفك عن التدخل في صلاحيات بحاح وعدد من الوزراء المقربين منه، حتى وصل الأمر إلى نيّة هادي قبل فترة بإقالة بحاح من منصب رئاسة الوزراء والاكتفاء بمنصب نائب الرئيس، وهو الأمر الذي اعتبره الأخير استهدافا مباشرا من قبل الرئيس المستقيل هادي لشخصه.
مازاد طينة الخلاف بلّة هو التقارب الواضح بين بحاح ومراكز صنع القرار في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تؤمن الحماية الشخصية لبحاح كما شاهدنا في هجوم فندق القصر الذي رجّحت مصادر ميدانية يمنية وقوف هادي خلفه. ولكن يبقى الشعب اليمني هو الضحيّة الأبرز لصراعات تحالف العدوان التي بدأت بالتدحرج إلى الهاوية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق