بوتين: نهدف الى إحلال السلام في المنطقة، و تقسيم الإرهابيين إلى معتدلين و غير معتدلين أمر غير صحيح
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع نادي فالداي الدولي في سوتشي الخميس 22 أكتوبر/تشرين الأول، إن الإرهابيين كانوا سيكتسبون صفة رسمية في حال لو سقطت دمشق أو بغداد مؤكدا أن العملية الروسية تأتي من أجل إحلال السلام، معتبراً ان تقسيم الإرهابيين إلى “المعتدلين” و”غير المعتدلين” أمر غير صحيح.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهدف الوحيد من العملية العسكرية التي تقودها موسكو في سوريا هو إحلال السلام هناك، مضيفاً “بعد طلب السلطات الرسمية السورية تقديم الدعم اتخذنا القرار حول بدء عملية عسكرية روسية في هذا البلد. وأريد إعادة التأكيد على أنها (العملية) تعد شرعية بالكامل ويتمثل هدفها الوحيد في تشجيع إحلال إقامة السلام “.
وأعرب بوتين عن قناعته بأن ممارسات العسكريين الروس ستؤثر إيجابيا على الأوضاع في سوريا وستساعد على إقامة ظروف للتسوية السياسية فيها، وأشار الرئيس الروسي إلى أنه على السوريين أن يقرروا مصيرهم ليس تحت ضغوط، وإنما بتأييد المجتمع الدولي، لافتا إلى ضرورة ترسيخ المؤسسات الحكومية في مناطق النزاعات .
وفي سياق متصل، اعتبر الرئيس الروسي أن محاولات إعادة تشكيل الشرق الأوسط بشكل صارم أصبحت قنبلة أدت إلى حدوث انفجار .
وقال بوتين: “نرى ما تشهده منطقة الشرق الأوسط اليوم، حيث تراكمت خلافات عرقية ودينية وسياسية وكذلك قضايا اجتماعية حادة طوال عقود بل وربما قرون… وأصبحت محاولات إعادة تشكيل المنطقة من الخارج عبر فرض الإرادة بشكل صارم قنبلة أدت إلى حصول انفجار حقيقي وتدمير هيكلية دولة وزيادة الخطر الإرهابي وفي نهاية المطاف إلى تنامي التحديات على العالم برمته “.
واعتبر الرئيس الروسي بوتين بأن تقسيم الإرهابيين إلى “المعتدلين” و”غير المعتدلين” أمر غير صحيح لأن جميعهم أعداء الحضارة البشرية .
وقال بوتين: “أود أن أفهم ما هو الفرق؟ لعله يتمثل، بحسب بعض الخبراء، في أن المجرمين”المعتدلين” يقومون بقطع رؤوس ضحاياهم بأعداد معتدلة أو بطريقة رقيقة؟ “
وشدد بوتين على ضرورة أن يفهم المجتمع الدولي أنه يعامل هنا “عدو الحضارة والبشرية والثقافة العالمية “.
بوتين: واشنطن تخدع العالم بالحديث عن التهديد النووي الإيراني
كما قال بوتين إن الولايات المتحدة تخدع روسيا والعالم بأسره بحديثها عن التهديد النووي الإيراني .
وحسب رأي بوتين، فإن الأمر لا يكمن في تهديد نووي خيالي لم يوجد أبدا وإنما في محاولة تدمير التوازن الاستراتيجي وتغيير توازن القوى لصالح واشنطن من أجل “ليس التغلب فحسب وإنما الحصول على الإمكانية لإملاء إرادتها على الجميع، سواء كانوا منافسيها الجيوسياسيين أو، برأيي، حلفائها “.
وأكد الرئيس الروسي أن موسكو لن تقوم بشن غارات جوية على مواقع “داعش” في العراق لأنها لم تتلق طلبا رسميا من قبل بغداد بهذا الشأن .
هذا وأشار بوتين إلى أن تنسيق الطيران الروسي مع الجيش السوري أدى إلى نتائج إيجابية. وبخصوص سيناريوتقسيم سوريا، قال بوتين إنه سوف يؤدي إلى حرب تخرج عن السيطرة .
وفيما يتعلق بلقائه مع نظيره السوري بشار الأسد والذي جرى في موسكو قبل أيام، قال بوتين إنه اقتنع باستعداد الأسد للحوار مع القوى المعارضة لحل الأزمة .
بوتين: نفضل محاربة الإرهاب في سوريا قبل أن يكون واقعا في روسيا
وقال بوتين إنه يعتز بالطيارين الروس الذين يشاركون في العملية الجوية في سوريا، مشيرا إلى أنهم بقتالهم التنظيمات الإرهابية هناك يدافعون ليس فقط عن مصالح الشعب السوري، “ولكن بالدرجة الأولى يحرسون مصالح روسيا والشعب الروسي “.
وأضاف أنه من الأفضل محاربة الإرهابيين في سوريا من التوقع أن يحدث ذلك في روسيا .
مع ذلك، أكد بوتين أن احتمال حدوث عمليات إرهابية على أراضي سوريا لم يرتفع ولم ينخفض رغم ضربات الطيران الحربي الروسي في أجواء سوريا .
وتستمر أعمال النادي لـ3 أيام، إذ يبحث المشاركون خلال مختلف الجلسات جوانب مفاهيم الحرب والسلام في الوجدان الاجتماعي العالمي، وفي مجالات العلاقات الدولية والدين والتعاون الاقتصادي بين الدول .
يذكر أن إحدى جلسات النادي مكرسة بشكل كامل للأوضاع في الشرق الأوسط .
المصدر / الوقت